في سابقة.. “السورية للطيران” تنفذ بعض رحلاتها دون ركاب.. وأصابع الاتهام تكشف وتشير!
في سابقة فريدة من نوعها اخترق بعض المستفيدين حرص المؤسّسة السورية للطيران على تنفيذ رحلاتها الخارجية، ولاسيما عبر اللجوء إلى أساليب مضرة بمصلحتها، مثل إحداث كسر في أسعار التذاكر، إضافة إلى استقطاب زبائن السورية دون أدنى رادع.
وتشير المعلومات الواردة لـ”البعث” من مصادر مطلعة، إلى أن المؤسسة السورية للطيران نفّذت رحلة طيران نظامية مبرمجة ومدرجة على جداولها الخارجية (خط دمشق النجف وبالعكس)، والمفاجأة أنها عمدت إلى تنفيذها دون أي راكب وفي الاتجاهين، وذلك بتاريخ 20/12/ من العام الفائت، ما كان نتيجته تحمّل المؤسسة لخسارة بلغت 20 ألف دولار أمريكي.
المصادر أشارت إلى أنها ليست المرة الأولى التي تقوم المؤسسة بتنفيذ رحلة طيران دون ركاب، إذ أنها نفذت رحلة سابقة وعلى الخط نفسه أيضاً ودون ركاب وذلك خلال الشهر التاسع من العام الفائت، أي أيضاً خسارة 20 ألف دولار.
استغراب
ما يثير الاستغراب ويدعو للاستفسار هو: لماذا تلجأ المؤسسة لذلك الفعل، خاصة وأن المتّتبع لحركتها ونشاطها لجهة تنفيذ كل رحلاتها الداخلية والخارجية بشكل نظامي ومبرمج، كان يلحظ مدى حرصها على تخديم خطوطها بالشكل الأمثل والأفضل؟!..
حرص نجزم أنه يتنافى كلياً مع تنفيذ رحلات وهمية دون ركاب، والأنكى أن جهابذة السورية للطيران قاموا بفعلتهم مرتين متتاليتين وعلى الخط نفسه!!.
وهنا السؤال الذي يفرض نفسه: هل هي عملية قد تحصل مع أي شركة عاملة في مجال الطيران؟ أم هي عملية ابتزاز وتواطؤ لجأ إليها بعض المتنفذين والمستفيدين؟!
حيثيات
حيثيات الموضوع، وأشياء أخرى من مخالفات وتجاوزات وخروقات قام بها المشغل الجوي الخاص «أجنحة الشام» والذي حصل على صفة الناقل الوطني، تتمحور في كسر سعر التذكرة وسعر الوجبات الساخنة.
خبير في مجال العمليات الأرضية، أكد لـ”البعث” أن كلفة الرحلة المذكورة لا تقل عن 25 ألف دولار وفي الاتجاهين، أي للمقطع الواحد أكثر من 200 دولار، وبحسب الخبير فإن الجدوى الاقتصادية ليست فقط محصورة في القيمة المالية لتذاكر الركاب، بل أيضاً في عائدات المواد المشحونة على متن الطائرة، إضافة إلى السمعة السلبية التي قد تلحق بالشركة أو المؤسسة التي تنفذ رحلات دون ركاب.
لا تهاون
وزير النقل الدكتور غزوان خير بك، أبدى أسفه وانزعاجه لما حصل، في إشارة منه إلى عدم الوفاء والالتزام من جانب شركة «أجنحة الشام» لجهة لجوئها لعمليات المضاربة بتلك الطريقة التي لا تعكس روح المنافسة الحقيقية وأهدافها، متوعداً المقصّرين بالمحاسبة، وبأن لا تهاون في مقدرات الجهات العامة مهما كانت الأسباب.
ملابسات
مدير عام المؤسسة الدكتور مصعب أرسلان أوضح أن المؤسسة تقوم بتنفيذ رحلتين أسبوعياً من وإلى النجف، مبيناً أنه بتاريخ 20/12 من العام الفائت، قامت مجموعتان بالحجز على الرحلة المذكورة أعلاه من دمشق لزيارة النجف: الأولى بلغ عددها 120 راكباً وقد ألغت حجزها لاحقاً على طيران السورية، بعدما قامت أجنحة الشام باستقطاب الركاب إلى طيرانها. والثانية بلغ عددها 39 راكباً قامت بتثبيت حجز العودة من النجف باتجاه دمشق.
أرسلان أوضح أنه قد تمّ الاتصال بالمكتب المعنيّ بالمجموعة الثانية لإبلاغ ركاب المجموعة بأن الرحلة سيتم إلغاؤها نظراً لإلغاء المجموعة الأولى حجزها وضعف الحمولة على الرحلة، لكن المكتب اعتذر عن ذلك لضرورة عودة المجموعة في الوقت المحدد.
وأضاف: تفادياً للأمر حاولنا تأمين الركاب بنقلهم على الرحلة المسيرة لدى أجنحة الشام، لكن الأخيرة اعتذرت عن ذلك، نظراً لامتلاء رحلتها.
وأمام هذا الوضع وحفاظاً على سمعة المؤسسة وحماية الركاب الذين لديهم حجوزات مؤكدة لمرحلة العودة، ونظراً لأن هذه الرحلة نظامية مبرمجة، لكن كانت المفاجأة -بحسب أرسلان- تخلّف المجموعة الثانية المؤلفة من 39 راكباً وعودة الطائرة فارغة من الركاب؟!.
واستدراكاً لجزء من حقوق المؤسسة، قامت المذكورة مباشرة بإعلام الوكيل بالتعميم على كافة المكاتب والمطار بعدم قبول التذكرة الخاصة بالمجموعة للسفر على الرحلات القادمة، واعتبارها بحكم المستخدمة كلياً لصالح المؤسسة.
تُخسِّر نفسها؟!
تشير المصادر نفسها إلى خرق فاضح انتهجته أجنحة الشام حيال الوجبات الساخنة والمقدمة من السورية، إذ لم تلتزم بسحب كامل الوجبات المخصّصة لرحلاتها، مكتفية بعدد محدد بذاته، وهذا إخلال بالاتفاق بين الطرفين.
وغير المفهوم مطلقاً أيضاً هو: كيف تبيع المؤسسة السورية للطيران الوجبة الساخنة تحديداً لأجنحة الشام بقيمة 12 دولاراً، بينما تبيعها المؤسسة نفسها وعلى رحلاتها بـ 14 دولاراً؟!.
هنا يوضح أرسلان أن المؤسسة تقوم من حين إلى آخر بإعادة دراسة تكاليف وجبات الإطعام حسب الارتفاعات التي تطرأ على أسعار المواد الأولية، وذلك لتتمكن من وضع سعر البيع المناسب لهذه الوجبات، مشيراً إلى أن أسعار الوجبات تختلف بحسب درجتها ونوعها ومكوناتها وسعر مبيع هذه الوجبة 14 دولاراً، وأنه بناء على طلب الشركة تم حذف بعض المكونات من أساس الوجبة وذلك لتخفيف السعر الذي أصبح 12 دولاراً، كاشفاً عن توقيع عقد ينظم عملية الوجبات الساخنة مع أجنحة الشام وذلك خلال الأيام القليلة القادمة.
بكلمة
مما سبق لابد من الإشارة إلى ضرورة تنظيم العلاقة التشاركية مابين الطرفين ومعرفة كل منهما لواجباته وحدوده، بعيداً عن لعبة المصالح التي قد تسيء لكلا الطرفين، والتوجّه الجاد لفتح خطوط جديدة لكلا المشغلين، لا أن يستولي كل منهما على خطوط الآخر، لأن الواجب الوطني يحتّم على الجميع تحمل المسؤولية، وإن كان لابد من المنافسة فلتكن نزيهة وتخدم ما من أجله دخل القطاع الخاص فعلاً، ولنصل إلى أن يكون الطيران المدني جناحين حقيقيين مترفعين عن كل غاية لا تخدم هذا القطاع ورواده.
دمشق- محمد زكريا