فرع دمشق للحزب يعقد مؤتمره السنوي الهلال: تجذير ثقافة العمل والبذل والعطاء.. وإيـلاء الـجـانـب الـتنظـيـمـي أهــمـيـة خــاصـة
دمشق-بسام عمار:
دعا الأمين القطري المساعد للحزب الرفيق هلال الهلال الرفاق البعثيين إلى تكثيف جهودهم وتوحيدها وخلق حالة من الحراك الحزبي على مختلف الصعد بالشكل الذي يتناسب مع مكانة الحزب وتاريخه النضالي، وأن يكون هذا الحراك منسجماً مع التطلعات التي وضعتها القيادة منذ تشكيلها، وتوجيهات الأمين القطري للحزب السيد الرئيس بشار الأسد.
وأضاف الرفيق الهلال خلال حضوره المؤتمر السنوي لفرع دمشق للحزب: إن لقاء كوادر الفرع في كل مرة يزيد القيادة يقيناً أن الواقع الحزبي في هذا الفرع العريق في تألق دائم، فمداخلات وطروحات الرفاق ترتقي إلى الحالة الوطنية التي نعيشها، وتبعث الأمل بمستقبل مشرق، ناقلاً إلى أعضاء المؤتمر تحيات ومحبة الرفيق الأمين القطري للحزب السيد الرئيس بشار الأسد وتمنياته للمؤتمر بالنجاح ولأعضاء المؤتمر بالتألق الدائم.
وأشار إلى أن التقرير المقدّم والطروحات التي قدّمت كانت جيدة وبالمستوى المطلوب، والقيادة ستستفيد منها في خطط عمل مكاتبها، وهي حريصة على الاستفادة من كل طرح يقدّم، لأن جزءاً كبيراً من نجاحها مستمد من مؤسساتها، وهذا النجاح سينعكس إيجاباً على تطوير مسيرة الحزب، وخلال الأشهر الماضية لاحظنا أن هناك شيئاً كبيراً من النجاح في عملنا، إلّا أنه لم يصل إلى المأمول.
وأكد الأمين القطري المساعد أنه يتوجب على قيادة الفرع في المرحلة القادمة بذل المزيد من الجهد، والارتقاء بالواقع الحزبي في المحافظة، وخلق طرق جديدة من التواصل مع مؤسساتها وكوادرها، والابتعاد عن الطرق التقليدية في العمل، وخلق ثقافة حزبية جديدة قوامها حب العمل والتفاني فيه وتغليب المصلحة العامة على الخاصة، لأن العمل الحزبي ليس عملاً وظيفياً بل هو مهمة وطنية، ومن ارتضى لنفسه هذه المهمة يجب أن يكون أهلاً لها، فكيف إذا كانت هذه المهمة خلال هذه الظروف الصعبة التي خلفتها الحرب الإرهابية التي تستهدف الوطن ومواقفه الوطنية والقومية، والحزب ومسيرته النضالية، منوّهاً إلى أنه رغم الاستهداف الكبير للحزب، إلّا أنه بقي صامداً قوياً بسبب تاريخه المشرّف وحكمة أمينه القطري الرئيس بشار الأسد.
ولفت الرفيق الهلال إلى أن القيادة ستجري مراجعة وتقييماً لأدائها خلال الفترة الماضية، وتقييماً لأداء الفروع، وستجري التغيير الذي يتناسب مع مصلحة الوطن والحزب، وستحرص على اختيار رفاق من أصحاب الخبرة والكفاءة والنزاهة، والذين كان لهم دور وطني خلال المرحلة الماضية، لأننا اليوم مقبلون على مرحلة جديدة تتطلب منا المزيد من العمل والنضال، وتحتاج إلى رفاق حقيقيين قادرين على العطاء والتضحية، لأنه من غير المسموح وجود قيادات هي عبء على الحزب وغير قادرة على العطاء، مشيراً إلى أن القيادة على تواصل دائم مع فروعها، وقد استطاعت حل الكثير من الصعوبات ومعيقات العمل.
وشدد الأمين القطري المساعد على ضرورة إيلاء الجانب التنظيمي الأهمية الكبرى في عمل الفرع، لأن قوة الحزب مستمدة من قوة تنظيمه، وخلال الأعوام الماضية عانى الحزب حالة من الترهل أثرت على واقعه التنظيمي ودوره في المجتمع، وقال: اليوم بعد أن نجحنا في إعادة الحزب إلى مساره الصحيح نريد تعزيز هذا المسار من خلال تقويته تنظيمياً، والعمل على رفده بأعضاء جدد راغبين بالانتساب لصفوفه بعيداً عن طريقة التنسيب الكمي التي تركت آثاراً سلبية وحمّلتنا أعباء أعداد كبيرة بعيدة عن أهدافنا ومبادئنا، منوّهاً إلى إيلاء الفرقة الحزبية الأهمية التي تستحقها، وهذا الموضوع سيكون محط اهتمام القيادة خلال الفترة القادمة، كذلك ضرورة طرح مبادرات جديدة لخدمة المجتمع وأعضاء الحزب ولا تحمّل الدولة أي أعباء.
وفي معرض رده حول الواقع الأمني بيّن الرفيق الهلال أن الجواب عن هذا السؤال يأتي من خلال القراءة الصحيحة لزيارة السيد الرئيس لمنطقة جوبر، والرسائل التي تضمنتها، وبالتوازي مع التحسّن الأمني هناك تحسن سياسي خارجي، مشيراً إلى ضرورة إيلاء الجانب الثقافي اهتماماً كبيراً خلال المرحلة القادمة، وأن تقوم المنظمات والنقابات والمؤسسات العامة إلى جانب المؤسسات الحزبية بهذا الدور الهام والذي كان إهماله سبباً رئيسياً لتغلغل الفكر الوهابي إلينا، مبيناً أن القيادة تدعم ملتقيات البعث للحوار لأهميتها الفكرية، كما تمّ الانتهاء من إعادة كتابة كتاب الرفيق النصير بطريقة مختلفة.
وفيما يتعلق بالحوار مع المعارضة الوطنية وما يعرف بمعارضة الخارج أكد الأمين القطري المساعد أن القيادة في سورية ومنذ بداية الأحداث أكدت أنها مع الحوار الوطني الهادف والبنّاء ومع أي طرح يساهم في حقن الدم السوري، والكل مشروط بالحفاظ على السيادة الوطنية والعلم الوطني والجيش.
من جانبه قال الرفيق عماد خميس عضو القيادة القطرية وزير الكهرباء: إن هناك تحوّلاً إيجابياً بأداء الفرع والعمل الحزبي، وتكاملاً بالعمل بين الجهات المعنية والمؤسسات الحزبية، وهذا التكامل حقق نتائج إيجابية على صعيد تطوير الخدمات في المحافظة، مضيفاً: إن القطاع الكهربائي كان من أوائل القطاعات التي تمّ استهدافها من قبل المجموعات الإرهابية والتي سببت خسائر مالية بمئات المليارات من الليرات، ورغم هذا الاستهداف هناك جهود كبيرة تُبذل من قبل العاملين في القطاع لتأمين التيار الكهربائي قدر المستطاع، مبيناً أن واقع التيار الكهربائي سيتحسن خلال الفترة القادمة، وسبب ذلك الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري وإعادة تأهيل المنشآت النفطية في المناطق التي تمّ تحريرها.
أما أمين الفرع الرفيق جمال القادري، الذي عرض التقرير للتصويت ونال الموافقة عليه، فقد بيّن أن قيادة الفرع استطاعت القيام بالكثير من توصيات الشعب الحزبية ومن أهمها الاهتمام بأسر الشهداء وجرحى الجيش، واستقبال العديد من الوفود الشعبية، وعقد اللقاءات الجماهيرية والتي تمّ من خلالها حل بعض الصعوبات والمشكلات، كذلك إنجاز انتخابات بعض النقابات والمنظمات وإجراء تقييم لأداء قيادات الفرق والشعب وإجراء التغيير المناسب وتأسيس فريق تطوعي شبابي.
كما أجاب الدكتور بشر الصبان محافظ دمشق عن الأسئلة والمداخلات التي قدّمت والإجراءات التي اتخذتها المحافظة لمعالجتها والصعوبات التي تواجهها لتأمين أفضل الخدمات.
هذا وأشارت المداخلات التي قدّمت إلى ضرورة الاهتمام بالتنظيم المهني في المؤسسات العامة والوزارات، وتفعيل الاجتماع الحزبي والإسراع بإطلاق منظومة التواصل الشبكي بين القيادة والفروع، والتشدد باختيارات قيادات الفرق والشعب، وإصدار كراس يتضمن جميع القرارات التنظيمية غير الموجودة في النظام الداخلي، والإسراع بإنجاز اللائحة الداخلية للحزب، وتفعيل دور لجنة الرقابة والتفتيش الحزبي، وإحداث نادي اجتماعي يتبع للحزب، ومنح قيادات الفروع صلاحية إعادة ارتباط الأنصار المفصولين، وإعادة النظر بالاستفادة من دار البعث كمؤسسة حزبية بحيث تغدو مركزاً لاستقطاب الرفاق، والعمل على تطوير آلية عمل مدارس الإعداد وإعادة هيكلتها، ووضع خطة ثقافية للرفاق الأنصار، وإعادة النظر بأقساط المدارس الخاصة المرتفعة، والحفاظ على حقوق عمالها، والاهتمام بالتعليم المهني، وتطوير البناء المدرسي وتفعيل دور القناة الفضائية التربوية، وتأمين عقارات لبناء مدارس جديدة.
وطالبت المداخلات بضرورة إصلاح القطاع العام، وتأمين مستلزماته وعوامل قوته، والاهتمام بالقطاع غير المنظم لأهميته الاقتصادية، وتشميل المتقاعدين بالتأمين الصحي، وتفعيل مؤسسات التدخل الإيجابي، والاهتمام بالشباب وتأطيرهم بالشكل الذي يتناسب مع إمكانياتهم.