قراءة متأنية لـ9900 هكتار لمحصول الشوندر؟! اختــلاف وتبايــن بيــن الخــطط الورقيــة والمســاحات الممــكن زراعتهــا فعليــاً!
في قراءة متأنية للمساحات التي أعلنت عنها وزارة الزراعة لجهة محصول الشوندر لهذا العام والبالغة /9900/ هكتار، نقف لنتساءل: أين ستنفذ وزارة الزراعة خطتها هذه، في حين أن شركة سكر سلحب وحدها الموجودة في الخدمة من أصل المعامل الخمسة منذ اندلاع الأحداث الراهنة في البلد فضلاً عن تعذّر نقل المحصول من بقية المحافظات.
هي المفارقة الغريبة العجيبة، إذ كيف تعلن وزارة الزراعة عن خطة كهذه ومزارعو الغاب لم ينفذوا إجمالي الخطة المقررة في مجالهم رغم الهدوء والأمن والاستقرار؟.
في زيارة إلى الهيئة العامة لتطوير الغاب قال مديرها العام المهندس غازي العزي: نحن لم نلحظ في خطتنا لمحصول الشوندر لهذا العام أكثر من خمسة آلاف هكتار في أحسن الأحوال، آملين من المزارعين التقيّد بها، إذ لا يزال العديد من الساحات والمواقع ضمن إطار المناطق الساخنة، ولاسيما تلك التي تزرع عادة المحصول، حيث يتعذر القيام بعمليات الزراعة هناك، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المزارعين يتكبّدون الخسائر الفادحة نتيجة نقل محصول الشوندر من المناطق البعيدة وصولاً إلى شركة سكر سلحب، فكيف إذا كان من المحافظات البعيدة؟.
الغزي قدّم العديد من الأمثلة على عدم تمكّن الآلاف من المزارعين من العودة إلى أراضيهم لاستكمال الخطة الزراعية ليس لمحصول الشوندر فحسب وإنما للقمح والشعير والمحاصيل الأخرى، وتحديداً في منطقة الغاب الشرقية والشمالية الشرقية والجنوبية، مضيفاً: إن أهم عنصر لتنفيذ الخطة الزراعية ليس في مجال منطقة الغاب وحدها بل في مجال سورية بأكملها، هو الاستقرار وعودة الأمن والأمان الأمر الذي يسهّل الحركة والتنقل ويعزز الثقة بين الناس، وعند ذاك تزدهر زراعتنا لتصبح الأفضل.
من ناحيته شكّك مدير عام شركة سكر سلحب المهندس إبراهيم نصرة بأن يكون لدينا لهذا العام مساحة /9900/ هكتار من محصول الشوندر، معللاً الأسباب بعدم جاهزية شركات السكر في بقية المحافظات حيث المعمل الوحيد الموجود في الخدمة منذ بداية الأزمة هو معمل سكر سلحب.
نستنتج من كل ما سبق أن العديد من الأرقام الإحصائية التي تعطى أو يجري تناولها تفتقد وتفتقر إلى الدقة والصوابية، وكأن المعنيين في وزاراتنا مفتونون بالتصريحات أياً كان نوعها، في حين ينفر المزارعون منها.
بقي أن نذكر أن إنتاج سهل الغاب من الشوندر وصل عام 2011 إلى /650/ ألف طن، أي أكثر من ثلث الإنتاج الإجمالي الذي تنتجه بقية المحافظات، في حين كان إنتاج العام المنصرم 24 ألف طن فقط.
حماة – محمد فرحة