«محروقاتنا».. بين بين؟!
تمهّلت مصادر معنية في وزارة النفط بالتصريح عن أي معلومات حول إمكانية أن تشهد الأيام القادمة انفراجاً في توفر المحروقات، وخاصة مادتي المازوت والبنزين، غداً أو بعد غد.
وفضّلت تلك المصادر خلال حديث “البعث” معها أمس، الانتظار أسبوعاً كي تتوضح الأمور كاملة، واعدة بأن هناك ما يطمئن وستكشف عنه حينها، لافتة إلى ضرورة الحذر في التصريحات لأسباب بيّنتها لنا، ونعتقد أنها مصيبة فيما ذهبت إليه.
لكن المفارقة -على الضفة المقابلة- هي أن مصادر وزارة النفط، وبحسب تصريح صحفي أكدت وصول ناقلة نفط خام على متنها 136 ألف طن، وناقلة مازوت على متنها 4160 طناً، وناقلتي غاز على متن الأولى 3600 طن والثانية 2120 طناً إلى ميناء طرطوس البحري.
وما أكد قول مصادر الوزارة هو ما كشف عنه صراحة مدير فرع المحروقات بدمشق، إذ بيّن أنه لم يتم توزيع مادة المازوت خلال اليومين الماضيين نتيجة عدم وصول المادة، وذلك نظراً للأحوال الجوية التي سادت البلاد، لافتاً إلى العودة للتوزيع خلال الأسبوع القادم، وأن أزمة البنزين التي عادت بعد انفراجات خلال الأسبوع الماضي سببها عدم وصول الشاحنات المحملة بالمادة إلى دمشق بسبب إجراءات معيّنة، إضافة إلى سوء الأحوال الجوية.
كما أكد أن أزمة البنزين ستنتهي خلال 48 ساعة مع وصول الشاحنات المحمّلة إلى دمشق، مرجعاً سبب الازدحام إلى أن الكميات التي يتمّ ضخها في كازيات العاصمة لم تتغيّر بل على العكس زادت، ولكن الظروف المناخية والطرق هي التي أدت إلى حدوث نوع من الأزمة.
معطيات وتصريحات لن نكذبها أو نصدقها، بل إننا ندعو للعمل على أن تكون حقيقية، مع تسجيل كل تقديرنا الكبير للكوادر العاملة في قطاعات الطاقة النفطية والكهربائية، وكل من له يد في غير قطاع للتخفيف من آثار الأحوال الجوية على المواطنين.
لكن السؤال الذي يبقى قيد الطرح هو: لماذا هذا الاختلاف في التعاطي مع المعلومة، ومن يخدم إن كان يخدم أحداً فعلاً؟!..
ولماذا لم يتم توزيع سوى ما نسبته 30% من مادة المازوت المسجل عليها من قبل المواطنين؟.
نسأل رغم علمنا بالقول “الحديث في الماضي خسارة”..، وعلى أمل التقليل ما أمكن من الخسارات التي ألحقتها “زينة” بنا، نختم بالتفاؤل والمراهنة على ما تم إعلانه، سواء لنا أم لغيرنا.
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com