محليات

بين قوسين … صناعة بحاجة إلى إحياء

رغم أهميتها لكونها إحدى الصناعات الصغيرة المدرّة للدخل والمولّدة لفرص العمل، فإن صناعة الحرير لم تزل، ومنذ عقود، تعاني مجموعة من المصاعب والمعيقات التي أدّت إلى تدهورها.. ورغم الدراسات الاقتصادية، ومشاريع التطوير المتعدّدة التي عملت من خلالها الجهات المعنية على إحياء هذه الصناعة، إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث، وبقي الدعم في إطاره النظري الذي جمّدته أكثر رياح الأزمة التي تمر بها البلاد، وحوّلته مع الوعود المتراكمة بإيجاد حلول لمشكلات المربّين والمنتجين للحرير الطبيعي، إلى واقع ينذر بانقراض هذه الصناعات السورية العريقة.

 

ومن هنا.. كان لابد من ترسيخ نداء الجهات المعنية وتفعيله بضرورة إحياء مثل هذه المشاريع، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بدعمها وحمايتها، باعتبارها واحدة من الصناعات التي تحقق دخلاً وعائداً جيداً للأسر الريفية، وتوفر فرص عمل لعدد كبير من أفرادها.

 

ما دفعنا إلى التذكير بأهمية إحياء هذه الصناعة خبر صغير حول إحداث وحدة لصناعة الحرير في دير ماما بمحافظة حماة وتفعيلها، وأيضاً إجراءات عديدة سبقتها لدعم تربية دودة الحرير بتوفير غراس التوت الخاصة بالتربية، ونشر مراكز تربية دودة الحرير وتوزيعها على المربين.

 

هذه الإجراءات المهمة تحتاج على أرض الواقع إلى متابعة ميدانية، واهتمام أكبر بآليات العمل والتنسيق بين الجهات المعنية، لإخراج كل مقترح جيّد يستهدف الإحياء المطلوب لهذه الصناعة إلى حيّز التطبيق، وبالتالي التوسّع أكثر فأكثر بمشاريع الصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر في ريفنا السوري الذي يمتلك جميع المقوّمات اللازمة لذلك.

 

إذاً، لابدّ في هذا الإطار من إعادة تفعيل وتنشيط هذه الصناعات، والتركيز على دورها المهم والفاعل في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، وتمتين ركيزته الأساسية، والعمل بكل الإمكانات على إعادة إحياء مشروع تطوير صناعة الحرير الذي يسهم في إعادة الألق الحضاري في مجال صناعة كانت سورية في يوم من الأيام تحتل فيها مكانة مرموقة عالمياً وعلى مدى سنين طويلة.

 

ونعود إلى التذكير بأننا أمام صناعة تستحق كل الاهتمام، وما علينا سوى تسريع العمل لإعادة مشاريع تطويرها، وتوفير مستلزمات عملها بالشكل المطلوب، وضمان سياسة تسويقية ملائمة لإنتاجها.

 

محمد الآغا