محاولات تدريجية لإحياء المشروع الوطني لإنتاج بذار البطاطا الإكثارية من الصفر
زراعة بحثية وتجارة بديلة لبذار الفطر والانقطاعات الكهربائية تعرقل وتتلف؟!
بدأت المؤسسة العامة لإكثار البذار البحث تدريجياً عن إعادة ما يمكن إعادته للمشروع الوطني لإنتاج بذار البطاطا الذي طالته يد الإرهاب وحوّلته إلى خراب، وهو الذي وصل إنتاجياً في عام 2011 إلى خمسة آلاف طن من البطاطا الإكثارية كان يتم استيرادها بالقطع الأجنبي من هولندا ليعود اليوم إلى نقطة الصفر بعدما تم نقل العديد من تجهيزاته وتقنياته إلى مقرّ جامعة حلب قبل أربع سنوات من الآن.
وحسب مصدر المؤسسة العامة للإكثار المطّلع، لا جديد في المشروع الآن سوى إنتاج بذار الفطر كزراعة بحثية وتجارة بديلة، إلا أن ما يعكر صفو التجربة القديمة الحديثة هو الانقطاع الكهربائي المتكرر، الأمر الذي يعرقل ويتلف كل ما يتم إنتاجه بين الحين والآخر بعد كل عملية زراعة واستنباط ونموّ للفطر.
وعن إمكانية عودة المشروع الوطني لإنتاج بذار البطاطا الإكثارية، قالت المصادر: من الصعب جداً الآن ولاسيما أن المشروع يحتاج إلى بيئة جافة تقتل الحشرات المتطفلة /كالمن/، وهذا غير متوافر إلا في محافظة الرقة حالياً، ويتعذر الوصول إلى هناك في حين يتعذر استخدام البيئة الساحلية لهذه الغاية بل من الصعب جداً، ونحن بانتظار وصول التقنيات اللازمة من لبنان لإعادة العمل بالمشروع الوطني لإنتاج بذار البطاطا لكننا سنعود من نقطة الصفر بالمشروع.
وكان معاون وزير الزراعة ذكر مؤخراً أنه يجري الآن تشكيل فريق عمل وطني خاص بإنتاج بذار البطاطا الغاية منه تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه البذار، مشيراً إلى أن مهمة الفريق المشكّل مؤخراً تفعيل البرنامج الوطني لإنتاج البذار تدريجياً وفق الإمكانات المتوفرة وبالتعاون مع المؤسسة والهيئة العامة للتقانة الحيوية وهيئة البحوث العلمية الزراعية وكلية الزراعة بدمشق. من يقرأ هذا التصريح يتصوّر أن المشروع قائم ويعمل بشكل بطيء، لكنه في الحقيقة لا أثر له بشهادة الـ”البعث” التي زارته عشرات المرات. ويضيف المسؤول: إن مهام الفريق تطوير أساليب إنتاج بذار البطاطا بالدرنات والدرينات الدقيقة لطرق الإكثار البديلة باستخدام التقانات الحيوية “زرع ودمج”..
وهنا نقف لنتساءل من جديد: كم من الوقت يحتاج الاكتفاء الذاتي من بذار البطاطا؟ لأن المشروع تطلب قبل تخريبه من الإرهابيين عشرات السنين بدءاً من زرع الأنسجة والدرينات والزراعات الصغيرة عبر الأنابيب وصولاً إلى الدرنات الصغيرة وانتهاء بالدرنات الكبيرة، فالمشروع موجود منذ منتصف التسعينيات وليس كما يقال الآن.
بقي أن نشير إلى أن مؤسسة إكثار البذار استوردت أو في طريقها إلى استيراد /657/ طناً لهذا العام تم الاكتتاب عليها من المزارعين في مختلف المحافظات لزراعة مساحة قدّرتها وزارة الزراعة كما جاء في خطتها بـ40 ألف هكتار.
حماة – محمد فرحة