غياب التيار يفقد إنجاز توفير المحوّلات بريقه…
الكهرباء موقد للدفء البارد.. وتحدّي إقناع الشارع بالترشيد يصطدم بطاقة لا تخزن!؟
تظهر وقائع الأيام يوماً بعد يوم صعوبة وجود حل لثنائية تأمين الكهرباء وتخديم المواطن، ففي ظل ارتفاع سعر مازوت التدفئة وصعوبة توفيره لن يجد الناس موقداً آخر للدفء سوى الكهرباء إن وجدت، في حين تتجلى الصعوبة الأخرى بإقناع الشارع بالترشيد الذي اتخذته مؤسسات الكهرباء عنواناً لها، وبدأت بتطبيقه أولاً في المؤسسات الحكومية ثم المحاولة في باقي القطاعات، بالإضافة إلى إدراج ترشيد الطاقة ضمن مناهج التعليم العالي حيث ينشط مركز بحوث الطاقة بإيجاد مصادر بديلة من خلال الطاقات المتجدّدة التي تعتمد في معظمها على الضوء، كل ذلك لتدارك “الهوة الكهربائية” الجديدة القديمة؟.
ولأن ثقافة الترشيد بعيدة عن أذهاننا لن يكون سهلاً تطبيقها ولن نكون مخطئين حين نعترف أن القبول بالوضع الراهن أمر غير مقبول في عرف السوريين، حيث ترمى التهم جزافاً ويلقى اللوم يمنةً ويسرةً غافلين عن حقيقة بسيطة هي أن الكهرباء لا يمكن أن تخزن، وبالتالي ما هو الحل الذي يمكن تقديمه لمن فقد أبسط وسيلة للتدفئة والإنارة؟ وماذا سيكون الردّ لمواطن حال لسانه يقول: لدي طلاب شهادة، وآخر يتهم المعنيين بعدم العدالة في التقنين.
أمام الصعوبات اليومية التي يواجهها الجميع سيكون استجرار الكهرباء أحد الحلول بالنسبة لهم وأحد الصعوبات الكبرى التي ستلقى على كاهل الوزارة التي لا تتوانى بشكل يومي ودائم عن إعادة تأهيل وتحسين وضع الشبكات بالتقاطع مع قيام ورشات الصيانة في شركات الكهرباء في المحافظات بإجراء الصيانة الكاملة لكل مكونات شبكة التوزيع بما يحقق تأمينها على مساحة الجغرافيا السورية.
وأمام تأكيد وزارة الكهرباء الدائم والمستمر توافر المحوّلات وعدم وجود أي مشكلة بهذا الموضوع، إضافة إلى تأمين كل المواد اللازمة لإجراء الصيانات الفورية من منصهرات وقواطع ومحوّلات وكابلات وجميع مكونات الشبكة الكهربائية وفق العقود التي وقعتها وزارة الكهرباء مع الدول الصديقة، يتساءل بعضهم أين هذه المحوّلات من كثرة الأعطال وسوء التقنين وانعدام الكهرباء، علماً أن أضرار وزارة الكهرباء حتى نهاية أيلول 280 مليار ليرة و225 شهيداً و152 جريحاً و50 مخطوفاً.
يبدو أن الجدار الجليدي الذي يحكم واقع برد أجواء الكهرباء يصعب ذوبانه في الوقت القريب أمام أزمة واختناق الاستجرار وتراكم ملف عدم تسديد الذمم المترتبة على الفواتير، وبالتالي ثمة فرص لدوام الحال حتى ولو في المحال قوامها التحمّل على الظرف حتى إشعار آخر يوفر معطيات أفضل عند من يجتهد ليؤمّن الأفضل الذي لا يأتي إلا بشقّ الأنفس؟.
دمشق – نجوى عيدة