شاب يطعن 17 مستوطناً.. والفصائل تدعو إلى التصعيد في الأراضي المحتلة كافة
المقاومة الشعبية الفلسطينية تبتكر أساليب جديدة وتضرب الكيان الصهيوني في العمق
نفذت المقاومة الشعبية الفلسطينية أمس عملية فدائية في عمق كيان العدو الصهيوني، أسفرت عن إصابة 16 إسرائيلياً بينهم 6 في حالة خطيرة، في عملية طعن وقعت في إحدى الحافلات وسط “تل أبيب”.
وشهدت الأشهر الأخيرة عدة عمليات طعن ودهس استهدفت مستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، كان آخرها تعرض مستوطنين اثنين للطعن الأسبوع الماضي، وذلك في ظل تصاعد إجراءات الاحتلال القمعية والتعسفية ضد الفلسطينيين، وتواصل اقتحامات المسجد الأقصى من قبل عصابات المستوطنين، الأمر الذي يؤكد أن الشعب الفلسطيني يبتكر العديد من أساليب المقاومة للاحتلال.
ففي البدء كان الحجر، ثم ثورة السكاكين التي فجرها الشاب عامر أبو سرحان، وتطورت الأساليب من المسدس إلى السلاح الأوتوماتيكي، مروراً بقذائف الهاون ثمّ الصواريخ، لنصل إلى ابتكار قديم جديد، تتطلبه طبيعة المرحلة، ألا وهو “الدهس”، والذي “فخر الصناعة الفلسطينية” في هذه الأيام، التي لم يجد فيها الشعب الفلسطيني رادعاً للاحتلال، الذي بات الاعتداء على المقدسات طعامه اليومي، سوى هذا السلاح الذي لا يحتاج إلا إلى وسيلة “دعس” وسائق مؤمن بعدالة قضيته، كما يقولون.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “صفا” أن شاباً فلسطينياً هاجم ركاب الحافلة بالسكين، وأصاب 6 منهم بجراح خطرة، من بينهم سائق الحافلة، و5 بحالة متوسطة، فيما أصيب 6 بجراح طفيفة، قبل إطلاق النار عليه وإصابته بجراح.
وأوضحت أن العملية وقعت في شارع بـ “تل أبيب” في ساعة الذروة، مشيرة إلى أن الشاب وبعد نزوله من الحافلة قام بطعن عدد آخر من المارة بشارع قريب قبل إطلاق النار عليه واعتقاله.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن شهود عيان قولهم: إن شاباً صعد إلى مقدمة حافلة الركاب، وبدأ بطعنهم، قبل أن يوقف السائق الحافلة، ويبدأ الركاب بالهرب من الأبواب وسط حالة من الذعر والخوف.
وأعلنت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مدينة طولكرم عن اسم منفذ العملية، وهو الشاب حمزة محمد حسن متروك 23 عاماً من مواليد مخيم طولكرم بشمال الضفة الغربية، فيما باركت فصائل المقاومة الفلسطينية وأذرعها العسكرية عملية الطعن، مؤكدة أن العملية تأتي رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها اغتيال فلسطينيين في بلدة رهط بالنقب المحتل، مشددة على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة بكافة أشكالها وأدواتها لردع عدوان الاحتلال وحصاره المتواصل على الضفة والقطاع، وعملية الاغتيال الجبانة في القنيطرة بالجولان السوري المحتل، داعية إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة لأذرع فصائل المقاومة كطريق نحو بناء جبهة مقاومة متحدّة للرد على جرائم الاحتلال والعدوان على أبناء الشعب في الضفة وغزة، وإلى المزيد من العمليات التي تستهدف الجنود الإسرائيليين والمستوطنين في القدس ومدن الضفة المحتلة، وتصعيد المواجهة في كل الأرض المحتلة.
إلى ذلك تصدى حراس المسجد الأقصى، لمجموعة من المستوطنين حاولوا الصعود إلى ساحة مسجد قبة الصخرة، خلال اقتحامهم ساحات المسجد.
النائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني سميرة الحلايقة، وفي وقت سابق، قالت: “الآمال معقودة على هذه الابتكارات من أجل تحرير فلسطين”، وأضافت في حديث صحفي أن الشعب الفلسطيني يبتكر الوسائل المتنوعة لمقاومة الاحتلال “بعد أن فقد الأمل في تحرير فلسطين من قبل الدول العربية والإسلامية”، وأشارت إلى أن شباباً في مدينة الخليل، التي تقيم فيها، صنعوا “منجنيقاً” لقذف الحجارة على قوات الاحتلال، وأضافت: إن الشعب الفلسطيني أدرك انه هو المحصور بالمواجهة، وعليه أن يخترع ويبتكر الطرق لمقاومة الاحتلال، مشيدة بصواريخ المقاومة التي سقطت على “تل أبيب” خلال حرب العصف المأكول.
في الأثناء، أفاد مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان أن سلطات الاحتلال حكمت على الطفلة الأسيرة ملاك الخطيب بالسجن شهرين، بتهمة إلقاء الحجارة، وقطع الطريق، وحيازة سكين، وأبدت عائلتها استغرابها واستهجانها إزاء تلك التهم، وعبروا عن قلقهم وخوفهم على مصير ابنتهم وحياتها داخل المعتقل.
في السياق ذاته أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إقدام سلطات الاحتلال على استدعاء أربعة أطفال فلسطينيين من الضفة، دونما مبرر، وتهديدهم بالقتل، مع استمرار اعتقال الخطيب لليوم الثاني والعشرين على التوالي في ظروف سيئة، ومنع أهلها من زيارتها، وأشار المرصد إلى أن اعتقال الأطفال الفلسطينيين دونما سند من القانون يخالف اتفاقية حقوق الطفل، وبيّن أن متابعة قضايا الأطفال الفلسطينيين الذين تحتجزهم السلطات الإسرائيلية تُظهر أن معظم حالات الاعتقال تأتي على خلفية قيامهم بإلقاء الحجارة على دوريات الاحتلال، التي تجوب المدن الفلسطينية، أو بسبب مشاركتهم في مسيرات سلمية ضد الجدار العازل أو رفع شعارات، مؤكداً على أن العديد من تلك الأفعال لا تعد جرائم في القانون الدولي أو أنها لا تستدعي القيام باعتقال الطفل، وأوضح أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي كثيراً ما تقوم باعتقال الأطفال في الضفة، وفي القدس بصورة عشوائية وواسعة.