فرنسا أكبر كتيبة للمتطوعين الأوروبيين في صفوف التنظيمات الإرهابية
أوباما يتوعد بالقضاء على “داعش” ويتجاهل دور إدارته في صناعته
بدأت فرنسا تواجه تداعيات الإرهاب المرتد إليها بعدما كانت حتى وقت قريب تقول بشكل فاضح إنها وبالتعاون مع حلفائها الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة تدعم وتمول وتسلح التنظيمات الإرهابية المسلحة التي ارتكبت جرائم ومجازر مروعة بحق السوريين على مدى السنوات الماضية كما حرضت على توجه الإرهابيين من مختلف دول العالم إلى سورية للالتحاق بصفوف هذه التنظيمات الإرهابية وبالتالي فإن ما تشهده حاليا ليس سوى حصاد مر لما زرعته سابقا.
وتحاول حكومة هولاند في هذه المرحلة تصحيح أخطائها بعدما أصبحت في المرتبة الاولى أوروبيا في تصدير الإرهاب حيث خصصت مبالغ طائلة لمواجهة خطر إرهابيين ارتدوا عليها وبدؤوا يهددونها في عقر دارها حيث أثبتت الوقائع الميدانية وجود رابط بين من شارك بأحد الاعتداءات التي أعقبت الهجوم على صحيفة شارلي أيبدو في السابع من الشهر الجاري وبين الإرهابيين الذين شجعتهم باريس وواشنطن وعواصم أخرى بالغرب وأطلقت عليهم تضليلا تصنيف “معارضة معتدلة” في سورية.
في الأثناء وفيما تشير الشكوك حول جدية الولايات المتحدة في القضاء على داعش والذي أكدت التقارير أنه صناعة أميركية قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما إن الولايات المتحدة وشركاءها سينتصرون على تنظيم داعش الإرهابي، وأضاف في خطابه عن حالة الاتحاد الذي ألقاه ليل أول أمس أمام الكونغرس إن هذا الجهد سيتطلب وقتاً ويجب أن نركز على هذا الهدف لكن سننجح في هزم التنظيم المتطرف، واعتبر إن الزعامة الأميركية خصوصاً قوتها العسكرية تعمل على وقف تقدم تنظيم داعش الإرهابي، وأضاف بدل الدخول في حرب جديدة على الأرض في الشرق الأوسط نقود تحالفاً واسعاً يضم دولاً عربية من أجل إضعاف وفي النهاية تدمير هذا التنظيم الإرهابي. ودعا الكونغرس كي يظهر للعالم إنه موحد في هذه المهمة بتبني قرار يجيز استعمال القوة ضد تنظيم داعش الإرهابي.
في غضون ذلك أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس حسبما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية خلال مؤتمر صحفي بقصر الإليزيه عن جملة إجراءات أمنية وقانونية لمكافحة ما صنفه بـ”الإرهاب” في بلاده قائلاً إن فرنسا ستنفق 425 مليون يورو أي ما يعادل 463 مليون دولار على الإجراءات الأمنية لمنع وقوع هجمات على أراضيها.
وفي إطار المخاوف المستشرية في أوروبا وخصوصا مما يسمى “الخلايا النائمة” أو الأوروبيين العائدين إلى بلادهم بعدما تمرسوا على ارتكاب الجرائم والفظاعات حدد فالس مراقبة ثلاثة آلاف شخص في فرنسا ضمن إجراءات مكافحة الإرهاب التي عرضتها حكومته.
إلى ذلك أكدت صحيفة لوفيغارو الفرنسية في مقال لها أمس أن أعداد الفرنسيين الذين يلتحقون أو يحاولون الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق تزداد بشكل كبير وتتضاعف معترفة بأن فرنسا باتت تشكل أكبر كتيبة للمتطوعين الأوروبيين ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية في المنطقة. ورأى فالس أن الخطر لا يزال عاليا جدا في فرنسا وهذا ما يتطلب إجراءات خاصة لمواجهته.
وتأتي هذه الإجراءات الفرنسية في سياق حالة الرعب التي تسيطر على فرنسا بعد مضي أسبوعين على هجمات شهدتها العاصمة باريس وأدت إلى مقتل 17شخصا وقام بها أشخاص على صلة بتنظيمات إرهابية كـداعش والقاعدة تسللت زوجة احدهم إلى سورية عبر تركيا بعد ساعات معدودة من تنفيذ الاعتداءات .
الكاتب الفرنسي كريستوف كورنوفان أكد أن أعداد الفرنسيين الذين يلتحقون أو يحاولون الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق تزداد بشكل كبير، مشيراً إلى أن فرنسا باتت تشكل أكبر كتيبة للمتطوعين الأوروبيين ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية.
وقال الكاتب في مقال له نشرته صحيفة “الفيغارو” الفرنسية أمس إنه ليس من المؤكد أن الهجمات الأخيرة التي زرعت الرعب والموت في باريس ستقطع رغبة الفرنسيين الراغبين بالذهاب إلى مناطق القتال في سورية وفي العراق، مشيرا إلى أنه وفقا لإحصاء أخير للاستخبارات الفرنسية فإن عدد الفرنسيين الإجمالي الذين ذهبوا للمشاركة في القتال هناك ارتفع من 555 شخصا إلى 1281 بين كانون الثاني من العام الماضي ومنتصف الشهر الحالي أي بقفزة بنسبة103 بالمئة خلال عام واحد، وتابع إنه وفقا للحصيلة السرية ليوم الجمعة الماضي فإن هناك نحو 393 فرنسيا وأشخاصا من المفترض أنهم يعيشون في فرنسا ذهبوا إلى سورية قبل أن تتمكن الشرطة من اعتراضهم أي بزيادة قدرها 75 بالمئة بالمقارنة مع كانون الثاني من العام الماضي عندما كانت الاستخبارات قد سجلت وجود 224 فرنسيا انضموا إلى تنظيمي داعش أو جبهة النصرة الإرهابيين وهذه المجموعة شملت 94 امرأة متوسط أعمارهن 25 عاما وفي أغلب الأحيان يذهبن لأغراض مختلفة ومن ثم تجبرن على العبودية الجنسية دون أن تعود أي واحدة منهن. وتساءل الكاتب هل الخطة التي وضعها وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازونوف والتدابير التي وصفها بالقمعية لمنع الخروج من الأراضي الفرنسية وتشديد مراقبة الانترنت والاهتمام بالأسر المتضررة لمحاولة إيقاف تطوع المتطرفين تجدي نفعاً.
بدورها أوصت وزارة الخارجية التشيكية المواطنين التشيك الذين يسافرون إلى بلجيكا بزيادة الحذر والالتزام بتعليمات أجهزة الأمن وذلك بعد أن رفعت بلجيكا درجة التحذير الأمني خوفا من تعرضها لهجمات إرهابية. وبررت وزارة الخارجية التشيكية إصدار هذه التوصية بعد إعلان بلجيكا رفع درجة التحذير الأمني إلى الثالثة من أصل سلم يتضمن اربع درجات وذلك بسبب وجود مخاطر تعرضها لهجمات إرهابية.
وفي جديد اعترافات الإرهابيين العائدين من القتال في سورية اعترف إرهابي بريطاني بأنه قاتل ضمن صفوف تنظيم داعش الإرهابي وزور شهادة وفاته في سورية على أمل أن يتمكن من العودة إلى بلده دون أن يتم رصده ومحاكمته بارتكاب جرائم إرهاب. ونقلت رويترز عن بيان لشرطة لندن قوله إن عمران خواجة البالغ من العمر 27 عاما من ساوث هول غرب لندن سافر إلى معسكر تدريب في سورية في كانون الثاني من العام الماضي وانضم إلى جماعة راية التوحيد التي اندمجت مع تنظيم داعش مضيفا إن هذه الجماعة بدأت تضع دعاية تدعو للعنف على الانترنت في محاولة لإقناع آخرين للتقدم والانضمام إليها. وتابع البيان شوهد خواجة في لقطات فيديو مثيرة للانزعاج بمواقع التواصل الاجتماعي تضم حقيبة لرؤوس مقطوعة وهو يظهر في اللقطات ووجهه مغطى ويلتقط رأساً من الحقيبة ويظهره أمام الكاميرا.
وفي سيؤول أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أن المراهق الذي اختفي في تركيا منذ عشرة أيام تقريبا ربما انضم إلى تنظيم داعش الإرهابي بعد تسلله عبر الحدود التركية إلى سورية. وأوضح إن الشاب الذي يبلغ من العمر 18 عاما والذي يعرف فقط باسمه العائلي كيم ظل مفقودا في تركيا منذ العاشر من كانون الثاني الجاري حيث أشارت بعض التقارير الإعلامية إلى انه تبادل رسائل الكترونية مع تنظيم داعش الإرهابي قبل وصوله إلى تركيا.