تجار مجوهرات يسعون لتأسيس سوق سوداء لـ “الأصفر” والجمعية تعدّها حالات فردية يمكن معالجتها
أدّى تذبذب سعر صرف الدولار في السوق غير النظامية إلى خلق سوق سوداء للمعدن الأصفر، إلا أنه وللأسف داخل السوق النظامية، حيث تجرأ صاغة مرخص لهم بشكل نظامي من قبل جمعية الصاغة على التحليق بغرام الذهب عيار 21 إلى حدود 7800 ليرة بزيادة قدرها 150 ليرة عن السعر النظامي الصادر عن الجمعية 7650 ليرة، وذلك بالاستناد إلى سعر دولار قيمته 213 ليرة -بحسب مصدر بجمعية الصاغة لـ”البعث”، بينما تجاوز سعر الليرة الذهبية عيار 21 عند بعض الصاغة حاجز 65 ألف ليرة مقارنة مع سعر جمعية محدّد بين 60 و61 ألف ليرة، حسب آخر البيانات الصادرة عن الجمعية.
وتعدّ هذه المرة الأولى في تاريخ سورية التي تظهر فيها سوق سوداء للذهب، حيث كان ومازال إلى حدّ كبير يُباع الذهب بناء على تسعيرة نظامية تصدر يومياً عن جمعيات الصاغة في المحافظات، إلا أن بدء بعض تجار المعدن الأصفر البيع بزيادة عن الأسعار الرسمية، تحديداً في الليرات الذهبية، وفي المصاغ عيار /21/، يعدّ مؤشراً سيئاً بالنسبة لسوق المجوهرات النظامية، مع ملاحظة بروز صاغة جشعين رغبوا بالكسب غير المشروع، وتأسيس سوق سوداء للذهب على غرار القطع الأجنبي، منذ عدة أشهر وذلك بسبب تأرجح سعر صرف الدولار محلياً بالتزامن مع تذبذب أسعار الذهب عالمياً.
ادخار
في مسعى من هؤلاء إلى تأسيس سوق غير نظامية لتحلّ تدريجياً محل البيع المشروع الذي يصل إجمالي مبيعاته يومياً إلى نحو 8 كيلو غرامات في دمشق وحدها، وبالتالي حرمان الدولة من مئات ملايين الليرات سنوياً عائدات من الضرائب والرسوم.
كما أن شراء السبائك والليرات الذهبية هو وسيلة للادخار، وبالتالي عمليات التداول اليومية إن تمّت عبر قنوات اقتصاد الظل غير المبلغ عنها من بيع وشراء، ستخفي ودون أدنى شك حسابات رجال الأعمال خلال سنة مالية. وكشف صائغ عريق في سوق الحريقة لـ”البعث” عن صراع كبير بين الصاغة الشرفاء وآخرين جشعين لكبح جماح هؤلاء، مؤكداً سعيهم -بالتضامن مع أعضاء جمعية دمشق للصاغة- للحفاظ على أعمال شفافة في صناعة وتجارة الذهب التي بدأت تشوبها الصفقات غير المشروعة، على حدّ زعمه. وأشار إلى أنهم مصرون على هذا التبادل بما يمليه الشعور بالواجب والوطنية، ولأنه لا يقدم لنا أي فائدة سوقية على المدى البعيد، من حيث الثقة والمصداقية التي اشتُهرت بهما سوق المجوهرات السورية عبر مئات السنين.
آليات
إلا أن جمعيات الصاغة كانت تبرّر تفاوت أسعار الذهب من متجر إلى آخر، بمستوى الطلب على الصنف (أساور، أقراط، أطواق) ومدى احتياجات الصائغ، وحجم السيولة بين يدي هذا الصائغ في فترة عرض أحد المواطنين مكتنزاً لديه للبيع، كما قال غسان جزماتي في أحد تصريحاته الصحفية لـ”البعث”، لافتاً إلى تفاوت بسيط يمكن السماح به، وإنزال أشد العقوبات في حال خالف المتعارف عليه قانونياً وآليات السوق المتعارف عليها.
وحسب آخر النشرات الصادرة عن جمعية الصاغة بلغ سعر غرام الذهب عيار /21/ 7650 ليرة، وعيار /22/ 8014 ليرة، وعيار /24/ 8742 ليرة، وعيار /18/ 6557 ليرة، والليرة الانكليزية عيار /22/ 64 ألف ليرة، والرشادية 59600 ليرة، وأونصة الذهب عيار /24/ 271.810 ألف ليرة.
تراجع
وفي السياق ذاته تراجع سعر صرف الدولار أمس في السوق السوداء بمقدار ثلاث ليرات بعد أن وصل إلى 220 ليرة للمبيع، فيما اقترب من عتبة 187 رسمياً.
وكان سعر صرف الدولار قد سجل في السوق السوداء يوم الأربعاء الفائت 212 ليرة للشراء و214 ليرة للمبيع، أما رسمياً فقد حدّد المصرف المركزي الحد الأدنى للدولار بـ 185.40 ليرة، فيما وصل الحد الأعلى 186.52 ليرة.
وكان سعر صرف الدولار سجل 185.15 ليرة للشراء، 186.27 ليرة للمبيع، بحسب نشرة أسعار صرف العملات يوم الأربعاء، الصادرة عن مصرف سورية المركزي..
ويأتي ذلك بعد أن أعلن مصرف سورية المركزي يوم الأربعاء عن رصد 65 مليون دولار أمريكي وبيعها في السوق لجميع الأغراض التجارية وغير التجارية خلال شهر شباط القادم ضمن آليته للتدخل غير التقليدي في سوق القطع الأجنبي.
دمشق– سامر حلاس