إيران تحمّل واشنطن وحلفاءها المسؤولية عن تنامي ظاهرة التطرف: قطع الدعم المالي والتسليحي والاستخباراتي الـخـطـوة الأولــى لـلـقضـاء عـلـى الإرهــــاب
جاء إعلان وزارة الدفاع الأمريكية عن أن تنظيم “داعش” لم يخسر حتى الآن سوى 700 كيلو متر مربع من الأراضي في العراق، أي واحد بالمائة فقط من 55 ألف كلم مربع سيطر عليها خلال العام 2014، ليؤكد أن الحرب العبثية التي تقودها أمريكا وحلفائها للقضاء على ما يسمى تنظيم “داعش” لم تجنِ سوى تنامي الإرهاب وانتشاره في العديد من المناطق والمدن، ويؤكد أيضاً ما حذّرت منه دول المنطقة، المعنية الأولى في دحر الإرهاب، من أن قتال “داعش” يحتاج إلى تعاون وثيق مع حكومات الدول المتضررة وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وإلا سيزداد ويتضخم.
وفي هذا السياق دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تعاون جميع الدول في التصدي للتطرف والإرهاب وإحلال الأمن والاستقرار بالمنطقة، لأن التوتر بين دولها يضر بالسلام والأمن والاستقرار فيها.
وشدد روحاني خلال استقباله أمس رئيس البرلمان الجورجي دافيد اسو باشويلي، الذي يزور طهران حالياً، على أن السبيل الوحيد لإحلال الأمن والاستقرار يكمن في احترام الجميع الحدود الجغرافية للآخرين وتسوية المشكلات عبر الحوار.
من جهته أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن أداء قوات ما يسمى التحالف الدولي في العراق وسورية يكشف عن عدم وجود إرادة حقيقية في مكافحة التنظيمات الإرهابية، وشدد خلال لقائه باشويلي على أن الخطوة الأولى لمواجهة تهديدات التنظيمات الإرهابية تكمن في قطع الدعم المالي والتسليحي والاستخباراتي لهذه التنظيمات.
وأكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن التنظيمات الإرهابية التي تستهدف الأبرياء العزل في سورية والعراق هي مجموعات إرهابية مهما كانت مسمياتها، وأن تقسيمها إلى “جيد وسيئ” لا يغير من طبيعتها ومن الواقع شيئاً، وشدد خلال لقائه نائبة رئيس البرلمان الألماني كلوديا روت على أن التطرف والإرهاب يعدان من المشاكل الكبرى في المنطقة، وأن تناميهما في سورية والعراق جاء نتيجة للسياسات الخاطئة التي تتبعها أمريكا وحلفاؤها في المنطقة.
واعتبر بروجردي أن الإجراءات المتخذة من قبل ما يسمى “التحالف الدولي” بقيادة أميركا لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي لا جدوى منها، مؤكداً أن محاربة الإرهاب تعد من سياسات إيران المبدئية، التي وضعت خبراتها في مجال محاربة الإرهاب تحت تصرف الحكومة العراقية، وبذلك منعت سقوط المزيد من المناطق بيد الإرهاب.
من جانبها أكدت روت رغبة بلادها في التعاون مع إيران لمحاربة الإرهاب في المنطقة، وقالت: إن محاربة الإرهاب ليست ممكنة بالأداة العسكرية فقط، وإن السبيل للقضاء عليه في المنطقة هو السبيل السياسي، وبالإمكان الوصول إلى “حل واقعي” عبر الحوار بين الدول المهمة والمؤثرة في المنطقة.