مشروع دراسة الموازنة المائية لحوض الساحل خلال العام الحالي الشيخة: استراتيجية وطنية للأمن المائي.. ومن غير المقبول العطش في مناطق الوفرة المائية
أكد وزير الموارد المائية الدكتور كمال الشيخة ضرورة إيلاء الأهمية القصوى لتأمين مياه الشرب لمحافظة طرطوس وريفها بشكل خاص، وإيصال المياه الآمنة لكل مناطق الريف، لأن بعض التجمعات السكنية فيه ما زالت تعاني من العطش.
وشدّد الوزير على أنه من غير المعقول والمقبول هذا الواقع رغم وجود مياه وفيرة، ما يتطلب تحديد مصادر الأمل المأمولة للمياه، ووضعها ضمن أولويات العمل، إضافة إلى ضرورة الاستفادة من الإمكانات المتاحة لتقليل العجز في الموارد المائية بما فيها إعادة تحديث دراسة الموازنات المائية بالأحواض، وكذلك حماية هذه المصادر من التلوث وحفظ الموارد، وصونها للأجيال القادمة.
وكشف الشيخة عن أن وزارته بصدد إعداد استراتيجية وطنية للأمن المائي، وذلك خلال اجتماع عقد أمس في مبنى الوزارة بدمشق حول واقع عمل الهيئة العامة للموارد المائية “مديرية موارد طرطوس” بحضور معاوني الوزير ومدير موارد طرطوس بالهيئة وعدد من المعنيين في الوزارة والهيئة.
كما أكد ضرورة الاستمرار في دراسة السدود والسدات وإعداد أضابيرها على أن يتم تنفيذها ضمن الإمكانات المالية المتاحة، وضرورة رفع التلوث عن المصادر المائية وخاصة بحيرات سد الباسل والدريكيش والصوراني للاستفادة من المياه لأغراض الشرب والحفاظ على نوعية المياه ومراقبتها لكل الاستخدامات، والتنسيق مع مؤسسة المياه لرفع التلوث عنها وخاصة مخلفات الزيتون، موضحاً أهمية الاستفادة من مياه الينابيع تحت البحرية وزيادة عدد الآبار المستثمرة وزيادة عدد السدات المائية للاستفادة من الكميات المطرية الهاطلة.
التنسيق مع السياحة
الوزير وجّه مديرية الموارد المائية بطرطوس للتنسيق مع وزارة السياحة لاستثمار مواقع سدود المحافظة بما ينعكس إيجابياً على هذه المناطق، وزيادة عدد جمعيات مستخدمي المياه وخاصة أن طرطوس تتمتع بوجود مصادر مياه وحيازات صغيرة لتصبح هذه المحافظة أنموذجاً في عدد الجمعيات، وأكد من جهة أخرى ضرورة اختيار عناصر الضابطة المائية من ذوي السمعة الحسنة والخبرة وتدقيق عملها ووضع خطة طوارئ، وخاصة فيما يتعلق بالمصادر وتعزيل السيلات في وقتها وأخذ عينات التحليل من عدة مستويات في البحيرات وتحليل المعلومات الفنية والنتائج التي يتم الحصول عليها لتكون أساساً في العمل، إضافة إلى إعطاء أهمية لحرم المصادر المائية.
وأخيراً ستدرس؟!
مدير موارد طرطوس عيسى حمدان قدّم واقع العمل والخطة المستقبلية والصعوبات، مبيّناً أنه سيتم الانتهاء من مشروع دراسة الموازنة المائية لحوض الساحل خلال العام الحالي، ويهدف المشروع إلى تقييم الوضع الراهن للمياه الجوفية والسطحية، وإعداد بنك المعلومات واستكشاف الموارد المائية ووضع الموازنة المائية لها، إضافة إلى وضع التنبؤات المستقبلية حول تغيّرات مناسيب المياه الجوفية وفق خطة الاستثمار.
مشاريع واعدة
وذكر أنه بدأت عملية التخزين التجريبي في سدّ الدريكيش، مشيراً إلى أن المستثمر في المحافظة هو سد الباسل والصوراني وخليفة ونسبة تخزينها التصحيحية بحدود 11 مليون متر مكعب، موضحاً أنه يتم حالياً إعداد الدراسة الأولية لسدّ الغمقة وبيت القاضي، وكل أعمال التحريات، كما تم الانتهاء من تجهيز الإضبارة الفنية لسدّ البلوطة، وهو قيد التعاقد مع إحدى الجهات العامة لتنفيذه، إضافة إلى دراسة تحديد شبكات الري الحكومية لمساحة 1000 هكتار، وتم تحديد 34 موقعاً لحفر آبار لمصلحة مؤسسة مياه الشرب بالمحافظة و28 بئراً استراتيجياً في السنوات القادمة، وإعداد أضابير فنية لإقامة سدات مائية في المحافظة، مع العلم أن المساحة المروية في طرطوس 29014 هكتاراً والاستهلاك الإجمالي في المحافظة 203.14 مليون متر مكعب وعدد الآبار الإجمالية 16070 بئراً، وغير المرخصة 6180، وقد تمت تسوية وضع 1089 بئراً.
واستعرض المهندس حمدان أهم الصعوبات من تلوث المياه السطحية والجوفية بسبب عدم تنفيذ محطات المعالجة وكثرة التعدّيات على مجاري الأنهار والمسيلات المائية والتداخل بين المخططات التنظيمية والمساحات المروية.
دمشق – م.حسن