الخطورة والضرر الأكبر في العشوائيات المنفلتة من أنظمة البناء
دراسة احترازية للنشاط الزلزالي المحتمل والصدوع النشطة والتصميم الهندسي المقاومأثارت الهزتان الأرضيتان اللتان وقعتا أواخر العام الماضي وشعر بهما سكان بعض المحافظات العديد من المخاوف والتساؤلات حول مؤشرات تلك الهزات ومستقبل نشاط المنطقة الزلزالي، في وقت بدأ الحديث عن إنجاز دراسة حول النشاط الزلزالي والصدوع النشطة والتصميم الهندسي المقاوم للزلازل اعتماداً على المعطيات التي وفرتها شبكة المحطات الزلزالية وشبكة نظام الـ”جي بي اس” وخاصة خلال العقدين الماضيين.
ويعتبر مدير المركز الوطني للزلازل الدكتور محمد داوود في معرض حديثه لـ”البعث” أن هذا النوع من الدراسات في غاية الأهمية لإيجاد الوسائل المناسبة ولكل موقع على حده، للتخفيف من آثار الخطر الزلزالي المحتمل فيها، ويعدّ تركيب وتشغيل الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي من الأعمال الهامة والمتميزة في تاريخ سورية الحديث الذي شهد في الماضي مجموعة من الزلازل العنيفة والمدمرة أحياناً، مثال الهزات التي وقعت في الأعوام 1157-1170-1202-1404-1407-1759-1796-1822وهو مهدد دوماً كالعديد من المناطق النظيرة في العالم بتكرار مثل تلك الأحداث الزلزالية.
وللتخفيف من أضرار الزلازل أكد داوود ضرورة التقيّد بأنظمة البناء ومعايير نقابة المهندسين من حيث التصميم والتنفيذ والإشراف، حيث تزداد الخطورة ويكون الضرر أكبر في المناطق التي لا تخضع لأنظمة البناء وغير المضبوطة ولا تتقيد بمعايير وأسس نقابة المهندسين كمناطق العشوائيات.
ويفصّل داوود بأن الهزات التي حصلت مؤخراً هي الهزة التي وقعت في الساحل السوري جنوب غرب اللاذقية بـ24 كم بتاريخ 22/9/2014 الساعة 10:25 بالتوقيت المحلي وكان قدرها المحلي 4.1 وشعر بها سكان مدينة اللاذقية. وهزة أخرى ضربت إحدى المناطق اللبنانية وشعر سكان بعض المحافظات بارتداداتها، ولايزال الجزء الغربي من بلاد الشام بصورة عامة يتعرض لهزات أرضية، وفق ما جاء في دراسة أعدّها المركز الوطني للزلازل، تختلف شدتها من الصغيرة التي تتحسّس لها أجهزة الرصد الزلزالي فقط إلى متوسطة القوة والتي تؤدي أحياناً إلى تصدع جدران الأبنية، وتُعتبر المنطقة الغربية من بلاد الشام والممتدة من خليج العقبة حتى جنوب تركيا (أي منظومة البحر الميت الصدعية) من أكثر الأماكن النشيطة زلزالياً، بالإضافة إلى ذلك تُعدّ السلسلة التدمرية ومنطقة سنجار عبد العزيز ومنظومة الفرات الصدعية من الأماكن النشيطة زلزالياً أيضاً.
دمشق- فاطمة كنايسي