بوتين يحذّر من خطر المعايير المزدوجة في التعامل مع القضايا الدولية الدوما الروسي: سياسة واشنطن شر مطبق.. وعلى أوروبا التحرر منه
عواصم-وكالات:
حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خطر المعايير المزدوجة في التعامل مع القضايا الدولية، ونقل موقع روسيا اليوم عن بوتين قوله أثناء مراسم إحياء الذكرى السبعين لتحرير معسكر الاعتقال النازي في اوشفيتز: إن التاريخ يظهر مدى الخطورة التي قد يسببها السعي للسيطرة على العالم والمآسي من محاولات الضغط عن طريق القوة على سيادة الدول وعدم احترام الشعوب، مضيفاً: جميعنا يعلم مدى خطورة المعايير المزدوجة الهدّامة، وذلك في إشارة إلى المأساة في جنوب شرق أوكرانيا، حيث يتم قتل المدنيين بدم بارد في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومناطق أخرى.
ودعا بوتين إلى محاربة النازية الجديدة بكل مظاهرها، مؤكداً أن الشعب الروسي كان له النصيب الأكبر في الانتصار على النازية، وأضاف: إن محاولات إعادة كتابة التاريخ هي أمر غير مقبول وغير أخلاقي، والإقدام على مثل هذه المحاولات في كثير من الأحيان يكمن في الرغبة بإخفاء العار والجبن والنفاق والخيانة وتبرير بشكل مباشر أو غير مباشر مساعدة النازيين.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعا الشركاء الغربيين، ولاسيما ألمانيا وفرنسا المشاركتين في رباعي النورماندي، إلى عدم القيام بأي إجراءات يمكن أن تعيق الاتصالات لإنهاء الأزمة في جنوب شرق أوكرانيا، منتقداً عدم تنديد الغرب بالعمليات العسكرية التي تقوم بها سلطات كييف، وعدم بذله جهوداً لتنفيذ اتفاق مينسك الموقع العام الماضي لحل الأزمة الأوكرانية.
من جانبه دعا رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين الدول الأوروبية إلى التحرّر من الإملاء الأمريكي، واصفاً سياسة الولايات المتحدة بـ “الشر المطبق” بالنسبة لأوروبا، وقال، في جلسة لطاولة مستديرة نظمت في إطار جلسات الدورة الشتوية للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في ستراسبورغ، إنه يقصد سياسة واشنطن بالذات، وليس الشعب الأمريكي، الذي لا ينوي شراً لشعوب أخرى، وأضاف: ما دامت أوروبا تخضع لإملاء واشنطن فإن استقرار القارة الأوروبية وأمنها سيكونان في خطر كبير.
وأشار ناريشكين إلى أن على الساسة الأوروبيين أن يكفوا عن هستيريا العداوة تجاه روسيا، والى أن إلقاء اتهامات لا أساس ولا منطق لها ضد روسيا أصبح ممارسة شائعة، وأن هذا التصرف من قبل ساسة يحظون بثقة الشعوب الأوروبية يعد أمراً غير أخلاقي، وأضاف: إن إلغاء جميع العقوبات المفروضة ضد روسيا هو ما سيكون تأكيداً نهائياً على عودة أوروبا إلى وعيها بالواقع، موضحاً أن الأزمة في أوكرانيا طبيعتها داخلية، وأن جذورها وسبل تسويتها توجد داخل أوكرانيا.
وفي سياق متصل أكد قسطنطين دولغوف مفوض الخارجية الروسية لشؤون حقوق لإنسان والديمقراطية وسيادة القانون، في حديث لقناة روسيا 24، أن روسيا ستعمل على جميع المستويات لوقف التصرفات غير القانونية للولايات المتحدة بحق المواطنين الروس، وقال: إن ملاحقة المواطنين الروس من قبل الأجهزة الأمنية الأمريكية مستمرة وبشكل منهجي، وعدد هذه الحوادث لم يقل بل على العكس يزداد، ويمكن ضرب أمثلة كثيرة على ذلك خلال الفترة الأخيرة، وتابع: من دون شك فإن مواطنينا لا تنتظرهم محاكمة عادلة في الولايات المتحدة، وهذه الحالة تمثل إزعاجاً كبيراً في علاقتنا مع الولايات المتحدة، ونحن سنستمر في طرح هذه المسألة على جميع المستويات بما في ذلك على أعلى مستوى أمام الأمريكيين، وسنسعى إلى وقف التصرفات غير القانونية.