أطباء سورية يعقدون مؤتمرهم العاشر وينتخبون مجلس النقابة الهلال: تطوير العمل النقابي.. ورفع مستوى القطاع الصحي وتعزيز قدراته
دمشق-بسام عمار-سانا:
عقدت نقابة أطباء سورية مؤتمرها الانتخابي العاشر، أمس في فندق داماروز بدمشق، بحضور الرفيق هلال الهلال الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي، تحت عنوان “عهد منّا نحن أطباء سورية أن نبر بقسمنا ونفدي وطننا”، وانتخب أعضاء المؤتمر العام، والذي يضم 247 عضواً، مجلس النقابة لخمس سنوات قادمة، والذي يتكوّن من 11 عضواً، نقيب ونائب وخازن وأمين لجنة علمية واجتماعية والتأمين الصحي والكوارث، وفاز نتيجة الانتخابات عبد القادر حسن ومنصور ناصر الدين ومحمد صالح الشب وموريس صليبي مواس وأديب يونس محمود وعرفان جعوك وأيمن العاسمي وأحمد الغوطان وآصف الشاهر وسناء عباس، على أن يتمّ انتخاب نقيب الأطباء وتوزيع المهام على المجلس في وقت لاحق.
ونقل الرفيق الأمين القطري المساعد للحزب، في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر، إلى أطباء سورية تحيات السيد الرئيس بشـار الأسـد وتمنياته الطيبة للمؤتمر بالنجاح في تحقيق مهامه وأهدافه، مؤكداً ضرورة أن تسهم نتائج المؤتمر في تطوير العمل النقابي، ورفع مستوى القطاع الطبي، وتعزيز قدرته في مواجهة الحرب الإرهابية، التي تُشن على الشعب السوري، وأضاف: لقد جملتم في شعار مؤتمركم هذا الهدف العام بجملة معبّرة تؤكد حرصكم على الوطن ومصيره، وأن تبروا بالقسم المهني، قسم أبقراط الشهير.
وأشار الرفيق الهلال إلى أن إسهام الأطباء في مسيرة الوطن لا يقتصر على الناحية المهنية فحسب، وإنما هناك إسهام آخر لا يقل أهمية عن الإخلاص لهذه المهنة الإنسانية، حيث كان للأطباء السوريين في كل المراحل تاريخ نضالي حافل، ميدانياً وسياسياً واجتماعياً، مبيناً أن القطاع الطبي رفد المسيرة الكفاحية لشعبنا العربي السوري، حامل لواء العروبة منذ كان للبشر وجود على هذه الأرض الطيبة، في كل الأوقات، فكان من بين أطباء سورية مناضلون متميّزون، بل إن هذا القطاع اليوم يتشرف ببروز القائد الرمز بشـار الأسـد من بين صفوفه، قائد أضحى بحكمته وشجاعته من أهم الرموز العربية والعالمية في مواجهة أعتى وأشرس عدو عرفه التاريخ المعاصر، ممثلاً بالإرهاب الذي وضعت فيه الصهيونية وقوى الاستعمار الحديث والرجعية العميلة كل ثقلها، سلاحاً وإعلاماً ومقاطعةً وحرباً نفسية واقتصادية، بغية ضرب إرادة السوريين وجيشهم الباسل وقائدهم الرمز.
ولفت الأمين القطري المساعد أن أربع سنوات من القتل والتدمير وحشد السلاح والمال وجلب المرتزقة كانت كافية لتحطيم إرادة أي بلد في هذا العالم، لكن ليس سورية وشعبها وجيشها وقائدها، لأن سورية شيء آخر، وإن كانوا لا يعلمون في السابق، فلاشك في أنهم اليوم يعلمون أن تحطيم الإرادة السورية هو أول المستحيلات، وليس رابعها، ما جعل من سورية ظاهرة متميّزة، لافتاً إلى أنه يتوجب علينا في كل موقع أن نسهم بكل ما أوتينا من حماسة في هذا التميّز الوطني الكبير، على الرغم من صعوبة المرحلة وكثرة التحديات.
وأكد الرفيق الهلال أن العالم تيقن من أن المقاومة قادرة على الرد بقوة، وعلى تلقين الصهاينة درساً جديداً، فحواه أن محور المقاومة لم يضعف بسبب الحرب على سورية وإنما ازداد قوة وثقة بالنفس، وسورية تتابع طريق التعامل مع الحرب والأزمة عبر شبكة منوعة من السياسات والممارسات، فيما يعتبر شيئاً جديداً لم تعرفه التجارب الأخرى، فجيشنا الباسل هو الجيش الأول في العالم الذي استطاع مواجهة حرب العصابات الإرهابية المتوحشة والعمل على هزيمتها، حيث كانت الجيوش النظامية تفشل في حالات شبيهة، إضافة إلى ذلك يشارك الشعب بكل فئاته في المعركة المصيرية بأشكال شتى، كما أن فكرة المصالحة الوطنية والتسامح مع المغرر بهم هي فكرة جديدة تتطوّر باستمرار على الرغم من كل الصعوبات والتحديات، وقال: الأجيال القادمة سوف تقرأ في كتب التاريخ عن هذه المرحلة، ودور سورية فيها، بكل فخر واعتزاز، وأضاف: إنه الدرس نفسه الذي نقرؤه اليوم عن أجدادنا الذين علّموا البشرية أبجديتها، وعلموها التواصل عندما كانوا أول من ركب البحر، ونقل مشعل الحضارة إلى شعوب كانت تعيش في ظلام الجهل الدامس، واستمرت هذه المسيرة طوال مراحل التاريخ، حيث لم تغب شمس سورية يوماً عن سماء الحضارة والعطاء، ولن تغيب اليوم.
وشدد الرفيق الهلال على أن التحديات الراهنة تتطلب من الأطباء مضاعفة الجهد واختيار الأفضل في بيئة ديمقراطية قاعدتها الإخلاص للوطن، ورسالة المهنة الإنسانية.
من جانبه أشار وزير الصحة الدكتور نزار يازجي إلى دور النقابات المهنية الصحية الداعم للوزارة في رسم السياسات الصحية وتطوير التشريعات الناظمة للقطاع الصحي وتكريس مبدأ التشاركية للوصول إلى نتائج إيجابية تنعكس على متلقي الخدمة عبر الارتقاء بالخدمات وتجاوز تحديات الأزمة، وأكد تماسك النظام الصحي رغم التحديات التي فرضتها سنوات الأزمة، حيث تحرص الوزارة على استمرار تأمين الخدمات الصحية للمواطنين وإيصالها بشكل عادل لكل التجمعات السكانية، بالتوازي مع إعادة تأهيل المشافي والمراكز الصحية وعربات الإسعاف وتدريب الكوادر الطبية وتطوير التشريعات.
ولفت يازجي إلى الأضرار التي طالت القطاع الصحي نتيجة الاستهداف الإرهابي المتواصل لمؤسساته، وأبرزها الخسائر البشرية بوجود 202 شهيد و142 مصاباً و39 مفقوداً، والمادية المتمثلة بتضرر نحو 74 مشفى و692 مركزاً صحياً، إضافة إلى خروج 142 سيارة إسعاف من الخدمة وسرقة 137 سيارة.
ولفت نقيب أطباء سورية الدكتور عبد القادر الحسن إلى دور المؤتمرات في رسم السياسة النقابية ووضع الخطط والبرامج بما ينعكس إيجاباً على مستوى الخدمات المقدّمة للمواطن والمستوى المهني والاقتصادي للأطباء، وبيّن أن خطة عمل النقابة للمرحلة المقبلة ستركز اهتمامها على العناية بالمرضى والمصابين العسكريين والمدنيين والتشارك مع النقابات المهنية والطبية والمنظمات الشعبية والجمعيات الأهلية والروابط الطبية التخصصية بالتعاون مع الوزارات المعنية لإقامة مؤسسات وفرق عمل تهتم بمعالجة هؤلاء المصابين وإعادة تأهيلهم وتقديم المشورة والعلاج الطبي المناسب لهم.
وفي تصريح للصحفيين عقب المؤتمر اعتبر الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء أن المؤتمرات النقابية محطات تقويمية دائمة لأداء النقابات ومناقشة التحديات التي تواجه كوادرها وقطاعها المختص والتذكير بدورها في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، معرباً عن ثقته بأن المؤتمر سيكون محطة لإغناء الجسم النقابي الطبي وضخ دماء جديدة في التنظيم الطبي، ولفت إلى دور نقابة أطباء سورية في رسم السياسات الوطنية في القطاع الصحي وتعزيز ثقافة الحوار الوطني وكل الممارسات التي أفضت إلى المصالحات المناطقية والمحلية، مضيفاً: “نقدّر الدور الإنساني والوطني للأطباء خلال الحرب التي تتعرض لها سورية من خلال عملهم في المؤسسات الصحية ووقوفهم إلى جانب الجيش والقوات المسلحة في الميدان والمشافي لترميم جراحهم وتخفيف آلامهم”.
وأكد الحلقي أن الحكومة من خلال دعمها للقطاع الصحي وإعادة تأهيل المصانع والمعامل الدوائية المتضررة استطاعت تغطية نحو 90 بالمئة من الاحتياجات الوطنية الدوائية رغم ظروف الحرب والتخريب الممنهج الذي تعرضت له المنشآت الدوائية، كما تسعى وزارة الصحة إلى تأمين باقي أصناف الأدوية من خلال الاستيراد من الدول الصديقة.
حضر الافتتاح عدد من الأمناء العامين لأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وأعضاء القيادة القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ونائب رئيس مجلس الشعب ووزراء الأشغال العامة والتعليم العالي والدولة لشؤون مجلس الشعب ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وأعضاء مجلس الشعب ومعاونو الوزراء وعمداء كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان.