اقتصاد

هل بوسع “الزراعة” بيان الواقع..؟ 260 هكتاراً خطة محافظة حماة الحراجية لزراعة وتأهيل الغابات.. والغراس البديلة غير مضمونة

كشف مدير عام هيئة تطوير الغاب المهندس غازي العزي لـ”البعث” عن أن محاولة العودة بالغابات إلى الأمام والنهوض بها بشكل يضمن استمرارها نتيجة لما لحقها من تعدٍّ جائر، تتطلب عملاً كبيراً وإشرافاً ومتابعة وعناية مستمرة وخاصة أنها في طور الغراس الصغيرة حيث تحتاج إلى السقاية صيفاً والحماية الدائمة.
كما أكد ضرورة زراعة المساحات التي تم حرقها أو قطعها من خلال نثر البذور من الأشجار المقطوعة نفسها، معللاً السبب بأن البذور حال إنباتها تتأقلم تدريجياً مع البيئة والمناخ المحيط بها ولا تحتاج إلى المزيد من الخدمات كالري.
وأضاف: إن بذور السنديان أو البلوط أو الأشجار الأخرى عندما تبدأ بالنمو تكون أكثر مقاومة للأمراض، في حين تحتاج الغراس الحراجية إلى اهتمام أكثر، الأمر الذي يوفر الملايين من الليرات التي تستلزمها عمليات الحفر والغرس.
وأشار في هذا الصدد إلى أن خطة هيئة تطوير الغاب لهذا العام في مجال التحريج تصل إلى 130 هكتاراً في المواقع المتاح زراعتها ونثر البذور فيها.
هذا بالنسبة لمنطقة الغاب، أما غابات منطقة مصياف فهي أكثر سوءاً وبحالة يرثى لها، ولو أن للمواقع الحراجية لساناً لصرخت وقالت: ويلي ماذا فعل الحطابون بي؟.
وكما هي خطة زراعة الغاب أيضاً تسعى زراعة حماة إلى إعادة تأهيل وزراعة 130 هكتاراً مماثلاً، لكن السؤال المطروح هو: متى نرى هذه الغراس وقد غطت اليابسة من غاباتنا التي تم قطعها؟، وهل هناك من يستطيع أن يعيد لنا أشجار الوزال والجربان والزعرور والبلوط الرومي والبلوط العادي والسنديان العذري والصلع الشردي والسويد والقطلب واللبيد وغيرها؟.
نأمل أن تتمكن وزارة الزراعة إن استطاعت أن تعيد شيئاً مما افتقدناه من غاباتنا الساحرة، وأن تتمكن من الذهاب إلى البادية هذه الأيام لتعيد ولو شبراً من شجيراتها الرعوية التي تم إقصاؤها، ولاسيما أن موازنتها لهذا العام المتعلقة بالغابات تصل إلى 1.7 مليار ليرة.
وفي هذا السياق نتساءل أيضاً وعلى ضوء تصريحات وزارة الزراعة الوردية، هل بوسع المذكورة أن تقدّم كشفاً حسابياً تبيّن فيه ما آلت إليه غاباتنا الحراجية بسبب الاحتطاب الجائر من قطع وحرائق وتدهور بيئي؟.
إن لم تستطع، فلتسأل مديريتي الزراعة في كل من حماة والغاب، فعندهما الخبر اليقين.
حماة – محمد فرحة