تتمات الاولىمحليات

هكذا خسرنا /450/ طناً من الأسماك وفي أحواض سهل الغاب راحت أيام “السمك بلا حسك”؟!

تتغنى الهيئة العامة للأسماك بإعادة إنتاج أسماك الترويت بعد أكثر من عشرين سنة، في الوقت الذي أغلقت فيه العديد من أحواض التربية والتسمين في منطقة الغاب، حيث كان يصل إنتاج وحدة الأسماك هناك إلى /450/ طناً.
كان إنتاج الأحواض المائية في سهل الغاب يغذي ويغطي إلى حدّ بعيد وكبير أسواق دمشق وحمص وحماة وحلب على حدّ تعبير التجار الذين كانوا يتسوّقون ويستجرّون هذا الإنتاج، ولكن في الوقت الذي كنا ننتظر فيه من الهيئة العامة للأسماك ومقرها جبلة التوسّع بزراعة الإصبعيات في الأحواض المائية الكبيرة والكثيرة العائدة للمؤسسة، نراها قد أغلقتها تحت العديد من الذرائع وحوّلت قسماً منها إلى تربية الإصبعيات لتغطية حاجتي القطاعين العام والخاص، فضلاً عن محاولتها تربية الأسماك في السدود كالسن وغيره من السدود الأخرى.
هنا يطرح السؤال المهم نفسه، أين هي السدود التي تربي فيها الهيئة سواء الطليقة منها أم في الأقفاص العائمة، فسدود البادية في ريف حمص لا تنفذ أي محاولة لهذا الغرض كسد إرك، ولا في إدلب ولا في سدود حماة لأنه لا يوجد سدود تصلح لتخزين المياه، وبالتالي يبدو أن الهيئة غيّبت الأسماك من سهل الغاب وحرمت الملايين من تناول الأسماك النظيفة، وهذا يؤكد حقيقة واحدة مفادها أن الهيئة العامة للثروة السمكية أخطأت عندما ألغت أحواض تربية وتسمين في الغاب تعود ملكيتها لها، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك حين ألغت اسم وحدة أسماك الغاب وسمّتها “نقطة” وأحدثت فرعاً يعنى بشؤون الأسماك في المنطقة الوسطى مقرّه حماة وكأن مجرد تغيير الأسماء و”فذلكتها” يعني زيادة إنتاجنا من الأسماك.
واليوم يتندّر أبناء محافظة حماة على أيام زمان عندما كان سهل الغاب ينتج مئات الأطنان، حيث كان يشكل إنتاجه أكثر من 30 بالمائة من إجمالي الإنتاج السوري، وكانت الكلمة الدارجة هناك هذا سمك دولة، وكانت تباع أسماك القطاع الخاص تحت لافتة سمك الدولة، ودونك السمك بحسك وبلا حسك. وبدلاً من العمل على زيادة إنتاج الغاب من أسماك جاءت الهيئة العامة للثروة السمكية وأعمتها بإلغائها كل أحواض التربية والتسمين وجعلتها في خبر كان.
حماة – محمد فرحة