إرهابيون فروا من "داعش": ما يقوم به مذبحة بحق الإنسانية تشيكيا: الإرهاب نتيجة لسياسات الغرب الفاشلة
عواصم –تقارير:
بعد أن دعمت الإرهابيين وزودتهم بالأسلحة والأموال وشجعتهم على التسلل إلى سورية وبعد اكتشاف خطر عودة هؤلاء الإرهابيين إلى بلادهم تحاول الدول الأوروبية اتخاذ إجراءات لمنعهم من ذلك خوفاً من ارتداد الإرهاب الذي دعموه إليهم، وفي هذا الإطار سنت الحكومة الألمانية قانوناً يمنع سفر الألمان إلى سورية والعراق للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية. في وقت شددت تشيكيا على أن تنظيم داعش الإرهابي تشكل نتيجة سياسات الغرب الفاشلة في المنطقة.
وفي شهادات جديدة على الجرائم الإرهابية والممارسات الوحشية التي يرتكبها تنظيم داعش في سورية والتي خرقت جميع القوانين والأعراف البشرية، وجاءت هذه المرة على ألسنة عناصر سابقين من داعش تحدث هؤلاء بعد تمكنهم من الفرار من التنظيم، قائلين: إن ما يقوم به الإرهابيون ليس “جهاداً” بل مذبحة بحق الإنسانية وذلك بعد أن استفاقوا من أوهامهم واكتشفوا حقيقة ما يجري داخل التنظيم وعبثية القتال في صفوفه.
فقد وافقت حكومة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أمس على مشروع قانون يهدف إلى منع المتطرفين الألمان من السفر إلى سورية والعراق للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية مثل تنظيم داعش الإرهابي أو تمويلها، وقالت شتيفن زايبرت المتحدث باسم ميركل: إن مشروع القانون بعد موافقة البرلمان عليه سيجعل ألمانيا ثاني دولة عضو بالاتحاد الأوروبي بعد فرنسا تطبق الإجراءات التي دعت إليها الأمم المتحدة في قرار العام الماضي بشأن المقاتلين الأجانب.
وكان الادعاء العام الألماني في ميونيخ وجّه في وقت سابق أمس اتهامات إلى امرأة ألمانية تبلغ من العمر 30 عاماً، كانت اصطحبت ابنتيها الطفلتين للانضمام إلى أحد التنظيمات الإرهابية في سورية بعد أن تزوجت بأحد إرهابيي التنظيم.
صحيفة الاندبندنت البريطانية نقلت عن أحد هؤلاء الإرهابيين وهو تونسي يُدعى غيث كان قد هرب من التنظيم قوله: إن داعش يمارس القتل بشكل عشوائي ويجبر المتطوعات في صفوفه على ممارسة أفعال منافية للأخلاق وتحدث عن ممارسات وتطرف خطير يمارسه إرهابيو داعش ضارباً مثلاً على ذلك قيام أحد هؤلاء الإرهابيين بوضع سكين على رقبته مهدداً إياه بالذبح في حالة عدم قوله لآية قرآنية ليثبت حفظه لها.
بدوره قال إرهابي فار آخر وهو سعودي الجنسية ويُدعى حمد عبد الرحمن يبلغ من العمر 18 عاماً: إن التنظيم قام بحرق جميع أوراقه الثبوتية وجواز سفره فور استقباله له على الحدود التركية-السورية ثم خيروه بين أن يقاتل أو يصبح انتحارياً ليختار الأولى ويقوم فيما بعد بتسليم نفسه للقوات العراقية الحكومية التي لا تزال تتحفظ عليه حتى الآن.
فيما تحدث إرهابي ثالث وهو تونسي آخر ويُدعى علي تمكن من الفرار من التنظيم بعد أن تم تكليفه بالقيام بأربع رحلات بين سورية وتونس في غضون ثلاثة أسابيع لنقل الأخبار والأموال وأشرطة الفيديو الدعائية، لكنه قرر أن يظل في تونس في رحلته الرابعة دون أن يعود، معتبراً كل ما كان يقوم به عبثاً غير مجد وليس إلا نشاطاً إرهابياً، وذلك بعد أن شهد عمليات الإعدام الإرهابية التي ينفذها داعش ووجه النصح لمن يريد الالتحاق بتنظيم داعش بالقول: “لا تعبث بحياتك.. فهؤلاء لا يمثلون الإسلام”.
في الأثناء قالت الشرطة الكندية: إنها ألقت القبض على رجل في أوتاوا ذكرت أنه كان يخطط لمساعدة مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي ووجهت له الاتهام بالاشتراك في أنشطة جماعة إرهابية.
سياسياً، أكد الرئيس التشيكي السابق فاتسلاف كلاوس أن تنظيم داعش الإرهابي تشكل نتيجة سياسات الغرب الفاشلة، مشيراً إلى أن المتطرفين استغلوا ذلك ليقوموا بما يفعلونه الآن، وأضاف في حديث أدلى به أمس لصحيفة برافو: إن الخطأ الأكبر ارتكب عام 2003 حين تم الاعتداء على العراق وما أعقبه من ممارسات، مبيناً أنه كان أحد القلائل والرئيس الأوروبي الوحيد الذي امتلك الشجاعة آنذاك للقول: إن غزو العراق حماقة يتوجب عدم ارتكابها لأنه تم تعكير ما هو معكر بشكل كاف لوحده في الشرق الأوسط، أما الآن فقد طفح الكأس ويتم حصد النتائج، وأشار إلى أن السبب الثاني للواقع المأساوي القائم الآن في الشرق الأوسط كان التنظيم الخارجي لما سمي الثورات الملونة في العالم العربي، مؤكداً أن تأثير استيراد الثورات من الخارج كان خطيراً بشكل فظيع، لافتاً إلى أن التهديد لكل شيء تمثل بمحاولة فرض ثقافة وحضارة وقيم واحدة على العالم كله.