الإرهاب يتمدد كالنار في الهشيم.. والغرب يراوغ في محاربته تقرير استخباراتي: 180 ألف تكفيري يقاتلون في صفوف "داعش"
عواصم –تقارير:
في ضوء عدم جدية الغرب في مكافحة الإرهاب ومحاولة أمريكا وحلفائها الاستثمار في الحرب على داعش لاستنزاف الثروات وتدمير دول المنطقة تمدد الفكر التكفيري وتحول إلى ثقافة دموية وصلت إلى دول بعيدة منها أستراليا وباتت مدن مثل مرسيليا الفرنسية معقلاً للتكفيريين، في وقت أكدت تقارير استخباراتية وصحفية أن عدد مقاتلي داعش يقدر بنحو 180 ألف إرهابي، ولا يزال الغرب يماطل في مواجهته.
فقد أعلن رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت أن عملية احتجاز الرهائن التي نفذها مسلح في أحد مقاهي سيدني في الخامس عشر من كانون الأول الماضي وأسفرت عن مقتل رهينتين كانت مستوحاة من ثقافة الموت التي يعتمدها تنظيم داعش الإرهابي، وقال أبوت في خطابه أمام البرلمان الأسترالي أمس في أولى جلساته بعد عطلة الأعياد: إن حصار ساحة مارتن مستوحى للأسف من ثقافة الموت، لافتاً إلى أن ثقافة الموت منتشرة اليوم في سورية والعراق وهي صورة زائفة للدين.
وأشار إلى أن الرد الأفضل على الإرهاب هو أن نعيش حياة طبيعية لأن هذا يظهر أننا قد نتعرض للتهديد ولكننا لن نسمح له بتغييرنا، مؤكداً أن الحكومة ستتعلم من هذه التجربة.
في الأثناء قال تقرير استخباراتي: إن تنظيم داعش الارهابي يمتلك جيشاً يقدر عدده بنحو 180 ألف إرهابي، مؤكداً أنهم يعملون بقوة على تأسيس تحالف مستدام من “الجهاديين”.
وحسب وثيقة التقرير الذي نشره موقع “دابليو إن دي” الأميركي، وقال: إنه صادر عن أحد أكبر أجهزة المخابرات في منطقة الشرق الأوسط، فإن تعداد مقاتلي داعش يقدر بـ6 أضعاف توقعات الوكالة المركزية للمخابرات الأميركية “سي آي إيه” والتي توقعت أن عدد إرهابيي داعش يقدر بنحو 20 ألف مقاتل.
وكشف التقرير أن التنظيم الإرهابي أسس جيشاً بالمشاركة مع حركة طالبان الأفغانية وحركة الشباب الصومالية وفرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلى عدد من الجماعات الجهادية المحلية باليمن ومالي وفلسطين وسورية والعراق وباكستان وشبه جزيرة سيناء. وحذّر من استعداد هذا الجيش الكبير لشن هجمات موسعة على العديد من البلدان قبل حلول الصيف المقبل، وقالت الوثيقة الاستخباراتية: إن المجتمع الدولي لابد وأن يفهم بدقة ما يحدث حول المنطقة العربية ليعرف ما له وما عليه لوقف زحف الخطر الداهم على المنطقة والعالم.
ويكشف التقرير الجديد أن خطورة التنظيم الإرهابي على المنطقة والعالم، هي أكثر وأشد مما توقعته حتى أكثر المخابرات الدولية تشاؤماً.
من جهة ثانية أكد الكاتب في صحيفة الاندبندنت البريطانية باتريك كوكبيرن أنه ليس لدى بريطانيا أي خطط لمواجهة إرهابيي تنظيم داعش في العراق رغم التهديدات التي يمثلها هذا التنظيم ليس فقط بالنسبة للأمن البريطاني بل العالمي أيضاً، لافتاً إلى أنه على الرغم من تشدق بريطانيا بالانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الإرهابي إلا أنها لم تكلف نفسها عناء وضع خطة أو سياسة عسكرية وسياسية بهذا الشأن وكان العراق لم يعد من أولويات الحكومة البريطانية بعد انتشار التنظيم الإرهابي على أراضيه.
وفي سياق متصل أكدت الشرطة الفرنسية أمس تعرضها لإطلاق نار في حي سكني معروف بأنه بؤرة للجريمة في مدينة مرسيليا بعد اتصال من الأهالي عن إطلاق أعيرة نارية رغم عدم ورود أنباء عن سقوط ضحايا. تزامن ذلك مع زيارة قام بها رئيس الوزراء مانويل فالس ليثني على التقدم في مكافحة الجريمة.
ولم يتضح على الفور سبب إطلاق النار في وقت يتصاعد التوتر إثر اعتداءات باريس الشهر الماضي، لكن مرسيليا معروفة منذ سنوات بأنها بؤرة للجرائم المسلحة من قبل عصابات ما دفع ببعض السياسيين إلى المطالبة بإرسال الجيش إلى أحد أعنف الأحياء.