بكلفة 3 مليارات ليرة “الصناعة” و”التأمينات الاجتماعية” قيد الشراكة لتمويل إنتاج “السيرومات” طعمة: متابعة “الكيميائية” لشركاتها ضعيفة.. وغياب الرقم الصريح لن يؤدّي إلى قرارات ونتائج صحيحة
كشف وزير الصناعة كمال الدين طعمة أن تمويل مشروع خط إنتاج السيرومات المقدّر بنحو 3 مليارات ليرة سورية سيتم عبر الشراكة مع المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، إذ إن هذا الخط بالإضافة إلى مشروع خط آخر لإنتاج الشراب الجاف المقدّرة قيمته بنحو مليار ليرة، مدرجان في خطة العام الحالي، كلام الوزير جاء خلال اجتماعه أمس مع مجلس إدارة المؤسسة العامة للصناعات الكيميائية، معتبراً أن متابعة إدارة المؤسسة لهذين الخطين ضعيفة.
رسائل
ويواصل طعمة اجتماعاته مع مجالس إدارات المؤسسات التابعة للوزارة، التي يستشف منها أن الوزير يريد إيصال رسائل معينة من خلال إتاحة الفرصة أمام الإعلام لتغطية هذه الاجتماعات التي لم تخلُ حقيقة من محاججة إدارات هذه المؤسسات لأدق التفاصيل، ولاسيما تلك المتعلقة بالأمور المالية والإدارية، ولعل الرسالة الأكثر وضوحاً تتمحور بالدرجة الأولى حول الكشف عن مواطن الخلل وتقصير الإدارات المركزية لهذه المؤسسات في متابعة حيثيات عمل الشركات التابعة لها، وغياب الرقم التأشيري والإحصائي الدقيق عن بيانات عملها، ما ينعكس بالنتيجة على تقييم أدائها الإنتاجي والإداري.
إنذار
طعمة لم يتوانَ عبر اجتماعاته هذه عن توجيه ملاحظات من العيار الثقيل لبعض المفاصل المعنية المقصّرة، فباجتماعه أمس –على سبيل المثال– وجه ملاحظة إلى المدير المالي في المؤسسة لا تخلو من الحدة، معتبراً إيّاها بمنزلة إنذار علني، لأن المدير لم يعطِ الوزير أرقاماً دقيقة حول عدد من النقاط وإنما تقريبية، وأشار الوزير بكلامه الموجّه للمدير المالي قائلاً: إن مثل هذه الأرقام يجب أن تكون دقيقة 100%، لأن القرار الصحيح يُبنى على رقم صحيح.
الخسارة الأولى
ولدى الحديث عن خسارة الشركة العربية الطبية “تاميكو” المقدّرة بـ 105 ملايين ليرة، أشار طعمة إلى أنها الخسارة الأولى بتاريخها، وأن الخسارة في حقيقة الأمر أكبر من ذلك وأن الذي خفف منها هو إعادة تقييم المخزون على أساس الأسعار الجارية.
خلل وتكاليف مستهجنة
وفيما يتعلق بالشركة العامة للأسمدة بيّن طعمة أن هذه الشركة من أهم شركات المؤسسة ومع ذلك فإن متابعة الأخيرة لها تكاد تكون معدومة، حيث إن هناك خللاً إدارياً بنسبة تصل إلى 60%، طالباً منع تعيين أي عامل لأنها متخمة بالعمالة الفائضة، المقدّرة بـ1000 عامل، وطلب أيضاً استبعاد حسابهم من تكاليف الإنتاج، ووضعهم تحت بند الخسائر والأرباح كعبء اجتماعي، مستهجناً في الوقت ذاته الإنفاق الهائل على الآليات لدى عرض إدارة المؤسسة لقيمة قطع الغيار البالغة 168 مليون ليرة، وقيمة الصيانة البالغة 42 مليوناً..!.
وأوضح طعمة أن إنتاج 1 طن من اليوريا وفق التصنيف العالمي يحتاج إلى 650م3 من الغاز، بينما إنتاجه لدى شركة الأسمدة يحتاج إلى 1300م3 من الغاز، وذلك نتيجة التخلف التكنولوجي الموجود لدى الشركة الذي ينعكس بالتالي على تكاليف الإنتاج.
دمشق – حسن النابلسي