قبل أمسيتها الموسيقية الشرقية عدنان فتح الله: أوركسترا أطفال معهد صلحي الوادي الوحيدة التي تقدم الموسيقا العربية بشكل أوركسترالي
بعد توقفها عن التدريبات لفترة قصيرة بحكم الظروف الراهنة تستعد أوركسترا الموسيقا العربية لمعهد صلحي الوادي لإقامة حفلها في دار الأوبرا بعد غد الأربعاء بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيسها، ويؤكد قائد الفرقة ومؤسسها الفنان عدنان فتح الله في حواره مع “البعث” أن أوركسترا الموسيقا العربية لمعهد صلحي الوادي عادت للعمل وبدأت تستعيد نشاطها في الآونة الأخيرة بشكل قوي ومنتظم وسوف تعاود تقديم حفلاتها بشكل دوري.
ويشير فتح الله إلى أن استعدادات الفرقة جارية على قدم وساق لإقامة حفلها بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيسها وهو عبارة عن أمسية موسيقية شرقية تتضمن برنامجها: سماعي عجم عشيران لأمير البزق محمد عبد الكريم “توزيع فتح الله للأوركسترا” ولونغة فرح لرياض السنباطي توزيع كمال سكيكر ومن ثم أغنية “كتبنا وما كتبنا” تؤديها الطفلة ياسمين قويدر من طلاب الغناء الشرقي في معهد صلحي الوادي، كما ستغني سلاف الأسعد من طلاب الغناء الشرقي لمعهد صلحي الوادي أغنية “كلمة حلوة وكلمتين” إلى جانب مشاركة طلاب صف فلوت “الريكوردر” الذي هو تحت إشراف الأستاذ نوار خوري ومن ثم مانديرا حجاز وبعدها موسيقا فيلم “فاطمة” لعمر خيرت، مبيناً فتح الله أن الخصوصية التي تتمتع بها الأوركسترا هو أنها أوركسترا للأطفال واليافعين وأنها مهتمة بالموسيقا الشرقية الأوركسترالية وتُعتبر أوركسترا الأطفال الوحيدة في العالم العربي التي تقدم الموسيقا العربية الموزعة بشكل أوركسترالي، مشيراً إلى أنها تأسست على يديه عام 2008 حيث كان الحفل الأول لها في 20 شباط 2008 على مسرح مكتبة الأسد الوطنية بمناسبة افتتاح موسم حفلات معهد صلحي الوادي للموسيقا في ذلك العام، ويوضح أنه في بداية الأمر تم جمع الموسيقيين من طلاب معهد صلحي الوادي والمهتمين بالموسيقا العربية، ومن ثم بدأ الطلاب يتوافدون يوماً بعد يوم للانضمام للأوركسترا حتى أصبحت أوركسترا متكاملة تضم جميع آلات الوتريات من كمان وفيولا وتشيللو، إضافة إلى آلات الموسيقا العربية من عود وقانون وناي، عندها تم تقسيم الأوركسترا إلى مجموعات، وأصبح لكل مجموعة أستاذ مختص يشرف عليها وعلى أدائها، وهي اليوم تتألف من 50 عازفاً وعازفة، جميعهم من طلاب معهد صلحي الوادي للموسيقى في دمشق حيث تتراوح أعمارهم بين العشر سنوات والسبعة عشر عاماً ويعزفون كل حسب اختصاصه في تشكيلات الأوركسترا المعروفة “كمان أول–كمان ثاني–فيولا–تشيللو–كونتر باص–عود–قانون–ناي–بزق.. بالإضافة إلى الآلات الإيقاعية”.
أهداف تربوية وموسيقية
ويشير فتح الله إلى أن تأسيس الأوركسترا كان لها الكثير من الأهداف، منها ما هو تربوي ومنها ما هو موسيقي، فبعد تدريسه لفترة لا بأس بها في معهد صلحي الوادي لاحظ أن الجيل الجديد من الأطفال الذين يتعلمون الموسيقا لا يعرفون كثيراً عن موسيقاهم العربية الأصيلة وعن إمكانياتها أو حتى أية معلومات عن روادها وأعلامها.. من هنا كانت فكرة التأسيس بهدف تعريف الجيل الجديد من الأطفال بموسيقاهم العربية وجعلهم يتعمقون فيها من خلال أداء أعمال موسيقية تراثية أو أعمال كُتِبت حديثاً لموسيقيين سوريين شباب، إضافة إلى التعريف بموسيقيين سوريين شباب يؤلفون الموسيقا الشرقية الأوركسترالية حيث تقدم الأوركسترا تجارب إبداعية جديدة تغني المكتبة الموسيقية السورية.
ولأن العزف ضمن مجموعة يختلف تماماً على العزف بشكل منفرد كان من أهداف تأسيس الأوركسترا أيضاً كما يبين فتح الله تعليم الأطفال ماهية العمل الجماعي والعمل ضمن فريق واحد ليتم تأسيس جيل لديه الخبرة الكافية للعمل ضمن أوركسترا، وبذلك يتم رفد الأوركسترات الوطنية الضخمة كالفرقة الوطنية للموسيقا العربية والفرقة السيمفونية الوطنية السورية بأعضاء لديهم خبرة جيدة تساهم بشكل أو بآخر في تحسين أدائها وتطورها.. ومن هنا يؤكد فتح الله أن أوركسترا الموسيقا العربية تُعتبر الأوركسترا الرائدة للموسيقيين الأطفال على مستوى العالم العربي التي تهتم بالموسيقا العربية، حيث يمكن أن نجد الكثير من أوركسترات الأطفال التي تهتم بالموسيقا الكلاسيكية في حين أن فرق الموسيقا العربية الأوركسترالية قليلة جداً وتكاد تكون غير موجودة برأي فتح الله الذي ينوه إلى أن تميز الموسيقيين السوريين الأكاديميين بالموسيقا الشرقية الأوركسترالية سببه تخرجهم من المعهد العالي للموسيقا الذي يدرّس جميع العلوم النظرية والعملية التي تم إسقاطها على الموسيقا العربية بهدف تطويرها وتقديمها بأشكال جديدة، مع المحافظة على صبغتها الشرقية، وقد عمل الكثير من الموسيقيين على هذا النمط من التأليف أو التوزيع وبدأ ينتشر في كل أرجاء الوطن العربي، منهم: كمال سكيكر–محمد عثمان–عصام رافع–جوان قرجولي.. وغيرهم.
إعداد جيل من الموسيقيين
ويرى فتح الله أن من يتابع مسيرة هذه الأوركسترا سيلمس العديد من الإنجازات الحقيقية التي حققتها وقد شاركت في العديد من المحافل الثقافية المحلية منها والعربية مثل: فعاليات مهرجانات صور في لبنان 2009 وحفل افتتاح ملتقى المعاهد والمدارس الموسيقية في دول حوض البحر الأبيض المتوسط المقام في دمشق برعاية وزارة الثقافة ومنظمة التبادل الثقافي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط وحفل على مسرح الأوبرا السلطانية العمانية في العام 2012.
ويؤكد عدنان فتح الله أن العمل مستمر وبشكل دائم من خلال الأوركسترا على الارتقاء بالموسيقا الشرقية عموماً وبالموسيقا السورية خصوصاً وذلك من خلال ما يُقدم من أعمال موسيقية حيث يلعب التوزيع الأوركسترالي الدور الأبرز فيه وهذا ما يميزنا، كما أن معهد صلحي الوادي ومديرية المعاهد الموسيقية العربية التي تضم معاهد موسيقية عالية المستوى في كل المحافظات تعمل على إعداد جيل من الموسيقيين ليحملوا راية الموسيقا في المستقبل بعد احترافهم الموسيقا في المعهد العالي للموسيقا الحريص منذ تأسيسه وحتى هذه اللحظة على تأمين البيئة الصحية لتخريج كوادر موسيقية وطنية أثبتت وعلى مر السنوات الماضية عراقة المؤسسات الأكاديمية الموسيقية السورية حيث الموسيقي السوري يملك سمعة مميزة في العالم العربي وخارجه.
ويختم فتح الله حواره مشيراً إلى أنه سوف يقوم قريباً بجمع عدد من طلاب المعاهد التابعة لمديرية المعاهد الموسيقية العربية–وزارة الثقافة وضمهم للأوركسترا في حفل موسيقي ضخم سيؤديه أطفال ويافعون من جميع أرجاء بلدنا الحبيب.
كما يشكر فتح الله باسمه أوركسترا الموسيقا العربية لمعهد صلحي الوادي ووزارة الثقافة وسعيها الدائم لاستمرارها والأستاذ محمد زغلول مدير المعاهد الموسيقية العربية-مدير معهد صلحي الوادي للموسيقا في دمشق على اهتمامه الدائم بكل تفاصيل عمل الأوركسترا وتقديم التسهيلات لهذا المشروع في سبيل دعمه وتطوره كمشروع رائد على مستوى العالم في ما يخص موسيقا الطفل .
أمينة عباس