إطلاق كتاب “التراث الثقافي اللامادي السوري” ضمن مؤتمر صحفي
التراث الثقافي اللامادي هو الثقافة الحية التي يمارسها المجتمع بشكل اعتيادي، وهو جميع أشكال التعبير والمعارف والمهارات التي تميز مجتمعاً عن آخر، لكن ملكيتها تعود للإنسانية جمعاء، لذا تتزايد مساعي الجهات المعنية الحكومية وغير الحكومية لحمايته وصونه يوماً بعد يوم، حيث أقيم أمس وبرعاية وزارة الثقافة واللجنة الوطنية لليونسكو والأمانة السورية للتنمية (المحكم الدولي في اليونسكو) مؤتمر صحفي في صالة الآرت هاوس، تم خلاله إطلاق كتاب “التراث الثقافي اللامادي السوري– المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية”، إضافة للموقع الخاص بحصر مئة عنصر ثقافي لامادي مع التعريف بدور الأمانة السورية للتنمية كمحكم دولي في اللجنة الدولية لصون التراث الثقافي اللامادي للبشرية- اليونسكو، حيث أوضح المدير العام للآثار والمتاحف د. مأمون عبد الكريم أن إطلاق المشروع بدأ بتمويل من المديرية، فهي شريك أساسي كونها تمثل التراث المادي الغني في سورية. أما التراث اللامادي فله خبراؤه، واليوم الأمانة السورية للتنمية تمثل هذا الخبير والشريك بما تملك من خبرات وتوجهات ورؤى لحماية التراث اللامادي، حيث لا يمكن الفصل بين التراث المادي واللامادي ونحن نبحث عن التكاملية مع شركائنا الوطنيين وفق المعايير العالمية كي لا نكون خارجين عن العرف العالمي المتعلق بالتوثيق، وأبدى عبد الكريم استعداده لتقديم كل الخبرات لتوثيق كل ما هو مادي ولا مادي، كما رأى فرح المطلق معاون وزير التربية أن الاهتمام بالتراث اللامادي السوري يسهم في تعزيز وترسيخ قيم هذا المجتمع وتاريخ سورية الممتد عميقاً في هذه الأرض، والذي ينبغي أن يمتع ويطرب العالم، وأكد المطلق على سعي وزارة التربية للاهتمام بهذا التراث عبر النصوص الموجودة في المناهج المدرسية.
من جانبه أوضح فارس كلاس الأمين العام للأمانة السورية للتنمية سعي الأمانة كمنظمة غير حكومية وغير ربحية تسعى لدعم المجتمع السوري بكل أشكاله، إذ قال: جزء من مهامنا الحالية هو زيادة الوعي ضمن المجتمع وصون التراث اللامادي من خلال دعمه سواء كحرفي أو كصناعة ثقافية بترويجه داخلياً وخارجياً، وأضاف كلاس: التراث اللامادي تراث واسع وجميع ما نقوم به يعتبر محاولة لتعريف المجتمع السوري بأهميته، وهو أول خطوة لنشر الوعي حول قيمة التراث وما يمكن أن يستفيد منه المجتمع السوري وتوثيقه للأجيال القادمة.
كما أكد د. طلال معلا عضو مجلس الأمناء في الأمانة السورية للتنمية أن الاهتمام بالتراث الثقافي اللامادي هو تطبيق لاتفاقية اليونسكو عام 2003 وهناك آليات عمل وشروط مطلوب تنفيذها، حيث قمنا بالمرحلة الأولى لحصر مئة عنصر وأصدرنا أول كتاب يحتوي على 38 عنصراً من هذه العناصر ويجري إطلاقها على موقع تفاعلي، ونحن الآن في مرحلة الترجمة النهائية لهذه العناصر ونحاول استكمال الصور الفوتوغرافية لتقديمها للمجتمع المحلي والعالمي.
ونوه د. معلا إلى وجود تشريعات للتعامل مع مصطلح “التراث اللامادي” بشكل سهل وطبيعي، فهو يمثل كل ما هو موروث ومستمر تمارسه الجماعات، ونحن نهتم بحياة المجتمع والانتماء إليه والهدف هو الاحتفال بتجدد الحياة واستمرارها، أما نضال حسن الأمين العام للجنة الوطنية السورية في اليونسكو، فتحدث قائلاً: إن الأمانة السورية للتنمية هي الآن عضو محكم دولي في اليونسكو تناط به مهمة تمثيل الدولة السورية، وهذا الترشيح هو باكورة الأنشطة الكبيرة التي ستنطلق في الفترة القريبة، فهناك خطوات كبيرة ستستمر بها الأمانة، وهناك وحدة التطوير من أجل استكمال وتوثيق بقية العناصر في مرحلة لاحقة، بالإضافة إلى البحث عن العناصر الموجودة في المتاحف العالمية من أجل توثيقها كعناصر تعود للثقافة السورية.
واختتمت أعمال المؤتمر بتوزيع نسخة من كتاب “التراث الثقافي اللامادي السوري – المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية ” لكل الحاضرين.
لوردا فوزي