ثقافة

السيدة زينب “ع” في ذكرى مولدها

وُلدت في اليوم الخامس من الشهر الخامس (جمادى الأولى)  في السنة الخامسة للهجرة وسط عائلة تشرّف الكون بها، فجدها سيد المرسلين مُحمد بن عبد الله (ص)، وأبوها سيف الله الغالب علي بن أبي طالب (ع)، وأمها سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع)، وأخواها سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين(ع)
قضت مع أمها فترة ست سنين خرجت بعدها مؤهلة لرواية  الحديث، حتى أن الصحابي عبد الله بن عباس روى خطبة الزهراء عنها مع أنها استمعت إليها وهي لم تتجاوز ماذكرناه من عمرها.
زوّجها والدها من ابن عمها عبد الله بن جعفر الطيار الذي كان مضرب مثل في كرمه ونبل أخلاقه، وهو الذي كان قد دعا له رسول الله (ص) في حديث مشهور، ورُزق منها بعون ومحمد وعباس وعلي وأم كلثوم.
استمرّت في تلقي العلم عن والدها ورافقته إلى الكوفة حين استلم الخلافة، حيث أسّست أول جامعة لتعليم النساء وتخرّج على يديها الكثير ممن تشهد لهنّ كتب التاريخ بقوة الإيمان والعلم  بالقرآن والحديث.
انتقلت إلى المدينة بعد استشهاد أبيها لتؤازر أخويها في عملية المحافظة على الوحدة الإسلامية.
أدّت دورها التاريخي العظيم عندما خرجت مع أخيها الحسين (ع) في ثورة كربلاء، فتحمّلت مسؤوليتها أثناء المعركة وقدّمت اثنين من أبنائها شهداء في سبيل الله، أما بعد المعركة فتسلّمت القيادة الإسلامية بعد استشهاد أخيها ومرض خليفته الإمام علي بن الحسين(ع)، وكان لها أثناء ذلك مواقف في الكوفة ودمشق عالجت فيها النفوس المريضة التي تلطّخت أيديها بدم حفيد رسول الله (ص) .
غادرت إلى المدينة لتؤازر ابن أخيها زين العابدين ولي أمر المسلمين.
رجعت إلى الشام لتقضي آخر أيامها في ضيعة لزوجها هي قرية (راوية) التي تُعرف الآن بـ(قبر الست) وفيها فاضت روحها الطاهرة إلى بارئها في الخامس عشر من  شهر رجب سنة 65هـ، ودُفنت في الضيعة المذكورة بعد أن تركت اسمها يلمع في سماء الإسلام كنجمة تهدي إلى الطريق القويم… ولكن أي نجمة… إنها نجمة محمدية…
في ذكرى مولدها.. يستمر الصمود، وتستمر المقاومة..
فمن دخل سورية لمحو ذكر السيدة زينت (ع) فإن ذكرها أصبح يعلو أكثر، ومن أراد إطفاء نورها فإن ضياءها أصبح على الملأ.
ومن أراد إسكات صوتها فإن صدى كلماتها مازالت تتردّد على جدران دمشق بعد 1400 عام داعية للمقاومة والثبات والوحدة، وكأنّ لسان زينب اليوم يقول بأن سورية عصيّة على الماكرين ماضية في العودة إلى فلسطين وتحرير الأقصى.
في ذكرى يوم مولدها، سلام على السيدة زينب أم الشهداء، أخت الشهداء، وابنة بيت الشهادة، ومعنى الشهادة والصمود والنصر.
المستشارية الثقافية الإيرانية