في قراءة لتجربته الشعرية.. الشاعر حسن الراعي: العنوان العريض للمضمون الشعري هو الحب والحياة
تختصر تجربة الشاعر الشاب حسن الراعي، بما فيها من أحلام وتطلعات وربما صعوبات، حال الكثيرين من أبناء جيله من الشباب الذين يحاولون جاهدين الحصول على مكان مهم في المشهد الشعري الشبابي. ولمعرفة تفاصيل هذه التجربة، بدايتها، والعوامل التي أسست لها، كان لـ “البعث” هذه الوقفة مع الشاعر حسن الراعي لإلقاء الضوء على نتاجه والصعوبات التي تواجهه كشاعر شاب، ومضامين قصائده، فيقول: ليست لدي مجموعات مطبوعة حتى الآن، ربما لأنني مهتم بالتواصل الإلكتروني وأنشر معظم نتاجي على شبكة الإنترنت، لكنّ لدي نصوصاً متفرقة نشرت في كتب متفرقة، ومنها ما هو مترجم إلى اللغات الحية، مع ذلك فكرة الطباعة تراودني، وربما قريباً ستصدر مجموعتي الأولى، وبالنسبة لي لا يمكنني حصر مضامين النصوص التي أكتبها، فأنا أنظر للشعر على أنه الروح التي تغرف من الحياة بكل ما فيها، وهذا ما يجعل الشعر مدهشاً، إذ إنه قد يفاجئك بمضامين لم تخطر في البال، والعنوان العريض للمضمون الشعري لدي هو (الحب والحياة). وعن الصعوبات التي تعترض الشعراء الشباب، يؤكد الراعي أن الحديث عن الشعراء الشباب ذو شجون، إذ إن المتابع للوسط الإبداعي الشعري يدرك أن سورية تزخر بالمبدعين كماً وكيفاً، لكن للأسف، ليست هناك جهة تحتضنهم وتتبنى خطواتهم لتضعهم على الطريق الصحيح، ولينطلقوا في الساحة الأدبية، فتجد أن معظمهم يبحث عن فرصته في الأنشطة الخارجية، كالنشر الإلكتروني وبرامج ومسابقات ومهرجانات الشعر العربية والعالمية، وقد برز العديد منهم بالاعتماد على هذه الدروب، ونالوا فرصهم فيها، غير أن ذلك لا يغطي إلا جزءاً يسيراً من القيمة الفعلية للحراك الإبداعي الشعري في سورية، ومع ذلك من الإنصاف القول بأن المعايير التي يعتمدها اتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة وغيرها من المؤسسات الثقافية جيدة بل ممتازة لو تم تطبيقها بحرفية غير أن هناك معوقات أمام هذا التطبيق تتمثل بالمحسوبيات والشللية وغيرها.
وعن تأثير الأزمة عليه كشاعر وحضورها في نتاجه أجاب الراعي: لا أظن أن أحداً في سورية نجا مما يحدث، هناك خسائر فادحة في الأرواح والآمال والطموحات والمستقبل، وأدعو الله أن يحمي سورية ويعيد من ضل الطريق من أبنائها إلى طريق الحب، ومن الطبيعي أن ينعكس كل ذلك علي إنسانياً وإبداعياً، فأنت هنا تتحدّث عن وطن وتتحدّث عن قلب رأى نبضة أمّ تبكي شهيدها، وطفلاً أضاع فرحته، وشاباً تهدم حلمه، والكثير من المآسي التي ولدتها هذه الحرب المدمرة التي شنت علينا، لكن مسؤوليتنا جميعاً كسوريين أن نلملم جراحنا ونتكاتف لنعمر بلدنا، ونستعيد تكاتفنا مع بعضنا كسوريين ونرأب الصدوع التي خلفتها هذه الحرب في أرواحنا، ونحن قادرون على تصويب بوصلتنا في الاتجاه الصحيح وتاريخنا الحضاري الذي يمتد لآلاف السنين يشهد على ذلك.
جلال نديم صالح