من حلب إلى دمشق حازم حداد: “قهوة مرة” صرخة حلبي عاشق للوطن
“قسماً بحجارة قلعتنا حلب
سنرجع يوماً إلى حينا”
بهذه الكلمات يقدم المخرج والممثل حازم حداد لمونودراماه “قهوة مرّة” من تأليفه وإخراجه، والتي بدأت عروضها أمس الأحد على مسرح الحمراء بدمشق، ويبيّن حداد في تصريحه لـ “البعث” أن مونودراما “قهوة مرّة” ترصد حياة عائلة سورية تعيش الأزمة التي تركت آثارها على كل تفاصيل الحياة اليومية، وكيف حولت ربَّ العائلة إلى بائع قهوة جوال يحكي قصته وكيف قضت زوجته بطلقة قناص وتميز موقف أحد أبنائه بالوعي بخلاف ابنه الآخر.
خصوصية مونودراما “قهوة مرّة” تكمن في إظهار تشبّث أبو سمعو ببيته وحيّه (الوطن) وكيف يغادره مجبراً ليعود إليه بعد هروب ابنته الوحيدة مع شاب من تجار الأزمة تعرّفت عليه حين استقرت مع أبيها في مركز للإيواء، ليعود بعدها أبو سمعو إلى منزله ويراجع ذكرياته المنقوشة على جدران المنزل نصف المدمَّر ليكون كلامه صرخة عاشق للوطن يرى الأمل رغم كل ما يحمل من الألم.. أما عن الفرق بين هذه المونودراما، ومونودراما “الزبال” التي قدمها حداد قبل 7 سنوات فيشير إلى أن “الزبّال” تحكي همَّ ومأساة شخص واحد تنكَّر له ابنه العاق ولكن “قهوة مرّة” تحكي أزمة وطن، وقد كان في “الزبّال” ممثلاً فقط حيث كان النص للكاتب الراحل ممدوح عدوان والإخراج للدكتور وانيس باندك، ويوضح حداد أن مشروعه الرئيس هو التمثيل ولكن الظروف في حلب لم تترك خياراً فكان من الضروري لملامسة هموم الناس أن يكون الفنان معهم، يتناول ما يخصهم في آلامهم وأفراحهم وحكاياتهم، مؤكداً أن ما يحدث الآن غير موجود ما يماثله في نصوص مكتبتنا المسرحية، وقد حاول بعض الكتّاب ملامسة الفكرة، لذلك وبعد البحث قرر أن يكتب، فبدأ بفكرة عمل مسرحي من 7 شخصيات وكان ذلك في بداية العام 2014 إلا أن ظروف وشروط العمل كانت غير متوفرة في حلب حينها، لذلك كانت المونودراما الخيار الأفضل فكانت “قهوة مرّة” وقد تولى مساعد المخرج هادي فاضل متابعة تنفيذ خطته الإخراجية وتم افتتاح عروض المونودراما لأول مرة في يوم المسرح العالمي 27/3/2014 حيث قدمها حداد بالتعاون بين تجمّع رايت الفني وفرع نقابة الفنانين في حلب، منوهاً إلى أن ما دعاه لإعادة عرض المونودراما في دمشق الآن هو أن الجمهور في حلب رأى أن هذا العمل يحمل صوتهم وهو فرصة لإيصال الصورة عن صمودهم ومعاناتهم في حلب كما هو فرصة للحديث عن الأزمة وآثارها على البشر والحجر.
ويختم حداد كلامه مشيراً إلى أن المونودراما فن كالمشي على السلك المشدود بين قمتي جبلين، لذلك لا نستطيع أن نقدِم عليه إلا بعد أن نكتسب الخبرة اللازمة وإلا فالوقوع في الهاوية أمر محتوم، كما أنها تحتاج إلى ممثل استثنائي في طاقاته لأنه قلب الهجوم في الفريق الذي ينجز العمل المسرحي، والاستثنائية تكمن في خبرته وحسّه الفني بالإيقاع العام للعمل والخاص بكل مشهد، مؤكداً أن مطب المونودراما هو الاعتقاد أنه فن مسرحي نخبوي أو شكل سهل أو نافذة للتسويق وأن هناك من أخطأ التقدير وقدمها ليختصر الطريق إلى النجومية فوجد نفسه على رصيف الفن.
تبدأ العروض يومياً الساعة الخامسة مساء على مسرح الحمراء بدمشق وتستمر لغاية 12 الجاري.
أمينة عباس