موسيقا.. وأكثر
أكسم طلاع
كان لي شرف المشاركة في مهرجان “رحمة العالمين ” الذي أقيم في طهران 2010، حينها تعرفت على أعضاء من فرقة أبي خليل القباني التي مثلت سورية في الجانب الموسيقي والتراثي والسياحي، وقد أحيت الفرقة عدداً من الحفلات في العاصمة الإيرانية وتميزت من بين عديد الفرق الدولية المشاركة في المهرجان التي مثلت شعوبها ودولها بما قدمته من فنون موسيقية وغنائية تراثية، كانت فرقة أبي خليل القباني حديثة التأسيس وشابة مكتملة بكادرها الموسيقي ومتألقة ببراعة عازفيها، خاصة عازف العود عدنان فتح الله وإدارة مديرها الفنان جوان قرجولي، وكانا بالفعل النموذج المبشر من الشباب الموسيقي القادم بخبرة وإحساس مدَرّب وموهوب، يملكون من الطموح والغنى في الانتماء لثقافة بلادهم بشكل مبدع وخلاق. فكانوا سفراء حقيقيين لبلدهم من خلال ما قدموه من قطع موسيقية وغنائية استمتع بها جمهور واسع حضر تلك الأمسيات التي امتدت لأكثر من أسبوع وفي أكثر من مكان، ولا أنسى حفلاً للفرقة أقيم صباحاً في إحدى الحدائق العامة التي تشتهر بها طهران، فقد حضر جمهور غفير من عامة الشعب رجال وأطفال ونساء صفقوا للفرقة السورية طويلاً في ذلك الصباح الموسيقي.
وفي دمشق بعد خمس سنوات أجد نفسي في أمسية أحيتها الفرقة الوطنية للموسيقا العربية منذ أيام في دار الأسد للثقافة والفنون، سرني وجود الفنان عدنان فتح الله قائداً للفرقة وقد شاركهم الفنان جوان قرجولي بعزف منفرد على العود، ثم قدم فقرة صولو بمرافقة الأوركسترا. وقد قدمت الفرقة مجموعة من الأعمال: سماعي ألوان – حنين – موشح ياغزالاً – ومجموعة من الأغاني السورية التراثية من عدة مدن في عمل بانورامي، ومجموعة أغانٍ تخص الأم في عمل واحد اشتمل على مجموعة متنوعة ابتدأت من أحن إلى خبز أمي لمارسيل خليفة وانتهت بأغنية “يا مو يا ست الحبايب يامو” التي لحنها الفنان الراحل عبد الفتاح سكر وقدمتها الفرقة بتوزيع وشكل جديد، إضافة لعملي موسيقا مسلسل أرابيسك المعروف من تلحين عمار الشريعي وأنساك لبليغ حمدي- عود مع الأوركسترا . تميز من العازفين الفنان إياد عثمان على البزق والفنان كمال سكيكر على العود وعلى الكمان جورج طنوس– رزان قصار– نواف هلال – غطفان أدناوي وغيرهم، ونعتذر عن ذكر بقية الأسماء فهم بحق مبدعون استحقوا التصفيق من الحضور الذي استمتع بما سمع وارتقى، فكانت أمسية موسيقية تليق وتعزز الاحتفاء بالحياة التي تنتصر .