كيف تطبخ أرنباً؟!
تمام علي بركات
اللاذقية التي أسماها “الإسكندر” على اسم والدته وهو يعلن اندماج ثقافتي الشرق والغرب وفق ما تعلم على أيدي أساتذته من فلاسفة اليونان عن الحق والخير والجمال، فعل ذلك على مقربة من راميتا مدينة الأجداد ومرمى حجر من أوغاريت التي تثبت لأبناء اللاذقية أنهم علّموا البشرية الكتابة وأدخلوهم التاريخ، فالإنسان دخل التاريخ باختراع الكتابة.
المدينة التي رفع فيها القائد الراحل “حافظ الأسد” قواعد جامعة من كبريات جامعات العالم، وتحتضن اليوم أكثر من180 ألف طالب من شتى أنحاء سورية، لتثبت بذلك أنها صرح وحدوي كما أراد لها ذلك القائد الوحدوي أن تكون.
هذه المدينة أيها السادة لا توجد فيها صالة عرض سينمائي واحدة! ليس البارحة أو لبضع ساعات من مساء اليوم فتوقف عرض الفيلم مؤقتاً، بل لسنوات خلت.. أطفال يكبرون ويدخلون المدرسة دون أن يشاهدوا فيلماً في صالة ، طلاب جامعيون يدخلون ويتخرجون دون أن يشاهدوا السينما في مكانها الطبيعي، ثم إنك تجد أحدهم يطلع علينا عبر الشاشات فيتشدق بأن الجمهور المحلي غير معتاد على الذهاب إلى صالات السينما، أي ليس لديه عادة الخروج ككائن عاقل في وقت محدد بقصد أن يحضر فناً. بصرف النظر أن أجداد هذا الجمهور نفسه كانوا ابتكروا الألعاب الأولمبية والطقوس الكرنفالية، في وقت كانت فيه شعوب الأرض الأخرى في الكهوف، وبصرف النظر عما سبق ، فإن هذا الجمهور يا سادة غير معتاد على ارتياد دور السينما، بالطبع لن يعتاد، فلكي تطبخ أرنباً يجب أن يكون لديك أرنب.