ثقافة

“سورية وطن يستحق الحياة ” احتفاء بعيدي الشهداء والصحافة العربية

جنباً إلى جنب تسير الكلمة والسلاح فهما لا ينفصلان وتأثيرهما مرتبط كلٌ بالآخر، وفداءً لأرض سورية الحبيبة تتشارك البندقية والإعلام لرد هذه الحرب العمياء عن أرضها الطاهرة، وفوق ترابها تنتفض وردة الحياة والنصر المروية بالدماء النبيلة لشهدائها، فـ”سورية وطن يستحق الحياة” وتحت هذا العنوان أقام أمس اتحاد الصحفيين ومؤسسة بصمة شباب سورية “اليوم الوطني السوري” بمناسبة عيدي الشهداء والصحافة العربية في مكتبة الأسد بدمشق، وابتدأت الفعالية بكلمة د. خلف المفتاح رئيس مكتب الإعداد والإعلام في القيادة القطرية حيث أوضح من خلال كلمته أن الهدف من إحياء مناسبة تاريخية ليس مجرد طقس إعلامي بل لتسليط الضوء على جزء من التاريخ عبر استحضار الذاكرة الوطنية، والشهداء الذين قضوا في ذلك الوقت من أجل حرية العرب والاستقلال من ربقة  الاحتلال العثماني الذي جاء تحت اسم الإسلام ولم ينته إلا بعد أن جعلنا لقمة سائغة أمام تقسيمات سايكس بيكو، لذا نحن أمام معركة تاريخية ليس مع مجموعات إرهابية بل أمام من يستهدف الجذر الحضاري العريق لسورية، من هنا فإن المواجهة هي بين مشروعهم الظلامي ومشروعنا الحضاري.

حرب على كل السوريين
ونوه المفتاح إلى أننا أمام حرب إعلامية لا تقل ضراوة عن غيرها من الحروب، فالتضليل الإعلامي حاول تشويه الصورة وتشكيل رأي عام معادٍ عبر الأكاذيب واستثمار القوة الناعمة، ومع التقدم الذي تحققه قواتنا الباسلة يقدم إعلامنا المقاوم المزيد من النجاح. لذلك علينا تعزيز ثقتنا وقناعتنا بالنصر، مما يبرز دور المنابر الاجتماعية والإعلامية والدينية في تعبئة الرأي العام لخلق وتكريس روح واحدة أمام قضية واحدة. وشدد على أن هذه الحرب هي حرب على كل السوريين ولا يجوز أن تتحمل جماعة لوحدها فاتورة الدم فهي حرب وطنية تستهدف الجميع وعلينا التركيز على تحقيق وعي ورؤية واحدة وضرورة التعبئة النفسية و التوعوية في نقاط الضعف قبل نقاط القوة. وشعبنا المتنوع  لن يرضخ لهؤلاء الإرهابيين، ولن تتحول سورية إلى لون واحد وستخرج منتصرة.

الكلمة الرصاصة
بدوره تحدث رئيس اتحاد الصحفيين الياس مراد قائلاً :عندما اتفقنا مع “بصمة شباب سورية” أن نحيي هذا اليوم رأينا أن هناك سؤالا سيطرح وهو لماذا تم اختيار عيد الصحافة في يوم 6 أيار، وهنا لابد من القول أن عدداً من الشهداء الذين اغتيلوا شنقاً على أيدي السفاح جمال باشا هم من الصحفيين، لذلك اخترنا هذا التاريخ عيداً للصحافة العربية الذي أردنا الاحتفاء به اليوم، أما عيد الصحافة السورية فهو في 15-8.
ونوه مراد إلى أن هذه التجربة ليست الأولى بين اتحاد الصحفيين وبصمة شباب سورية، كذلك ليست الأخيرة، فهي تجارب ستتكرر، ونحن اليوم نجسد مقولة “الكلمة الرصاصة والقلم البندقية”، وليس هناك فصل بين ما يقوم به الإعلام في تقديم صورة حقيقية عن واقع ما يجري، وبين الجهود الذي يقوم به رجال قواتنا المسلحة لحمايتنا ليكون هذا اليوم وكل يوم أيام فرح، مع العلم أن الفرح الحقيقي لن يكون إلا بانتصار سورية. ولفت إلى أنه لا يمكن تحقيق معادلة دم الشهداء إلا بانتصار سورية وعودة دورها الإقليمي.

عنوانين هامين
من جانبه نوه أنس يونس رئيس مجلس أمناء بصمة شباب سورية إلى عنوانين هامين في لقاء اليوم الأول هو عيد الصحافة العربية، فكما أن هناك جندياً مقدساً على الجبهة، هناك إعلامي مقدس ينقل الصورة والمعرفة والبطولة الحقيقية.  ورأى أن الإعلام السوري رغم ضعف الإمكانيات صامد ومصر على نقل الواقع والتواجد في مكان الحدث. أما العنوان الثاني فهو عيد الشهداء، ونحن اليوم نكرس مفهوم المجتمع المقاوم ومفهوم العلم والعمل والتكافل. كما استعرض المبادرات التي قام بها فريق بصمة شباب سورية في بعض المناطق مثل المشافي الميدانية وفرق الإسعاف الحربي وفرق التدريس وحاملات تبرع بالدم،وأكد يونس أن روح الشهيد التي ارتقت فداء عن الوطن، إلا أن الأمانة مصانة بالعمل المستمر وباقية لدى الشباب ونتعهد أننا لن نضيع البوصلة وسنبقى الشباب السوري الواعي والمسؤول والمثقف والعارف.
واختتم الحفل بتقديم عمل استعراضي تضمن فقرات فنية راقصة بالإضافة إلى أفلام قصيرة توثق الانتهاكات التي طالت الإعلام السوري مع عرض لأسماء شهداء الإعلام المقاوم وكذلك شهداء العمل التطوعي وشهداء الواجب من فريق “بصمة شباب سورية”.
لوردا فوزي