مجزرة اشتبرق
د. حسين جمعة
قصة اشتبرق ـ على مشارف اللاذقية من طرف (جسر الشغور) ـ هي قصة كل قرية سورية تربعت على مجد الانتماء الوطني من الحسكة إلى طرطوس واللاذقية وريف دمشق… نكدها حظها العاثر في (28/4/2015) بالمرتزقة وعصابات القتل والإرهاب؛ فدفعت ما يزيد على مئتي شهيد في مجزرة جماعية مروّعة، كان بعض الأُسَر قاطبة فداء للوجود والوطن؛ كأسرة أبي محمود؛ فكانت هذه النثيرة..
يا صاح!!
آلمني أن ألمس وجعاً
يتقاطر من أصداء الغربة
في وطن لم يعد فيه إلا الموت؛
وقد أخذ يتراقص فوق حبال الوهم
إذ كل ما في الكون خراب أو خيال؛
وذاكرة مثقوبة تختال في العماء…
ما أعجبَ الحياةَ؟
كلُّ يبادر للشقاء
يعيش فيها مسرعاً
مُشَرّقاً، مُغَرّباً
لا يعرف المصير!!!
* * * *
يا رفاقي في العذاب والاغتراب:
هل تذكرون فاطمة؟!!
كانت تعيش هائمهْ،
وتأخذ الشاي إلى البستان
والطفل قد نام (حَسَن)
في ظل نسمة التفاح والليمون.
كان أبوه قد عَزَمْ
هزم السنين الخائرهْ
ليحرث الأرض بالحديد
يراقب زوجته القادمهْ
تحرسها عيونه
من الذئاب الغادرهْ
* * * *
يا حسرة!!!
يا لهفةً!!!
ضجَّت وحوش الأرض
تُشلي روحها
تمر من بين الصخور النافرهْ
قطعان الذئاب الكاسرهْ،
هاجب وماجت في الدروب الناطرة
واختلط الناب مع السِّكّين
تُهلّ للروح الذبيحة بالفضاء!!!
أم تودّع طفلها
شيخ يهدهد عمره
لم يبق في اشْتَبْرِقٍ
من حياة…
بل ماتت الحياة.