ثقافة

“أطفالنا يبدعون” تصميم على العطاء واستمرار الأمل

لم تتمكن سنوات الحرب على أرض الحضارات أن تطفئ جذوة الحياة والإبداع في نفوس وقلوب أبناء الوطن، بل كان الإصرار على الصمود والبناء الدافع الأبرز للعطاء الذي تجسد عملياً من خلال النشاطات والفعاليات التي يكون الأطفال أبطالها بإبداعاتهم وابتساماتهم التي تؤكد أن الوطن بخير، وأن الأمل بالغد موجود . هذا ماحاولت التعبير عنه فعالية “أطفالنا يبدعون” التي أقامتها وزارة الثقافة – مديرية ثقافة الطفل – استمراراً لمشروعها وبرنامجها “مهارات الحياة والدعم النفسي” بالتعاون مع منظمة اليونيسف وتضمنت الفعالية التي أقيمت في ثقافي كفرسوسة عرضاً لنتاج الورشات المتنوعة للأطفال واليافعين في مراكز الإيواء من تدوير مواد وصناعة قش ورسم وأكلات شعبية ومسرح عرائس ومسرح تفاعلي ورقص، إضافة لعرض فيلم توثيقي عن عمل الأطفال في الورشات.
وأثناء جولته في المعارض المتنوعة أكد توفيق الإمام معاون وزير الثقافة أن الظروف التي تمر بها سورية لم تمنع الأطفال من الإبداع، فهم مصممون على العطاء في كافة الظروف، كما تحدث عن الجهود التي تقوم بها وزارة الثقافة ممثلة بمديرية ثقافة الطفل وبتوجيه من وزير الثقافة، ومن ذلك سعيها لتقديم  كافة أشكال الدعم  المادي والمعنوي وتوجيه كوادرها إلى كافة مراكز الإيواء على مستوى سورية، وتقديم كل ما يلزم لإقامة  ورشات العمل المتنوعة في الرسم والأعمال اليدوية وغيرها من النشاطات، وهناك الآن الأندية الصيفية التي بدأت منذ بداية العطلة وهي مستمرة وفيها تنظم الأنشطة المتنوعة في مختلف المجالات. ولفت الإمام إلى أن ذلك يتم من خلال كادر وزارة الثقافة ممثلاً بمديرية ثقافة الطفل، إضافة إلى التعاقد مع أصحاب الخبرة والاختصاص، وهناك أيضاً المتطوعون في هذه النشاطات وهم يقدمون الخدمات للنوادي الصيفية والثقافية. وعن فعالية اليوم قال الإمام: المهرجان نتاج للعمل الذي تم في مراكز الإيواء منذ شهرين ويضم محافظتي   دمشق وريفها وبالتأكيد هناك نتائج جيدة وملموسة على أرض الواقع، وهناك تجاوب واستمرارية بين الطفل والمدرب وهو ما نشاهده من نتاجات الأطفال في المعارض.
المشروع مستمر
بدورها تحدثت مديرة ثقافة الطفل في وزارة الثقافة ملك ياسين عن أهمية النشاط الذي تقوم به وزارة الثقافة بالتعاون مع منظمة اليونيسف ضمن برنامج مهارات الدعم النفسي، مؤكدة أن مشروع الدعم يشمل تسع محافظات وهو في توسع مستمر، مشيرة إلى حرص وزارة الثقافة الدائم على إقامة معارض لنتاج عمل الأطفال، لأهمية هذا من النواحي النفسية ولدوره في تعزيز ثقة الطفل بنفسه ومنحه الجرأة، إضافة لإظهار ما يملكه من موهبة وكل ذلك يظهر عبر الفعاليات، ومستوى التفاعل في الورش المتنوعة من رسم ومسرح ورقص.
إزالة الضغط النفسي
وشدد محمد خليل أحد المدربين في مراكز الإيواء على أهمية الفعاليات المتنوعة التي تقيمها مديرية ثقافة الطفل بهدف تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال مؤكداً، من خلال تجربته الخاصة في التعامل مع أطفال مراكز الإيواء على أهمية النتائج التي تم تحقيقها والتي تجسدت بدمج الأطفال الوافدين مع البيئة الجديدة، وإزالة حواجز الخوف والضغط النفسي.
قضاء وقت ممتع ومفيد
وعبرت إحدى الطفلات المشاركات في ورشة الأعمال اليدوية عن سعادتها بالمشاركة في النشاط الذي يمكنها من إبراز موهبتها، وقضاء وقت الفراغ خلال العطلة الصيفية بأشياء ممتعة ومفيدة إضافة لتعرفها على أطفال جدد من مناطق مختلفة.
جلال نديم صالح