لوحات فنية تعبيراً عن يوم تحرير القنيطرة
احتفلت سورية منذ عدة أيام بالذكرى الخامسة والثلاثين لرفع العلم السوري في سماء مدينة القنيطرة، وفي الأمس كان للفنانين التشكيليين من محافظة القنيطرة احتفال خاص بهذا اليوم العظيم وعلى طريقتهم الخاصة، من خلال تقديم لوحات فنية يجسدون فيها القنيطرة والجولان بلوحاتهم ضمن افتتاح معرض الفن التشكيلي في مركز الثقافي العربي “فيق” في مساكن برزة. يشارك في المعرض قرابة 24 فناناً من محافظة القنيطرة، ينتمون إلى مدارس مختلفة من الفن التشكيلي، حيث تنوعت الأعمال الفنية ما بين الواقعي والتجريدي.
و26 حزيران يوم سعيد للجميع، يسترجع جميع الفنانين ذكرياتهم في هذه المدينة الجميلة وقد كان لـ “البعث” هذه الوقفة مع الفنانين المشاركين فيعبر ابن القنيطرة الفنان نعيم شلش عن هذه المناسبة قائلاً: يعتبر يوم 26 حزيران مناسبة غالية على قلوب الجميع خاصة أبناء محافظة القنيطرة، لقد عشنا النكبة والانتصار وعودة القنيطرة، وكنا في كل سنة نقيم الاحتفالات في هذه المناسبة، ونحن كفنانين تشكيليين نقيم المعارض الفنية في المركز الثقافي في مساكن برزة أو في مدينة البعث وأحياناً في القنيطرة نفسها رغم كل التهديدات. وفي هذه السنة، ورغم الأزمة الراهنة، أتينا بعد انقطاع دام عامين لنعاود نشاطنا ونذكّر الناس بهذا اليوم من خلال هذا المعرض للفن التشكيلي.
وعن مشاركته تحدث شلش: بالنسبة لمشاركتي المتواضعة أنا لا أعمل لمناسبة معينة، ولكنني أعمل بأسلوبي المتمثل بالوجوه الشعبية والعمالية والبيئة الفقيرة فأنا منحاز لهؤلاء الناس، ولما أحببت أن أغير رأيت نفسي أعود بعفويتي لأعبر عن نفس صلابة الوجوه والحزن والمأساة، كن بنفس الوقت تعبر عن حالة ثبات وصمود.
وأعرب الفنان جمال بوستان عن مدى سعادته في المشاركة بهذا المعرض الخاص بيوم تحرير القنيطرة فتحدث: أتشرف أني أحد المشاركين في هذا المعرض لفناني القنيطرة، في هذه المناسبة العزيزة علينا “26 حزيران” ذكرى تحرير القنيطرة، وأنا شخصياً شاركت بعملين بسيطين إلى حد ما ضمن اتجاهي الحروفي.
وعن رأيه بالمعرض ومستوى المشاركة تحدث بوستان: المعرض بشكل عام يضم لوحات جميلة، ومستوى فنياً راقياً بالإضافة إلى وجود أسماء جديدة، مما يشجع الحركة الفنية التشكيلية التي ما تزال بصمتها موجودة على الاستمرار، وأتمنى تقديم الرعاية أكثر للفنانين وخاصة فرع القنيطرة.
وكان للفنان فيصل دياب مشاركة نحتية حيث قدم بورتريه من المعدن، ووجه من التاريخ فيقول: هذه المشاركة تعني لي الكثير، وهي دليل أننا في هذه الظروف الراهنة قادرين على فعل الكثير، وأننا مواكبين للحركة الفنية، وفي هذا اليوم “يوم تحرير القنيطرة” الذي له حساسية خاصة نتمنى أن يكون التحرير لكامل الأرض السورية.
ويتابع دياب: المعرض حدث تقليدي في هذه المناسبة، يشارك فيه أغلب فناني محافظة القنيطرة، لكنه يبقى عمل شاق كونه معرض جماعي يستلزم الكثير من التحضير.
وشارك الفنان مالك شاشان بلوحتين عبّر في الأولى عن دمشق القديمة، والثانية لوحة لامرأة تجسد القنيطرة بمرحلتين قبل الاحتلال وما عانته وقتها، وبعد الاحتلال وهي دليل على خصوبة الأرض.
وعلى هامش المعرض تحدث رئيس مكتب المنظمات الشعبية والنقابات المهنية في فرع القنيطرة خلدون أبو شقير عن أهمية يوم تحرير القنيطرة قائلاً:
تأتي إقامة معرض فني تشكيلي من قبل اتحاد الفنانين التشكيليين لمحافظة القنيطرة في ذكرى التحرير ورفع العلم السوري، صورة للقنيطرة التي كانت شاهدة على همجية الاحتلال الصهيوني الذي تعمد قهر الشجر والبشر وهدم الكنائس والمساجد والمنازل، واستمر في المذابح وانتهاك للقوانين والأعراف الدولية، وبالتأكيد جيشنا الباسل وشعبنا الصامد الذي سطر أروع ملاحم البطولة في حرب تشرين التحريرية مصمم اليوم على دحر الإرهابيين وبفضل صموده نحن على درب الانتصار، ومن هنا، من هذه القاعة التي تضم الكثير من اللوحات نرفع رايات الحب والتقدير لأهلنا في الجولان العربي السوري المتشبثين بأرضهم وهويتهم العربية.
جمان بركات