ثقافة

التعليم مع التوعية .. تعليم صحيح

أذكر أن معلمنا وأنا في المرحلة الابتدائية كان يوجهنا دائماً إلى زيارة المكتبة الظاهرية بدمشق والقراءة فيها والمعرفة من كل من حولنا لنسمع ونفهم ونعرف، كل ذلك إضافة إلى العلم الذي يعلمنا إياه في المدرسة. إذن فقد كان معلمنا الأول ومخلصنا وصادقنا والذي لا ننسى فضله ما حيينا، بل ويبقى فضله معنا إلى الآخرة، حيث نُعامل كعارفين ومتعلمين وملتزمين ومسؤولين! أقول كان معلمنا الأول أيام زمان، يدعو، وبشكل واضح، وإضافة إلى التعليم. كان يدعو إلى التوعية!.
ونسأل الآن: ماذا ينفع التعليم دون توعية؟! دون هذا الاطلاع العام والذي من الممكن، ومن مكتبة المدرسة التي يوجب القانون أن تكون في كل مدرسة مكتبة، وما أحلى هذا القانون في حياتنا وحياة كل الشعوب، ولدرجة، دعوني أتحرر هنا من الرسميات، فأقول عن هذا القانون الحلو، أنه وإذا جاز لي، ملك جمال القوانين في هذا العالم!.
إذن.. إننا حين ندعو إلى التعليم يجب أن ندعو ومن خلاله، ومن حوله، وفي أوقات الفراغ واللعب والتسلية، وعن طريق التعليم بالتسلية، وكما هو واضح عند الأطفال في رياض الأطفال (تعلم عن طريق اللعب) وكل ما نرجوه ألا ننسى هذا التعبير: التعلم بالتسلية.. (التسلية المدروسة) و(الموافق عليها) من قبل الكبار وبخاصة الأب والمعلم والأم والمعلمة.
ولا أريد أن أبالغ هنا، لكن صدقوني إن التعليم دون التوعية يشبه إلى حد كبير مجرد تعلم المهنة!. وآسف لهذا المثال الذي ضربني قبل أن أضربه، فالتعليم وعي عام أيضاً وهو يفتح كل الأبواب نحو التوعية وفي كل مكان وزمان!. لكن صدقوني: إن المتعلم دون توعية لا يمكن أن يعرف مثل المتعلم مع التوعية، ذلك لأن التوعية عامة!. وأضرب مثلاً آخر هنا. وأخاف أن يضربني هذه المرة أيضاً، أن الشاب ابن السابعة عشرة من عمره، والذي استطاع أن يتعلم مع التوعية العامة لهو يعرف كل ما يحدث في هذا العالم عموماً، ولديه كل التفسيرات الصحيحة لكل ما يحدث، خاصة وأن التوعية تشمل الاطلاع الدائم والمستمر على الصحف والمجلات والكتب ومن الإذاعات ومحطات التلفزيون، والأجهزة الرقمية أيضاً بعضها أو كلها!.
فهل يستطيع أحد أن ينكر أو حتى يستغرب أن شاباً في السابعة عشرة من عمره يعرف كل هذه المعارف ليس بسبب العلم والتعلم وحسب وإنما وتحديداً بسبب كل هذه التوعية التي اطلع عليها وصار عنده هذا الكم الهائل من المعلومات، وفي كل مكان وزمان في هذا العالم!. والأمر ليس هكذا وحسب، إنما المهم هنا هو معرفة الأسباب لكل ما حدث ويحدث وفي كل زمان ومكان وبدقة أكثر معرفة كل الأسباب والمسببات لكل ما حدث ويحدث في هذا العالم!.
والأمر هنا لا يخيف أحداً ويجب على كل الأطراف المعنية، محلية كانت أو إقليمية أو عالمية، عرقية أو دينية أو طائفية أو مذهبية أو حزبية ألا تخشى من هذه التوعية على الإطلاق، لأن الوعي دائماً صحيح!. والوعي الصحيح وبشكل دائم، دائماً محايد: ويحترم كل حقوق وآراء ومعتقدات الجميع!. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن التوعية العامة للجميع، وخاصة لكل أبنائنا، ومع التعليم وفي كل زمان ومكان، إنما هي الطريق الصحيح لتحرير الإنسان وتحرير التعليم أيضاً والتربية المنزلية، وتربية الشارع من طحالب الأفكار الجماعية، وجعل ذلك التعليم والتوعية لصالح الحقيقة والشعب والوطن وكل شعوب العالم أيضاً ودائماً وباستمرار!.