مع اقتراب إنجاز ملحمته “الشآم” خالد أبو خالد:”الشآم” قصيدتي التي لن يكتبها غيري
بيَّن الشاعر خالد أبو خالد على هامش الأمسية التي شارك فيها مؤخراً في مركز ثقافي أبو رمانة والتي غنى فيها شعراً للسيدة الكنعانية أنه يعترض على كل الأسئلة التي تشكك بأهمية الشعر ودوره في وقتنا الحالي، مؤكداً أن الشعر في ظل الغزو الكبير الذي تتعرض له سورية له دوره الكبير كما الثقافة بشكل عام، وهو كالأدب والفنون لا يمكن أن تغادر أماكنها في أي وقت مهما كان صعباً، مذكِّراً بأن صلاح الدين الأيوبي حينما قاد معركة حطين وانتصر قال : “لقد انتصرتُ بقلم القاضي الفاضل” وبالتالي لا قتال ولا انتصار دون شعر أو أدب. وعن علاقة الشاعر بالجمهور ومدى رضاه عن هذا الجمهور رأى أبو خالد أن علاقة الشاعر بالجمهور هي علاقة عضوية، والجمهور بطبيعته يسمع أكثر مما يقرأ، والدليل الحضور الكبير له في المهرجانات الشعرية، مبيناً أن الجمهور بشكل عام غير ثابت وهو يتغير ويتبدل كالنهر، ولكنَّ الشعر هو الذي يبقى لأن كل الأزمنة أزمنته، وهو يزدهر عندما تكون التربة خصبة، أما وظيفة الشعر اليوم فبرأي أبو خالد هي في أن يسهم في تشكيل رافعة ثقافية للواقع الذي نعيشه وهو واقع المقاومة، مؤكداً رغم المشككين أنه نجح على أرض الواقع بهذه المهمة، وإن كانت الأمور تتفاوت دوماً حسب الإمكانيات وما هو متاح وممكن لأن الشاعر ينجز وفق ما هو موجود.
ويؤمن أبو خالد أن مسؤولية الشاعر كبيرة، وهو يوثق الحقيقة، وقد كان وما زال ضمير الأمة، يستوعب الماضي والحاضر والمستقبل، وهو قادر على التأثير بمقدار ما يتأثر الواقع بما يقوله، وهو غير قادر على الانسحاب من نفسه ودوره وسيبقى موجوداً كوجود الفصول في حياتنا. ولأنه كذلك يرفض أبو خالد مقولة أن أصدق الشعر أكذبه، ليقول: أصدق الشعر أصدَقَهُ، وهو يساهم في كثير من الأحيان في رفع سوية الوعي، والشعراء برأيه تحملوا هذه المسؤولية عبر التاريخ، واليوم بشكل خاص، مشيراً إلى أن الشاعر لا يستطيع لوحده أن يكون بديلاً لكل حوامل الواقع العربي، حيث لا بد وأن تتحمل الجهات الأخرى مسؤوليته.
ويختم أبو خالد تصريحه داعياً الأدباء إلى تحمّل مسؤوليتهم اتجاه المجتمع، مستثنياً أولئك الذين انزاحوا إلى الخندق الآخر، منوهاً إلى أنه رغم ما تمر به سورية إلا أنه متفائل من أن الغزو سيذهب وستبقى سورية، وأن تفاؤله ينبع من أنه قرأ التاريخ جيداً، والتاريخ برأيه لن يعود إلى الوراء وإن كان يتقدم بطريقة غير مستقيمة، كما يبشر أبو خالد قراءه وجمهوره أنه بصدد الانتهاء من كتاب يضم قصيدة واحدة يمجد الشام من خلالها،والتي تبدأ من الضفة الغربية لقناة سويس مروراً بسيناء وفلسطين والأردن ولبنان.
أمينة عباس