“فريق البحرية الثمانية خلف خطوط العدو” في الأوبرا الصراع النووي الأمريكي– الإيراني
فيلم “فريق البحرية الثمانية خلف خطوط العدو” الذي عرض ضمن أفلام المهرجان في الأوبرا الأكثر تأثيراً على الساحة الثقافية العالمية،كونه قائماً على مصطلح التسييس الثقافي المنعكس على المشهد السينمائي بغية ترسيخ اتجاهات معيّنة تتعلق بالصراع النووي بين الولايات المتحدة وإيران،من خلال قصة إلغاء صفقة تسليم شحنة كبيرة من اليورانيوم –المادة الأساسية لتصنيع المتفجرات- من أحد مناجم الكونغو في أفريقيا إلى عميل مجهول الهوية،نكتشف أثناء مجريات الفيلم أن العميل يعمل لصالح إيران كمحاولة واضحة من السينما الأمريكية لتمرير رسالة تظهر الخطر الإيراني على العالم من وجهة نظر الولايات المتحدة الأمريكية لتأجيج الصراع الدائر،وفي الوقت ذاته تومئ إلى التخلّف والفقر المدقع في أفريقيا المستهدفة كمكان للنزاعات.
جاء الفيلم بتوقيع المخرج رويل رين وتأليف بريندان كولز ورويل رين وتمثيل توم سيزمور وأنتوني أوسيمي، وقد اعتمد المخرج على إثارة لعبة المداهمة، لكن من نوع آخر اتخذت سمة المداهمات البحرية والنهرية، وكما أطلق على أعضاء المجموعة في الفيلم “مغاوير البحرية” تتوازى هذه المداهمات المخيفة في نهر الكونغو وشلالاته مع أسطورة البطل الخارق التي يعتمدها المخرج في القسم الثاني في مشاهد مطاردة البطل ريكس، لتبقى الصورة البصرية هي البطل الأساسي في الفيلم تترجم الحوارات وتأخذ دور السارد الروائي لتتابع الفصول ومجريات الأحداث.
الوصول إلى الكهف
يبدأ الفيلم مباشرة بتنفيذ الفريق للعملية المكلّف بها من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لإنقاذ المخبرة زوي من جنود الترسانة الأفريقية وإبطال صفقة تهريب اليورانيوم لنكتشف أن فرقة المشاة البحرية تتعرض لمؤامرة كبيرة.
بعد سلسلة مداهمات في أدغال وصحراء أفريقيا وفي منازل غرائبية الشكل تشبه الأكواخ تتمكن الفرقة من تحرير المخبرة “زوي”التي تعرف موعد التسليم ومكانه بعد 36 ساعة، لتنتقل المشاهد إلى الكهوف الجبلية وطرقها الوعرة وإلى المنجم الذي يحتوي على الأورانيوم وفي الوقت ذاته هو المكان السري للعميل الذي لانعرفه لتنكشف هويته فيما بعد، وإثر المداهمات يموت ستة من أعضاء الفرقة بأساليب مفجعة بين التفجير وردم الصخور والوقوع بالمستنقعات بتعمّد واضح من المخرج، الذي يعمل على نقل صورة حقيقية عن أماكن تجمع المجموعات الإرهابية وتمرّسها بالقتل لتعزيز رسالة الفيلم، وفي الوقت ذاته تمرّ الكاميرا على قتل مجموعة كبيرة من سكان القرى الأفريقية الأبرياء بغية تحقيق الهدف بتسليم الصفقة .ويدخل المخرج بقصة حبّ بين ريكس أحد عناصر المجموعة وزوي التي تقنعه بأنها تعمل لصالحهم ، ويحاول المخرج من خلال المشاهد العاطفية إقناع المشاهد بأوتار الحبّ التي تجمعهما، ليكون لها دور بخطوط المؤامرة.
مطاردة إرهابية
في القسم الثاني من الفيلم وفي مشهد الكهف داخل المنجم يفاجأ المشاهد بحقيقة المؤامرة المروّعة حينما تختفي زوي وتردم الصخورعلى الناجين من المجموعة ريكس وجيك لمحاولة قتلهما، فيواجه جيك ريكس بالحقيقة بأن زوي استخدمت المجموعة لقتل عناصر الترسانة الحامية والوصول إلى المنجم لتأمين الأوضاع لتنفيذ عملية التسليم، ويتذكر ريكس سؤال زوي “هل تعرف اللغة الفارسية”التي بدت في المشهد جملة غريبة عن السياق، لتتضح أبعادها في المشهد الذي يحتجز فيه جيك ويقيّد ويتعرّض للتعذيب من قبل زوي فتكشف له هوية العميل المجهول “مالين” بإجابتها عن سؤاله “لماذا تعذبينني؟ فتقول له ستعرف في إيران”.
يتمكن ريكس من الهرب بمساعدة الطائرة المروحية المرسلة من قبل الاستخبارات المركزية الأمريكية التي لم يكن لها وجود يذكر في الفيلم بسبب انقطاع الاتصال، ليدخل المخرج بلعبة المطاردة الإفرادية ويحوّل ريكس إلى أسطورة البطل الخارق، لاسيما في مشاهد السوق القديم حينما تقول زوي:”اقتلوه يا أصدقائي” والكلام وجّهته زوي للسكان الأفارقة الذين يتجمعون بطرق همجية يحملون السكاكين والعصا لقتل ريكس، لإكمال رسالة الفيلم بأن الولايات المتحدة الأمريكية تساعد الشعوب الضعيفة والفقيرة ولديها نزعات إنسانية وتقف في وجه الإرهاب، وفي هذا القسم من الفيلم تتغير الصورة البصرية لتدخل بمشهد طويل للمطاردة الإفرادية، والأمر اللافت أن المخرج يستخدم كل الأدوات والأساليب التي يستخدمها الإرهابيون مثل تفجير السيارات ورمي القنابل وظهور القناصين على الأسطحة. يتمكن ريكس من النجاة لأنه يرتدي بزة مضادة للرصاص والإشعاع، ويصل إلى مكان التسليم في الكهف وبمساعدة جيك رغم قيوده يرمي البندقية له ويقتل مالين ويلغي صفقة التسليم ليعود إلى زوي التي تحاول قتله بضربه بزجاجة السوائل المتفجرة، وفي لحظة مفجعة يطلق ريكس الرصاص فيحرق وجه زوي وتفقأ عينها فتطلب منه المساعدة فيرميها بالرصاص ويقتلها.
حفنة من الدولارات
في المشهد الأخير نرى ريكس وجيك يمضيان إجازة بالقرب من نهر الكونغو ويشيّدان خيمة خشبية صغيرة لنرى الطفل الأفريقي يلعب برزم نقدية من الدولارات لإنهاء رسالة الفيلم بالمساعدات الإنسانية المادية التي تقدمها الولايات المتحدة. أشبع الفيلم بأجواء الإرهاب التي تعكس صورة واقعية عن الإرهاب المنتشر في دول العالم والذي نتصدى له في سورية.
ملده شويكاني