تشرين.. معانٍ عظيمة بين صفحات الأدب
تشرين عندما نكتبك نستشعر المجد إذ تعالى عزه وأضحى تشرين أنشودة الخصب الدائم، أنشودة العز المكتوب بين أدبيات السطور وأدبيات التاريخ الجميل.. تشرين يا وجه الفخار، يا قصائد الزمن الفاصلة بين زمن الانهزام وزمن الإتيان بالقوة ومعادلة التفوق على الذات، التفوق على الشعور بالانكسار.
تشرين كم نشتاق إلى حضورك البهي، إلى إشراقة شمسك، إلى قصائد تغنت بك وكُتبت من أجلك.. ماذا نكتبُ في لجة الوقت المتزن إبداعياً، في لجة الكتابة وفحوى العزّ المؤتلق وطنياً.. تشرين يا معانٍ عظيمة البقاء، يا سمو الحدث البطولي المكتوب في روايات الإشراق.. تشرين أنت كما حاجيات مجدٍ عزه متصل إلى سدرة المجد العظيم، تشرين أنت كتبت لنا أدب الحياة، أدب صفحاته منيرة ما زالت تنبض بحروفٍ وضاءة المعاني، وضاءة البيارق ودساتير المجد الغاضب، تشرين يا عز المحابر التي كتبت وما زالت تكتب، يا صرخة الزمن الممجد بقصائد وجهها القمري الذي لا يغيب عنا أبداً، يا صرخة الوقت المضاء بزهر الشموس، زهر الأمنيات الباقيات كأنها الانتصار، تشرين أنت ذاك الموعدُ الصادق الصدوق، تشرين يا وقت الصلاة و بوح الحلا فوق شاهقات القمم، أتسألُ عنا؟! عن يراع الأقلام كيف وصف حالك المقمر في لجة الانتصار؟! أتسألُ كل محبرة ما كتبت عن تشرين، عن قصائد الشرف العظيم وأحرف المداد الكتابي، أتسألُ عن لجة الوقت المتسع انتصاراً، المتسع بهاءً.
أتكتب يا زمن عن أدبيات الضوء الممجد، عن خوذة كل جندي، عن أكاليل الغار زرعتها أزمنة الحرب وما زلنا نقتطف من شجيرات المجد. أتكتبُ يا زمن روائع فخرٍ كان تشرين بدايته وليس سدرة منتهاه، كان تراتيل الصبح إذ أصبح به العز القائم بكل أركانه ودساتيره المشتاقة لأزمنة البطولة، دساتيره الموجودة بين حدي السيف والقلم، بين حدي التاريخ البطولي وذلك الوجه التشريني المشرق دائماً. آهٍ كم نشتاق لك في هذه الأزمة العاصفة بنا؟! كم نشتاق إلى وجودك بين جنبات الأيام الذي نعيش، كم نشعر بنشوة الفخر عندما نقرأ سطورك، وتفاصيل الأدب المكتوب بلغة تشرين، لغة الانتصار المنهمر أوزاناً وقافيات من الانتماء لحدث يستحق التبجيل، والوقوف على شاهقات الذكرى والتذكر، شاهقات العيد إن حبا إلى واحات الانتصار المقدس.
تشرين كم نحتاج مجيئك إلى حيث نحن، إلى الزمن المحترق بنا حيثُ تمثل لنا الماء والترياق، تمثل مجدليات الفخار ونحن أحوج ما نكون لهذه المجدليات، تشرين يا خير ما أنبتت الأيام على سفوح التاريخ، يا خير الوقت الحتمي والضوء المنبعث من عمق التاريخ، عمق البحر حيث المد البطولي الذي يتسع ويتسع، والأدب بكل صنوفه وأشكاله، بحره يتسع لما حصل وبما هو حاصل الآن، يتسع بخيوط الشمس التي نُسجت في تشرين وما زالت إلى الآن، تشرين يا ترنيمة الجيش العظيم الذي يسطر في كل يوم تشرين جديد سيذكره التاريخ، تشرين كنت وما زلت كما إصحاح كل شيء جميل ونبيل، يعتقه الزمن ويجعله أقرب شيء إلى القدسية، والشيء الفعلي القادر على الانصهار مع أي حدث آني، وبالتالي يمكن أن يمنحه شيئاً من عطره الباقي جمالاً وروعة. تشرين أنت شلال الضوء المسكوب في أفق الزمن، أفق الاستنارة بنهج البطولة، وقصيدة ستبقى في سجل التاريخ، سجل يستحق الذكر والامتثال بعظمته الخالدة.
منال محمد يوسف