ثقافة

“أصواتنا” فيلم وثائقي وحكايات أمل لذوي الاحتياجات الخاصة

لأن أصواتهم كانت ومازالت تعلمنا معنى الأمل، ورغم الوجع لم يتوقفوا عن الإبداع الذي تجلى عندهم بأسمى حالاتهم،وكان لا بد من تسميتهم ذوي الاحتياجات الخارقة كبديل عن تسمية ذوي الاحتياجات الخاصة. وفي مبادرة “أصواتنا” التي أقامتها مجموعة أم الشهيد ونسور سورية التطوعي أمس في مكتبة الأسد الوطنية  وتحت رعاية وزيرة الشؤون الاجتماعية السيدة ريمة القادري تم عرض فيلم وثائقي للمخرج المهند كلثوم يوثق لروايات مليئة بالأمل لذوي الاحتياجات الخاصة، وقد أوضحت القادري أن الفيلم هو عبارة عن قصص نجاح لأشخاص لديهم ظروف واحتياجات خاصة ترجموها لقصة أمل وتحد ونجاح، مشيرةَ إلى أن الفيلم يضيء على نقطة هامة يواجهها الشخص الذي يعاني احتياج خاص، فمشكلته الحقيقة لا تكمن باحتياجه بحد ذاته بقدر ما تكمن في نظرة المجتمع إليه، لافتة أن ما نريده هو تعزيز توعية المجتمع وتقديم الدعم والتفهم بعيداً عن التعاطف، لنستطيع مساعدة  وتحفيز ذوي الاحتياجات لإخراج طاقاتهم الكامنة.

وفيما يخص تعديل قانون الاحتياجات الخاصة نوهت القادري إلى أنه تتم دراسة هذا الموضوع حالياً خصوصاً في ظل الواقع المرير الذي أفرز إعاقات هي خارج التصنيف الوطني،ونحن نتغلب على هذا التحدي بإجراءات عملية لتخدم كل من لديه احتياج ولنقدم له المساعدة ونعمل على ذلك ابتداءً من العنوان بأن نركز على  الشيء الايجابي ونستبدل كلمة “معاق” بكلمة أخرى، فلكل شخص قدرات معنية.
ويوثق “أصواتنا” للمخرج المهند كلثوم حكايات إنسانية  لبعض ذوي الاحتياجات الخاصة،ويتكلم عن همومهم وأحزانهم وأحلامهم ويرسم لنا سماءً مفعمة بالصبر والأمل،وأوضح المهند كلثوم أن الفيلم هو فسحة للأمل برؤية سينمائية وثائقية،لافتاً إلى أن البالونات في المشاهد كانت بوح سينمائي وتعبير عن الحلم الذي نكتسبه ونخسره في آن واحد، وهذا نوع من فلسفة السينما، وفيما يخص تجربته الشخصية مع أبطال فيلمه تحدث كلثوم:هذه ليست  تجربتي الأولى مع ذوي الاحتياجات الخاصة،لكنها المرة الأولى التي أوثق حكاياتهم بعدسة الكاميرا،وقد أحببت صوتهم وأردت أن يسمع السوريون جميعاُ صوتهم ويتخذونهم قدوة، فبرغم ما يعانونه هم باقون وصامدون ولم يغادروا وطنهم رغم أن  أبواب السفر مفتوحة  لهم بداعي العلاج،ونوه الكلثوم إلى أن ما أدهشه هو حبهم للتعلم وعبر عن إعجابه ببطولاتهم وإرادتهم.
وفي كلمة المنظمين التي ألقتها مديرة مجموعة”أم الشهيد ” جانسيت قازان أشارت إلى أن وجودنا اليوم هو أكبر دليل على ثقافة الحياة التي حاولوا أن يسرقوها منا  بكل أشكال الإرهاب،لكننا باقون ورغم المرارة نبتسم، لأن الابتسامة هي نوع من  المقاومة، وسنعلم أولادنا ثقافة الحياة، لأن سورية هي روح وقلب ووطن،  ونوهت قازان إلى أن الشباب المتواجدون اليوم هم ليسوا ذوي احتياجات خاصة بل ذوي احتياجات خارقة ولدى كل منهم رسالة  يسعى لإيصالها لأهله وللمجتمع وللعالم بأسره،ونحن اليوم نقوم بتكريمهم  كنوع من رد الجميل.
وفي كلمة ذوي الاحتياجات الخاصة أوضحت رانيا مجاهد أننا نرفع صوت وجع السوريين الذين امتحنهم الله بإعاقة ما،ونرفع صوتنا بوجه الإرهاب الذي نشر صوراً للإعاقة بشكل أكبر في مجتمعنا،ولفتت مجاهد إلى أن لكل منا دور يقوم به  ونحن مجموعة صغيرة هنا لكننا نمثل آلاف من أمثالنا ونقول للجميع أن الإعاقة بالعقل وليست بالجسد.
وفي نهاية المبادرة تم تكريم الأصوات المشاركة في الفيلم “أيهاب خليفة،عبد الحميد مهنا،رانيا مجاهد،سهام حسن،حنان رحيم،نعمة محمد علي،وسيم حلواني،وأكرم الحسين” من قبل وزيرة الشؤون الاجتماعية ووزير الإعلام السيد عمران الزعبي  والسيدة شهيرة فلوح مديرة مدارس ذوي الشهداء والفنان الكبير دريد لحام بالإضافة إلى منظمي الحفل.
لوردا فوزي