ثقافة

“مدونة وطن” في لقائها الحواري.. شعارنا: الإنسان كنز الإعلام ومحور الخبر

“eSyria” هي بوابة إلكترونية تدوينية تتبنى نموذج الإعلام التدويني الإنساني، متخصصة بتدوين وتوثيق أهم التفاصيل الإنسانية للمجتمع المحلي السوري وتبتعد في محتواها عما يتداوله الإعلام التقليدي، حيث يركز محتواها على النشاطات والفعاليات والأماكن والرياضة والأعمال والفلكلور الجمعي وغيرها من الإنجازات والأنشطة الإنسانية، التي يكون محورها الإنسان السوري في الداخل أو الخارج متبنية شعار: الإنسان كنز الحياة، كنز الإعلام، وعن ذلك وأكثر كان اللقاء الحواري الذي تم أول أمس في ثقافي أبو رمانة، والذي بدأ بفليم تلفزيوني تم عرضه على شاشة الفضائية السورية والذي تم فيه توصيف المدونة، وبدأ اللقاء بحديث مديرة تحرير مدونة وطن الإعلامية أروى الشمالي، والتي أوضحت أنه من ذهنية التدوين وجدت “eSyria” التي تقوم بتدوين تفاصيل الحياة السورية بدءاً من الإنسان الذي هو محور كل مادة إعلامية، ولأن الإنسان السوري مبدع وخلاّق أردنا ألا يكون الخبر العاجل هو الخبر السلبي فقط، بل أن يركز على الأشياء الإيجابية، ونحن نحاول نقل ذهنية“eSyria”إلى الرأي العام وهدفنا ليس فقط عرض ما نقوم به، بل أن تكونوا شركاء في إنجازنا.
تقنية حديثة
ولفتت الشمالي إلى العلاقة بين الوسائط والمحتوى في الإعلام الجديد فالوسائط هي نواقل للمواد الإعلامية سواء الإذاعة أو التلفزيون أو الانترنت أو الأقراص الليزرية وحتى الموبايل الذي أتاح إمكانيات كبيرة لنقل المعلومات، والتقنية الحديثة اليوم وضعت الإعلام في مضمار التفاعلية وخانة الآنية نتيجة لدمج الخصائص الإعلانية فلكل وسيط خصوصيته والمواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي دمجت جميع هذه الخصائص، وأشارت الشمالي إلى أن ميزات الوسائط ظهرت حسب المحتوى والمتلقي والاهتمامات والعمر والمهنة والنوع الاجتماعي، مركزةً على المحتوى الذي يختلف حسب الوسيط، فأول وسيلة إعلامية كانت النقش على الحجر والرسوم، ثم النص والشعر ثم الصور البيانية والحمام الزاجل والمنادي الذي أصبح المحتوى معه خطابياً، فالمحتوى بدأ مع بداية الخلق ويقال إن أول صحيفة ظهرت في عهد حمورابي.
النص الإلكتروني
ثم نوهت الشمالي إلى أن “eSyria” تعمل ضمن نظرية مملكة النحل، فأي جملة لا تخدم العنوان لا حاجة لها، والعناوين الفرعية يجب أن ترتبط بالعنوان الرئيسي، وذكرت الشمالي خصائص النص الالكتروني وهي المحتوى الأساسي، الكتابة الموثقة والتحليل، أسلوب الكتابة غير السردي، الصور الصحفية، المصادر الأصلية، توفير المواد المرجعية، الوصلات، مشاركة القراء، النقاش، وسائط التواصل الالكتروني، أما خصائص النص المختزل فأن يجيب على أسئلة الخبر الأربعة، وأن يبدأ ببطل الخبر ووجود إنتاج لهذا الإنسان وقيمة تنتمي للحظة، وفيما يخص تجربة “eSyria”نوهت الشمالي إلى أن لكل إنسان سوري مكاناً في مدونة وطن عبر نماذجها المتعددة مثل أخبار الناس، مع الناس، خبر وحكاية، وهو اختزال مواد عن الناس تقدم عبر الهاتف الجوال في رسالة موبايل واحدة تقدم بالتعاون مع شركات الاتصال حيث وصل عدد المشتركين إلى 65ألف مشترك.
صانع قرار
من جانبه ذكر رئيس تحرير مدونة وطن حسين إبراهيم أن نموذج “eSyria”هو نموذج إعلاني يتكلم عن الأمور الجميلة في سورية وسترون أن أي مكون سوري قد كتبت عنه المدونة، وفيما يخص العلاقة بين المتلقي والإعلام نوه إبراهيم إلى أنه في البداية كان الإعلام حاجة مؤسساتية، وكان هناك خضوع من المتلقي ونوع من التلقين، ومع تعددية الوسائط والمصادر امتلك المتلقي إمكانية الاختيار وأصبح مشاركاً، وفيما يتعلق بنظرية الدائرة المغلقة أوضح إبراهيم أن عناصر العملية الإعلامية التي تبدأ بالصحفي وتنتهي بالمتلقي أصبح فيها المتلقي صحفياً ومنتجاً للمادة التي يتلقاها، كذلك أصبح الصحفي متلقياً وبذلك أصبحت الدائرة مغلقة، كما  تكلم إبراهيم عن فلسفة التدوين بـ“eSyria”والتي تم تحويلها إلى مفكرة تدوين الكترونية، لافتاً إلى أن الفرق بين التدوين والتوثيق أننا بالتدوين نتكلم عن الطقوس من خلال الإنسان، فمن يتحدث عن المادة الصحفية هم أصحاب العلاقة، ولذلك ستكون المصداقية عالية مشيراً إلى أن مرجعية الإعلام التدويني هو الواقع المتمثل بالصوت والصورة والفيديو وأصحاب العلاقة أنفسهم، مع التركيز على الأشياء غير المألوفة، وبذلك أصبح المتلقي مولداً للمعلومات وصانعاً لمعرفة وقرار وموقف.
ولفت إبراهيم إلى أننا اليوم في مرحلة دمج الوسائط الإعلامية مع وسائط الاتصال ودمج المكونات الإعلامية في الوسيط الواحد، ودمج الشرائح والأفراد في مجموعات إعلامية وشبكات تواصل وولادة شبكات واقعية من شبكات افتراضية، كما أن ظهور الانترنت أسقط منظومة المؤسسات التي تطلب الاحتراف كشرط للعمل، وتغلبت معايير الهواة على معايير الاحتراف ما أعطى الإعلام الشبكي جواز مرور. وختم حديثه بالقول بأن كل شخص في عصر الانترنت أصبح ناشراً.

وجهة نظر أكاديمية
وفي تعقيب أكاديمي أوضح الدكتور منذر علي الأحمد، أن الإعلام الجديد  ليس فقط من ناحية الشكل والأدوات بل من ناحية الأسلوب، وكل هذه التقنيات تنتج عبر الكومبيوتر الذي أصبح وسيلة جديدة يجب التعاطي معها،لافتاً إلى أن الإعلام الجيد هو إعلام مكلف ويحتاج إلى تقنيات عالية، لافتاً إلى أن إعلام“eSyria” يهتم بالأشكال الإنسانية ويتعاطى بطريقة جديدة ويمتاز بقدرة الوصول إلى المتلقي ووجود نشاطات تمكنه من تغطية أنحاء سورية، وكثيرون ممن نعرفهم لهم مكان في مدونة وطن وهي تمتلك مواد خاصة بها ضمن سياق أكاديمي علمي يمكنها من تطوير نقاط ضعفها والاستفادة من نقاط قوتها، مؤكداً أن الدور الذي تقوم به هو التأسيس لنموذج إعلامي أكاديمي يكون القدوة لنماذج إعلامية أخرى ونقل المعلومات من مكانها إلى مجتمع معرفي، لخدمة المجتمع وتطوير فن الاختزال وتعميم التجربة على بلدان أخرى.
لوردا فوزي