ثقافة

فيروز.. وأنت بكل الخير

تمام علي بركات
مفاجأة من العيار الجميل، هي ربما الألطف والأرق منذ أمد، فلقد أفرحت قلوب الملايين من الناس في مشارق الأرض ومغاربها على اختلاف ميولهم وأهوائهم وانتماءاتهم بأنواعها، ليس بدءاً بالكروية منها وليس انتهاء بالسياسية، ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي – لسان صدق هذا العصر- تشهد على ما نقول! عندما أطلت السيدة العزيزة فيروز ـ لتعايد جمهورها على امتداد العالم، بالعام الجديد وتغلق عينيها على ابتسامة أنهت بعذوبتها آلام العام الذي راح، وافتتحت ربما بتفاؤل وقائع وأحوال العام القادم.
السيدة وعلى عادتها النادرة حين تطل وهي الساكنة البيوت والصدور، فتهيم القلوب وتسر الأفئدة وتجبر الخواطر المكسورة، غنت ترنيمة عيد وهي تطوف بين الشموع، أجواء الميلاد ورأس السنة حضرت في الفيديو المصور الذي حققته ابنتها “ريما الرحباني”  لتجيء معايدة فيروز من وجهة نظر بنت تتناوق على أمها التي كانت تغني في تلك اللحظة: “كل ما التلج غطى الدني كل ما ما رجع كانون، خلصت سنة وطلت سنة ما نعرف كيف بتكون”.
كلام بسيط كما تلاحظون وعادي،يقوله أي كان، وهذا سر إبداع “فيروز” أو ربما هذا سر خلودها، أن صوتها يحيل العاديات من القول والأمور إلى نيازك وشهب.         كعادتها أيضا السيدة، لم تتندر، لم تهذر، ولم تسرف، لتجيء معايدتها كمعايدة صديق لأصدقائه الأحبة جميعا بنفس الحصص من المودة والرقة، وهي تدرك جيدا –كما أدركت سابقا- أن خير الكلام ما قل ودلّ، فكيف إذا كان هذا الـ ما قل ودلّ من فيروز، وعبر صوتها الذي نُظمت له القصائد وعُلقت على نسماته آمال العشاق والمحبين والأوطان والخير.
أيضا عندما ضحكت كما العذوبة، قالت ضحكتها أن الكروم تنتظر خلف هذه الغيوم وأن الخير كان يقف على موقف دارينا ثم جدّ سيره حتى وصل كفرحالا وهاهو من على جسر اللوزية قادم صوب جارة الوادي، قبل أن يدلف صوب -شآم أهلوك أحبابي وموعدنا.
فيروز وأنت بخير يا سيدة الخير والفرح.