ثقافة

تجسيداً لفكرة ربط الجامعة بالمجتمع معرض فني تشكيلي بالتعاون بين جامعة دمشق وجامعة الشام الخاصة..

سعياً منها لربط الجامعة بالمجتمع وتلبية حاجاته، وجعل الفن متاحاً في كل مكان أقيم بالتعاون بين جامعة دمشق وجامعة الشام الخاصة معرض منتخبات من أعمال التصوير والنحت والحفر المطبوع لأساتذة كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق في مقر جامعة الشام الخاصة، والذي يخصص نسبة من ريعه لأسر الشهداء، المعرض الذي تم بمبادرة من جامعة الشام لاقى قبولاً وتجاوباً من أساتذة كلية الفنون ولعل الفترة القصيرة بين الإعلان عن المعرض وإقامته لم تمنح المشاركين فيه وقتاً كافياً لتقديم عدد أكبر من الأعمال، لكن هذا لم يمنعهم من المشاركة بالأعمال قيد الإنجاز أو المنجزة سابقاً.
التجربة الأولى
وقد أوضح عميد كلية الفنون الجميلة والمشارك في المعرض د. محمود شاهين أن الفكرة جاءت من جامعة الشام رغبة منها بالتعاون مع الكلية من خلال معرض يشارك فيه الأساتذة والطلاب، وبعد إطلاعنا على المكان ارتأينا أن  تقتصر تجربة التعاون الأولى فيما بيننا على مشاركة الأساتذة الراغبين مبدئياً، كما وتم اختيار الأعمال بشكل يتلاءم مع المكان، مضيفاً: يمثل هذا المعرض نوعاً من العلاقة الاجتماعية والاحتكاك فيما بيننا، خاصة وأن جامعة الشام تسعى لإنشاء كلية فنون، بالإضافة لكونها بيئة مناسبة ليتعرف طالب جامعة الشام على المنتج الفني ويحتك به وتتطور ذائقته الفنية، مشيراً إلى أن المعرض نجح بكل المقاييس، حتى أننا نسعى لإقامة ملتقى في الفترة القريبة، فالجامعة تمتلك فسحة رائعة ومناسبة للملتقى وهي مرفق معماري تستدعي العمل الفني، ومساحتها الجغرافية حاضن ممتاز له سواء المجسمات أو اللوحات الجدارية، عدا عن كون هكذا نشاطات تساعد في التعرف على العمل الفني من خلال منتجه، لافتاً إلى أن نسبة من ريع المعرض سيعود إلى أسر الشهداء، فالعمل الفني ينتج ثقافة وجمال وبناء للمجتمع، ود. شاهين مشارك بثلاثة أعمال نحتية يعالج من خلالها موضوعاً رئيسياً وأساسياً هو المرأة، حيث يلغي التفاصيل والثرثرة التشكيلية ويركز على منطقة حوض المرأة ويربطه بالأرض وفكرة الخصوبة، لأن الأرض والمرأة صنوان وهما رمز الحياة والعطاء، ولأن المرأة كما يقول شاهين هي أولى المواضيع التي تناولها النحات وتضاريسها مناسبة جداً للحجم، كذلك البروز والاستدارات ولغة النحت وهي مجموعة رموز وقيم، وموضوع جمالي ودلالي.
بناء الإنسان
وأشار د. سائد سلوم المشارك بعملين فنيين يعكسان طبيعة الحالة وفيهما من غرائبية الواقع الكثير، إلى أن معظم الأعمال المشاركة تعكس اتجاهات متعددة من الفن وتعكس الواقع وعلاقة الفنان به وبمجريات الحياة، فالفن الذي لا ينتمي إلى عصره ليس هو الفن المنشود وبه يتحدى الفنان القيم والعلاقات الحياتية والبنى، منوهاً إلى أن الفنانين المشاركين رأوا أن تعتمد الأعمال المقدمة على كيفية إعادة بناء الإنسان والتوجه للحق والخير، وللجميل والقبيح، فبعض الفنانين يظهرون الأعمال الفنية بالشكل القبيح من اجل الإشارة إلى خلل ما أو استشراف مستقبل وطرح حلول، وهنا تكمن جمالية هذه الأعمال الفنية بهذا الاتجاه. ورأى سلوم أن الظروف تؤثر على العلاقات الإنسانية بطريقة أخطر من تأثيرها على البناء والحجر، والفنان يتجه إلى العلاقات الإنسانية الروحية لأن الفن يقوم إلى إعادة بناء الإنسان الذي هو المحور وهناك تفاعل بين الفنانين والأعمال الفنية والواقع، لافتاً أنه على الرغم من الفترة القصيرة بادر الجميع للمشاركة، ولو كان هناك فترة أطول لشارك عدد أكثر رغبة منا بدعم الشهداء، إذ يجب أن نتوقف عند الضرر الروحي في العلاقات الإنسانية.
خدمة المجتمع
وبعض أساتذة الجامعة جاءتهم الدعوة أثناء إنجازهم لأحد أعمالهم الفنية، كالدكتور فؤاد طوبال الذي كان مستغرقاً بعمل نحتي فآثر المشاركة فيه في المعرض الذي ضم أعمالاً متنوعة، ولاقى تجاوباً كبيراً رغم الفترة القصيرة ورغم توقيته في فترة الامتحانات، مشيراً إلى أن الأعمال النحتية تحتاج إلى وقت أكثر وجهد أكبر وهي أقل تواجداً في البلد، منوهاً إلى أن هذه المبادرة جاءت في إطار ربط الجامعة بالمجتمع وخدمته من خلال أنشطة ومعارض، لافتاً إلى حدوث تعاون بين الكلية وكليات أخرى سابقاً والتعاون مع جامعة الشام كان مناسباً بسبب مكانها القريب والمناسب وملاءمتها لشروط العرض، مبدياً سعادته لأن الناس بدأت تتفهم الفن وتطالب به، كما أن مؤسسات الدولة تدرك دور الكلية والفنان والخريج وتتجاوب ضمن الإمكانيات وضمن الرسالة الثقافية المطلوبة.
جانب إنساني
من جانبه أشار الدكتور محمد ميرا المشارك بعملين عبارة عن تماثيل معدنية من الحديد والفولاذ، إذ يمثل عمله الأول أمير البحر والآخر رأس مفكر وعن مشاركته تحدث: لقد لبنيا دعوة جامعة الشام لسببين: الأول وطني والثاني علمي، خاصة أن جامعة الشام تناظر الجامعات الوطنية ونحن مطلوب منا باستمرار رعاية الجانب الإنساني والاجتماعي لذوي الشهداء، وهذا المعرض جاء لفتة جميلة للاهتمام بهم، منوهاً أن العمل الفني في وقتنا الحالي ينشط الناحية النفسية للفرد ويعطيه عزماً ودفعاً كبديل عن القتل والخراب المحيط بنا، فالفن يمثل راحة نفسية للمتلقي واستراحة له من تعب الحياة ولهاثها.
لوردا فوزي