في لقائه الفعاليات الثقافية في اللاذقية .. وزيـر الثقــافة: تحــويل انتصـــارات الجيش
إلى مفردات ثقافية راسخة في ذاكرة الأجيال أكد وزير الثقافة الأستاذ عصام خليل أن تحويل لحظة النصر الراهنة إلى زمن وطني حيوي مستمر في الذاكرة والوجدان، يشّكل الأمانة المناط تجسيدها بما يجعل من الكوادر الثقافية رديفاً حيوياً لجيشنا المقدس الباسل في المعركة التي يخوضها دفاعاً عن الوطن.
وأوضح وزير الثقافة خلال لقائه أمس الكوادر الثقافية في اللاذقية بحضور الرفيق الدكتور محمد شريتح أمين فرع الحزب في اللاذقية ومحافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم، أن الوصول بالفعل الثقافي إلى حالة نوعية في اللحظة الراهنة تحتّم انتهاج الأداء المؤسس على توجّهين، أولهما إداري، وثانيهما وهو الأهم يستند إلى الارتقاء النوعي بالمجتمع ككل في الفعل الثقافي، لأن الزمن كله لحظة عابرة مالم يتم الإمساك به وتثبيته ومالم ينتج الدروس للأجيال القادمة. وقال الوزير خليل: واجبنا أن نحوّل الحدث الراهن من زمن عابر إلى فعل مستقر من خلال قدرتنا على تشجيع الأدباء والكتّاب والمثقّفين والفنانين على التعبير الوجداني العميق عن هذه الانتصارات والإنجازات والآلام والمحن التي تعيشها سورية بتحويلها إلى مفردات ثقافية قادرة على الاستمرار في الحياة.
وبيّن الوزير أن تحقيق استمرارية المنتج الثقافي بهذه الصورة يتطلب جهداً نوعياً على مستوى الأداء والفكر والوعي، فالثقافة أولاً وأخيراً هاجس ومالم تكن كذلك لايمكن أن تنتج مفاعيلها، داعياً إلى إنتاج أنماط معرفية جديدة.
وركّز الوزير خليل على أولويّة استقطاب المبدعين والمفكرين وضرورة أن تكون المراكز الثقافية بيتاً دافئاً حميمياً يستقطب الفعل الثقافي الذي يجب أن يرسّخ الحالة الوطنية، كما شدّد على إيلاء الأطفال جلّ الاهتمام في مجمل النشاط الثقافي، لأن الأطفال يمثلون الأمل الواعد القادم وهم الرهان ويجب أن تكون دائرة الطفل الأكفأ والأفضل، لننتج جيلاً فاعلاً ومتوازناً فعندما نقدّم نصاً للأطفال ينبغي أن يؤدي إلى تحريك الأسئلة لديهم بعيداً عن الوصفات الجاهزة. وبيّن الوزير في هذا السياق أن جزءاً أساسياً من الحرب التي شنّت على سورية تمثّل في حرب شاشات عبر الحرب الإعلامية التي كانت تمرر بذكاء القصف الإعلامي وعدم قدرة المتلقي على الفرز وكل ذلك بفعل التأثير البصري.
وحول دور المراكز الثقافية، أوضح خليل أن المراكز الثقافية تحوّلت إلى أماكن لأنشطة رسمية من اجتماعات ولقاءات ودون ذلك لا تشهد نشاطاً نوعياً ملحوظاً، موضحاً أنه رغم ذلك مطلوب منّا أن نستثمر حتى الاجتماعات في تكوين رابطة أو استقطاب أصدقاء للمراكز الثقافية لأن المؤسسات الحزبية والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية رديف أساسي للمراكز الثقافية، وأكد أن تنشيط الفعل الثقافي مهمّة الكوادر الإدارية المشرفة على المراكز الثقافية ويتوجب عليها بذل أقصى الطاقات للنهوض بها. وكشف الوزير أن الخطط التي وضعها البعض هذا العام اتكأت على حالة وظيفية روتينية بحتة وأحيانا تمّ استنساخ خطط من العام الماضي متوعداً أن هذه الخطط المستنسخة لن تمر وستتم المحاسبة لاحقاً مبيّناً أن المطلوب مبادرات أكثر فاعلية ترتكز على الحالة البيئية المحيطة.
وأكد الوزير خليل أن خطابنا الثقافي العلماني نريده أن يكون مستقطباً للمجتمع وأن يكون جزءاً من الفعالية الإنسانية، فهذه اللحظة المثقلة بالشحوب الغرائزي عن مفهوم العروبة لايمكن أن تكون مقبولة على المستوى الأخلاقي والذهني لأن المستهدف في هذا السياق كله هو مفهوم العروبة ولايجوز بأي شكل من الأشكال أن نتجاوز عروبتنا لأنها محسومة فالانتماء لايتغير والذي يتغير هو وعي الانتماء وهنا يكمن دورنا في استقطاب الكتّاب والأدباء للاشتغال على هذه القضية.
وفي معرض إجاباته على مداخلات واستفسارات المعنيين بالعمل الثقافي أوضح الوزير خليل أن تأهيل المراكز الثقافية من الأولويات التي تعمل عليها الوزارة ويتم التركيز على المستلزمات الضرورية للإقلاع بتنفيذ الخطط وهناك مسعى مع وزارة المالية لرفع أجور المدرسين في معاهد الثقافة الشعبية والفنون التطبيقية والتشكيلية وتكريس ذهنية وروحية العمل التطوعي في المجال الثقافي لأن المبادرة ضرورية جداً. ودعا الوزير إلى تفعيل دور معاوني المدراء في المتابعة والإشراف وفي كل الأعمال لاستثمار جميع الطاقات والقدرات وضرورة إقامة دورات تدريبية للعاملين في المراكز الثقافية.
وكان وزير الثقافة استهل زيارته إلى المحافظة بلقاءين في فرع اللاذقية للحزب والمحافظة، حيث بحث مع الرفيقين أمين الفرع والمحافظ عدداً من القضايا التي تسهم في النهوض بالواقع الثقافي وتأمين مقومات تفعيل وتعميق دوره في المجتمع، كما زار الوزير قلعة صلاح الدين الأيوبي في الحفة واطلع على الأضرار التي لحقت بها جرّاء تخريب العصابات الإرهابية التكفيرية المسلحة، واستوضح من مدير عام الآثار والمتاحف الدكتور مأمون عبد الكريم عن الخطة التي وضعتها المديرية لإعادة ترميم وتأهيل الأضرار بهدف إعادة إحياء هذا الموقع التاريخي الأثري الهام واستمع من مدير آثار اللاذقية المهندس إبراهيم خيربك إلى البرنامج الموضوع للانطلاق بعملية التأهيل، ووجّه الوزير ببذل كل الجهود ووضع كل الإمكانات التي تعيد لهذه القلعة الحضارية ألقها التاريخي الثقافي الحضاري، كما تفقّ]د المركز الثقافي العربي في الحفة واطلع على أعمال تأهيله وخطة عمله الثقافية، وشدّد على تفعيل برنامج النشاط الثقافي وإعادة الدور المجتمعي للمركز. شاركت في فعاليات الوزير أيضاً الرفيقة رئيسة مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الحزبي الفرعي المهندسة أميمة سعيد والمديرون العامون لمؤسسات الوزارة ومديرياتها المركزية والمحلية.
اللاذقية – مروان حويجة