تحية إلى سيدة الياسمين من “نساء من وطني”

أرادت جمعية سورية المدنيّة أن تحتفي بالمرأة السورية في اليوم العالمي للمرأة بإقامة أمسية موسيقية بمشاركة المغنية همسة منيف مع فرقة التخت الشرقي، وقد حيّت منيف سيدة الياسمين السيدة أسماء الأسد التي كانت أنموذجاً لصمود المرأة السورية في زمن الحرب، المرأة التي احتملت المخاطر وواجهت الإرهاب فساندت الجيش العربي السوري، وتابعت دورها الحياتي والوظيفي، عملت وتعمل للدفاع عن سورية وإعمارها عبر موقعها.
تميّزت الأمسية بطغيان صوت همسة منيف على الموسيقا، وكان الحضور الأكبر لنغمات أوتار القانون كصولو ارتجالات، وفي مواضع شكل ثنائية حوارية مع صوت المغنية منيف.
الأمر اللافت أن فرقة تخت شرقي فرقة نسائية تتألف من عدة عازفات وقد حققت حضورها على مستوى الوطن العربي لخصوصيتها واهتمامها بالظهور بأزياء من التراث، لكن في أمسية “نساء من وطني” تشاركت العزف مع عازف الكمان والتشيللو والإيقاع إيماناً منها في اليوم العالمي للمرأة بأن المجتمع يُبنى بالتكامل بين الرجل والمرأة.
سنوات الشقاء
وأكدت السيدة ربى ميرزا نائب رئيس الجمعية بأن سورية ستبقى عامرة بمدنيتها ومجتمعها، وبأن لدينا ما يكفي لبنيانها فكراً وثقافة وعلماً، وأن لقاء”نساء من وطني” مناسبة لإظهار الصورة الحقيقية للمجتمع السوري عامةً وللمرأة السورية خاصةً التي عاشت الأزمة بكل تفاصيلها واحتملت سنوات الشقاء، فقالت: أنا مواطنة مجتمعي هو هدفي وسأحميه بالحق والقانون. وكما ذكرت ميرزا فإن هذا اللقاء الفني توّج عمل ثلاث ورشات عملت على مدار ثلاثة أيام وفق محور المرأة والسياسة، والمرأة والتعليم والمرأة والقانون، وقد توصلت كل مجموعة إلى مشروع يطبق على أرض الواقع.

تجنيد الكفاءات
وقالت د.سلوى عبد الله إن الجمعية تُعنى برفع مستوى التوعية العامة لإنشاء مجتمع مدني حقيقي وتجنيد جميع الكفاءات بغض النظر عن المناصب والأماكن ودرجة التعليم،وخلال الأزمة عملت عبْر حضورها في المراكز الثقافية وفي التجمعات المدنية ومراكز الإيواء،واليوم تحتفل الجمعية بالمرأة لدورها ببناء المجتمع وصمود المجتمع السوري، وتابعت بأن المرأة السورية رائدة وتأخذ دورها في الحياة السياسية والإدارية، وأن الجمعية تعمل من خلال ورشاتها على تقديم اقتراحات لتعديل قانون الأحوال الشخصية والاهتمام بالتعليم ونشر الثقافة والبحث عن الكفاءات من السيدات العاملات وربات البيوت.

صوت منيف يعلو
تألفت فرقة التخت الشرقي من تسعة عازفين (عازف وعازفة) كمان وفيولا وتشيللو وقانون وناي وكونترباص وإيقاع،وقدمت همسة منيف عدة ألوان غنائية جمعت بين الأغنيات الوطنية والتراثية والطربية، ويعد اللون الطربي الأقرب إلى صوت منيف(الميثرو سوبرانو درامتيك) المتسم بكتلة عريضة،وهو الصوت الوسط ليس الحاد وليس العريض، صوت متوسط بين السوبرانو والآلتوز،وفي بعض المواضع اتخذ سمة السوبرانو الدرامي وهو الصوت الذي يفرض حضوره ضمن الأوركسترا.
بدأت منيف بوصلة فيروزيات تتغنى بدمشق، وأغنية لوديع الصافي وأخرى لـ زكي ناصيف، واللافت أن صوت منيف طغى على الأداء الموسيقي، وقد استطاعت أن توظف تدرج طبقات صوتها ومساحته الواسعة وعلو ارتفاعه بأدائها اللون الطربي لأغنيات أسمهان،وتألقت نغمات أوتار القانون للعازفة ديمة موازيني حتى إنها في مواضع شكّلت ثنائية حوارية بينهما، وقد تفوقت بهذه الوصلة الغنائية على وصلة التراث الحلبي الذي يتطلب أيضاً مساحة واسعة لاسيما في تكرار مفردات معينة مثل “أمان –أمان”.

تقاسيم ارتجالية
تخللت الأمسية وصلة موسيقية آلية منها ذكريات للقصبجي ووصلة تراث.وكان حضور القانون كصولو هو الأكبر والأجمل لاسيما أنه أثار تفاعل الجمهور مع التقاسيم الارتجالية التي برعت بها موازيني، التي بينّت أن صولو تقاسيم موسيقية يكون على المقام الذي يغني عليه المغني،فالصولو وسيلة لإبراز إمكانيات العازف ورؤيته الفنية للسلم الموسيقي، ويجب أن يكون مكثفاً فخلال دقيقتين يتطلب من العازف أن يظهر جمالية المقام وخصوصية الآلة.
حضر الأمسية وزير الثقافة عصام خليل ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ريمة القادري وعدد من المهتمين.
ملده شويكاني