ثقافة

في مهرجان “سورية ملحمة الانتصار”.. القصيدة تتغنى بالجلاء

كلمات بلون الانتصار صاغها الشعراء احتفاء ً بعيد الجلاء، وليؤكدوا من خلالها أن النصر القريب آت. هي رسالة الصمود والتحدي والإيمان بالجلاء الأكبر عندما يتحرر آخر شبر من أرض الوطن تلك المعاني تجسدت بوضوح عبر مهرجان “سورية ملحمة الانتصار” الذي نظمه فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بالتعاون مع الإدارة السياسية في ثقافي أبو رمانة.

الجلاء للمرة الثالثة

بداية تحدثت الإعلامية  إلهام سلطان  المسؤولة عن تنظيم المهرجان عن أهميته بقولها: هو احتفاء بأعياد الوطن في آذار ونيسان ومنها عيد الجلاء الذي نعيشه اليوم، وصولاً إلى عيد الشهداء، وبهذه المناسبة قمنا بإعداد فيلم وثائقي حاولنا من خلاله اختصار ما تتعرض له سورية خلال الحرب التي استهدفت أرضها وشعبها وثقافتها، سورية التي كُتب نصرها بما قدمته من تضحيات، وبما بذل شهداؤها من دماء في سبيل عزتها وكرامتها. ورأت سلطان أن سورية عبر تاريخها لم تعرف الهزيمة أو الانكسار، وبالرغم من كل ما مرت به من أزمات وحروب عبر التاريخ، إلا أنها خرجت ونهضت من جديد لتكتب أبجدية السلام، وهي تعيش الجلاء للمرة الثالثة فقد عاشته سابقاً بطرد المستعمرين العثماني والفرنسي واليوم تكتبه بانتصارها على  الفكر الوهابي الظلامي.

ترسيخ المشروعين القومي والوطني

وتوقف أمين الشعبة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي تيسير بدور عند معاني الجلاء الذي صاغه شهداؤنا بدمائهم، وأبطال جيشنا وشعبنا وقيادتنا بجراحهم وكفاحهم، ليثبتوا أن الشعب السوري الأبي المجبول على الكرامة والإباء لا يعرف المستحيل، ولتبقى سورية شامخة كريمة. وأضاف بدور: اليوم نخوض ملحمة جديدة لتحرير سورية من التكفيريين الذين أرادوا تدنيس أرضها وتدمير مقدراتها، لكن شرورهم تحطمت على صخرة صمود جيشنا وشعبنا وقيادتنا الحكيمة، وفي العودة إلى التاريخ رأى بدور أن حزب البعث العربي الاشتراكي مذ تسلمه زمام السلطة عمل على بناء الدولة الذي ترسّخ نتيجة مشروعيه الوطني والقومي وما قدمه للأمة، خصوصاً بعد الحركة التصحيحية بقيادة الرئيس المؤسس حافظ الأسد الذي ثبت المؤسسات وأهمها مؤسسة الجيش العربي السوري التي قدمت في الماضي والحاضر أروع الأمثلة في الصمود والتضحية والانتماء.

تحرير التراب السوري

واعتبر العميد الركن محسن الشيخ ياسين من الإدارة السياسية أن الشعب الذي يعشق الفن والحضارة يعشق المحبة والتسامح ويصنع الانتصارات، وهذا هو حال الشعب السوري الذي أبدع في بناء  تدمر وإيبلا وبصرى، وكان دوماً جديراً بالحياة وأرضه عصية على الغزاة، لأنه يعشق ثقافة البناء والتواصل، ويتناقل عبر أجياله ميراث الصمود والمقاومة، وأحفاده يخوضون معركة مستمرة منذ عام 1946 حتى الآن لتحقيق الجلاء الأكبر، فالبوصلة تتجه اليوم شمالاً وجنوباً باتجاه لواء اسكندرون والجولان، لأن الجلاء الأكبر لن يتحقق إلا بتحرير آخر ذرة تراب من أرض الوطن.
من الشعراء الذين أغنوا المهرجان بقصائدهم التي تنوعت ما بين الشعر الفصيح والمحكي الشعراء: فارس دعدوش- أحمد حسيب أسعد- ماهر محمد- قصي ميهوب-   طوني حجل، وغالبية القصائد كانت تعبّر عن المناسبة، كما تغنوا ببطولات الجيش العربي السوري وتمجيد الشهداء والثقة بالنصر القريب.
أيضاً تخلل المهرجان عرض فيلم وثائقي بعنوان “وانتصرنا” اعداد إلهام سلطان وإخراج هيام إبراهيم ومونتاج أحمد إبراهيم والتعليق للإعلامي جمال الجيش.
حاول الفيلم بدقائقه القليلة أن يقف عند العديد من المحطات المهمة التي عاشتها سورية بدءاً بوصف وضع سورية وما كانت تعيش فيه من أمن وسلام وازدهار، إلى أن جاءت الحرب الإرهابية التي استهدفت أرضها وشعبها وثقافتها مع التأكيد على حتمية انتصار هذه البلد كما فعلت سابقاً عندما حققت الجلاء بفضل صمود جيشها وشعبها وقيادتها.

جلال نديم صالح