ثقافة

70عاماً على تأسيس كلية الآداب لا خوف على بلد تُنبت العلم وتحمي العلماء

لم يكن اختيار مدرج شفيق جبري في كلية الآداب والعلوم الإنسانية مكاناً لإطلاق فعاليات أيام الآداب الثقافية اعتباطياً، بل جاء عن وعي وتقدير من جامعة دمشق وكلية الآداب لقيمة العميد الأول للكلية التي نحتفي اليوم بذكرى مرور 70عاماً على تأسيسها، هذه السنوات التي زادت ذلك الصرح الحضاري بهاء وإصراراً على أداء رسالته الوطنية والأخلاقية والإنسانية في البناء، وإعداد الكوادر، وقبل ذلك غرس الوعي في نفوس الجيل الشاب.

إقصاء ثقافتنا وحضارتنا
تحدث رئيس جامعة دمشق د. محمد حسان الكردي عن إصرار الجامعة على الاستمرار في أداء رسالتها السامية تجاه المجتمع، وهي تسير بخطى حثيثة نحو الأمام. وأشاد الكردي بالتطور الكبير الذي تشهده كلية الآداب منذ تأسيسها حيث  خرّجت قامات كبيرة على مستوى سورية والوطن العربي، لذلك لابد من الاحتفال بذكرى تأسيسها نظراً للدور الكبير الذي قامت وتقوم به في بناء العقول وإيقاظ الوعي. وتتضمن الفعالية عدداً من المحاضرات و معارض عن المهن اليدوية التي نحاول إحياءها، بما يقدم الفائدة للطلاب عموماً، ولطلاب ماجستير التراث الشعبي خصوصاً. واعتبر الكردي أن الحرب التي تشن على بلدنا تهدف إلى إقصاء ثقافتنا وحضارتنا وقيمنا، المرتكزة على ثقافة المحبة والتعايش وغرس مفاهيم القتل والفكر الظلامي التي لاتمثلنا ولاننتمي لها.

دمشق مدينة مبدعة
وأكد عميد كلية الآداب د. خالد الحلبوني على المكانة الحضارية التي احتلتها دمشق  كمركز للانتماء ومنبع للعطاء ومنطلق الوطنية، ففي هذه المدينة  نمت غرسة كلية الآداب لتكون صرحاً حضارياً، وقمة من قمم البحث العلمي من حيث الرسالة الإنسانية التي تتبناها الكلية، والتي بفضلها حققت مشهداً فاعلاً في الأدب والحياة الثقافية. وتابع الحلبوني: نحن في إطار الجهود المشتركة بيننا وبين جامعة دمشق وتحت شعار ربط الجامعة بالمجتمع تم في العام الماضي تأسيس ماجستير التراث الشعبي، وبرنامج هذا التخصص يتضمن جانباً عملياً، ويمكن للطلاب مشاهدة هذه الحرف التقليدية في المعرض الذي يرافق الأيام الثقافية للاحتفال بتأسيس الكلية، والتي لها علاقة بتراث وتاريخ دمشق، وعلى الطلاب التعامل مع مقرراته بصورة أمثل، ويشكل الأسبوع الثقافي بمجمله رسالة دعم لمدينة دمشق، المرشحة لتكون مدينة مبدعة لدى منظمة اليونسكو.

مرحلة جديدة من العافية والتقدم
بدوره أثنى أمين فرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي د. جمال المحمود على معرض الصناعات والحرف اليدوية، الذي يضم الكثير من الحرف المميزة على مساحة سورية، وهذا برأيه دليل قطعي على أن دمشق تنتمي إلى المدن المبدعة في العالم، وتنظيم هذه الفعاليات تأكيد على أن الحياة في سورية مستمرة، وأننا متجهون نحو مرحلة جديدة من العافية والتقدم على كافة الصعد.
وبالنيابة عن الباحث والموثق شمس الدين العجلاني الذي لم يتمكن من الحضور قرأ د. إسماعيل مروة بحثاً تضمن الحديث عن تاريخ جامعة دمشق منذ التأسيس مروراً بأهم مراحل تاريخها من حيث حجم استيعابها للطلاب وعدد أقسامها، وصولاً إلى واقعها اليوم كإحدى أهم الجامعات على مستوى العربي، والتي كان لها الفضل في تخريج نخبة من الأدباء والمفكرين والسياسيين على المستويين المحلي والعربي.  كما توقف مروة عند دور جامعة دمشق في الحركة النضالية وحضورها في أبرز الأحداث السياسية والوطنية، ورافق البحث عرض لصور نادرة توثق أبرز المحطات في تاريخ الجامعة. واختتم اليوم الأول من الفعالية بمختارات شعرية لطلاب من كلية الآداب.
جلال نديم صالح