“أبو خليل القباني” ولادة من رحم الأزمة
بدأت فكرة تشكيل فرقة “أبو خليل القباني” مطلع العام 2012 حيث كانت مدينة حمص كغيرها من المناطق السورية تعاني أبشع أنواع الإرهاب، وكانت هناك صعوبات كثيرة عانينا منها، فالمسرح كان غائباً بشكل عام في تلك الفترة، وفي حمص كان موقع المركز الثقافي في منطقة يصعب الوصول إليه، لكن إصرارنا كان قوياً على أن تكون الكلمة سلاحنا من خلال أبي الفنون، وفضح ما يجري من إرهاب، وكانت باكورة أعمالنا بعنوان “النقيض” الذي قُدم بالتعاون مع حملة عشاق سورية، والعمل من تأليف وإخراج نزار جنيدي، وحقق حضوراً جماهيرياً وإعلامياً، حيث كسر حاجز الصمت فنياً لعدم وجود عروض تتحدث عن الأزمة، والصعوبة الأكبر كانت بإيجاد مكان التدريب، حيث كنا نتدرب في ملجأ يحتوي معونات وتم تفريغ مساحة منه لنا، لكننا تجاوزنا الصعوبات والحمد لله.
أما عملنا الثاني فكان بعنوان “الجراد والفساد” شبهنا الإرهابيون بالجراد الذي كان يحصد الأخضر واليابس، وأشرنا في العمل إلى التضليل الإعلامي والمجازر التي كانت ترتكب بحق الشعب السوري، كما تناولنا حالات الفساد التي كان لها دور سلبي في الأزمة، والعمل من تأليفي وتشاركت إخراجه مع الفنان واصف حمدان. أما العمل الثالث فكان موجهاً للأطفال بعنوان “سبونج بوب في بلاد العجائب” قُدم بالتعاون مع منظمة اليونيسيف بمناسبة يوم الطفل العالمي، سعياً منا لرسم البسمة على وجوه أطفالنا ومحاولة إبعادهم عن المآسي التي يعيشها وطننا، والعمل من تأليفي وإخراجي بالتعاون مع ندى محفوض. أما العمل الرابع فكان مميزاً حسب رأي أهل الاختصاص، وحقق حضوراً جماهيريا لدرجة أن الناس جلسوا على الأرض، غير الواقفين، العمل يتحدث عن مدينة سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي وحوّلها إلى إمارة ويتم من خلالها تسليط الضوء على الأعمال الإجرامية التي يقوم بها التنظيم بحق السكان المحليين من حرمان التعليم والاغتصاب وغيرها من الممارسات الإرهابية، ضمن قالب كوميدي ساخر، والعمل من تأليفي ومشاركة إخراج مع واصف حمدان.
كما يتم التحضير حاليا لعملين الأول بعنوان (طب–يا—عربي) والثاني مونودراما بعنوان (وطن بالوكالة) نحضر آيضاً التحضير لفيلم قصير يتحدث عن حالة إنسانية في زمن الحرب.
نزار جنيدي