وفد كتاب فلسطين في سورية أبو شاور: الوقوف إلى جانب سورية شرف لكل مثقف عربي
رغم جراحها النازفة لم تنس أشقاءها يوماً، هي دمشق التي يقف الزمان على أبوابها وتزهو الحضارة بين جنباتها، كانت دوماً مع فلسطين في قضيتها العادلة، ووقفت إلى جانب مثقفيها الأوفياء، الذين جاؤوا اليوم إلى دمشق ليقفوا معها ويردوا الدَين بوضع لبنة في إطار التعاون الثقافي بين الجانبين. من هنا كانت اتفاقية التعاون الثقافي المشترك بين اتحاد الكتاب العرب بدمشق والاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين، والتي تهدف إلى توطيد العلاقات الثقافية وتوحيد الرؤية والجهود. وبهذه المناسبة أكد رئيس اتحاد الكتاب العرب بدمشق د. نضال الصالح أن فلسطين كانت على الدوام ظهير حقيقي لسورية، وأن المثقف الفلسطيني جدار كبير لمد يد العون وتعزيز موقف المثقف السوري. وتوجه الصالح بالتحية للوفد الفلسطيني الذي يعبّر عن المثقف الحقيقي في زمن مثخن بالثقافة والزيف وبالهويات المفارقة للهويات الوطنية والقومية، مؤكداً أن من يدّعون الانتماء للثقافة الفلسطينية بمواقفهم وتصريحاتهم البعيدة عن هم القضية لن يكون لهم موطئ قدم في الثقافة العربية.
الثقافة الحقيقية موحدة
بدوره تحدث الشاعر مراد السوداني الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب الفلسطينيين عن دور الثقافة الحقيقية كموحد، مشيراً إلى دور المثقفين الفلسطينيين الذي كتبوا مواقفهم بدمائهم منذ بداية الثورة الفلسطينية، وكتّاب اليوم هم الوارثون لتلك المواقف الوطنية. ولفت السوداني إلى الدور الكبير لسورية في خدمة الثورة الفلسطينية التي وجدت في الشام مساحة واسعة وبيئة لتكون وتنطلق، لكن ذلك لم يرق لمن اعتادوا التستر بالظلام، فتم استئجار بعض الأصوات لحرف البوصلة عن فلسطين، وخُطط لربيع أسود كانت نتائجه استباحة البلدان العربية ليكون حصاده موتاً ودماراً، وهو في جانب منه استهداف للقضية الفلسطينية التي نسيها الكثيرون. لكن رغم الوجع في جسد فلسطين ودمشق فإنهما تنهضان على ذاكرة ووعي وتاريخ، والمثقفون الذين مازالوا يقبضون على الجمر يؤكدون بمواقفهم هذه الوحدة.
دمشق تعني الكثير
وتحدث الأديب وليد أبو بكر عن مكانة دمشق وأهميتها لدى المثقف الفلسطيني، مؤكداً أن هذه الزيارة لدمشق وتوقيع اتفاقية التعاون الثقافي على أرضها تعني الكثير، لافتاً إلى أن هذه الزيارة ستكسر حاجزاً نفسياً كبيراً لدى الكثيرين ممن كانت مواقفهم مسيئة لسورية، سنراهم يسعون إلى دمشق.
جبهة ثقافية
وأشاد الشاعر خالد أبو خالد أمين سر الاتحاد بدور المثقف الفلسطيني الملتزم الذي يدفع منذ 50 عاماً رأسه ثمناً لكلمته، مقابل بعض من يدّعون الثقافة ويرتبطون بعدونا الخارجي، ويشكلون اختراقاً في واقعنا العربي. ولفت أبو خالد إلى أن سورية تتصدى اليوم لأشرس حملة مركبة من الحرب التي تتعلق بالغزو والاستيطان. ورأى أن كتّاب فلسطين على مفصل تاريخي، واتفاقية اليوم هي بمثابة شرخ في المرآة، ورسالة للفصائل الفلسطينية أن فلسطين أكبر من الجميع، كما تؤسس لجبهة ثقافية تحمي الوطن العربي كله، وتتوضع على قاعدة سورية.
الوقوف مع دمشق
وتحدث الأديب رشاد أبو شاور عن بعض ذكريات طفولته في دمشق، المكان الذي تعلّم فيه أبجدية فلسطين وانتظم من خلاله في الفصائل الفلسطينية، مؤكداً أن الوقوف إلى جانب دمشق شرف لأي مثقف عربي، لأنها تشكل الآن الجدار الأخير للأمة العربية ومعركتها، كما تمثل التنافس بين العروبة وبين الزمن الصهيوني الإمبريالي الأمريكي.
جلال نديم صالح