أدب النصيحة كل عام وآثارنا.. وآثار الإنسانية بخير
أكرم شريم
أذكر فيما أذكر من هذا الحب لأجدادنا وأجداد الإنسانية وما تركوه لنا من هذه الفنون الرائعة، الفنون الإعجازية التي في آثارنا وآثار الإنسانية، وما تحمله مع الفن الرائع والإعجازي من قصص وحكايات في حياتهم إلى الأبدية، ونحن الذين نعرف ونقول، لم يكن عندهم مدارس ولا جامعات ولا معاهد لتعليم وتخريج الرسامين والنحاتين، هؤلاء المبدعون المتفانون في إعجازهم الإبداعي، والذين لا نزال نتساءل ونحن عندنا كل ما عندنا من الاختراعات الحديثة والأجهزة والوسائل في حياتنا بل في كل مجال من مجالات حياتنا، لا نزال نتساءل: كيف نحتوا.. كيف بنوا هذه الأهرام، وكيف أقاموا هذه القلعة؟! ولا أزال أذكر هذه المتعة الآثارية التي تمتعت بها في يوم من الأيام، في تلك النزهة الآثارية أو لنقل الرحلة الآثارية وهي مجرد جلسة في أعلى قلعة حلب، بعد الحصول على الإذن طبعاً، وتناول كأس من الشاي وأنا أتفرج على كل مدينة حلب الشهباء، حلب القلاع الشاهقة في تاريخ الإنسانية والإنسان!.
وآثارك ياتدمر، يا حبيبة، يا أيتها الأيادي الساحرة في كل قطعة صغيرة وكبيرة أتأمل هذا الخلق الإبداعي الإعجازي في زمن لم يكن فيه من الوسائل سوى قطعة الحديد وقطعة الحجر، وسبقتم وسابقتم الإنسانية إلى الأبد المفتوح يا تدمر، يا كل تدمر في كل بلادنا، يا كل بلاد الإنسانية والإنسان!.
كم تأملت وأنا على أدراجك يا قلعة بصرى الشام.. بصرى السورية والعربية والعالمية والإنسانية، وللإنسانية جمعاء!. كم تأملت أدراجك حيث كان أجدادنا يجلسون لكي يستمعوا إلى قرار الحاكم!، وإلى القوانين الجديدة، ويشاركون ويشتركون في كل حوار وقرار!. ونقول لم يكونوا يعرفون، ولم يكونوا قادرين، ولم يكونوا مثلنا اليوم وفي كل ما عندنا من الوسائل والاختراعات، وفي الحقيقة أنهم كانوا يعرفون، وكانوا قادرين، وكان إبداعهم العظيم بل الأعظم والأندر، يجعلهم يخترعون ويمتلكون كل ما يحتاجونه في أعمالهم الإبداعية والإعجازية وباعترافنا جميعاً، بل باعتراف المتخصصين منا في كل هذه العلوم!. يا أجدادنا المبدعين والوطنيين، لقد كنتم الأجمل والأقدر والأكثر إبداعاً وعطاء، وبكل ما نعرف وتعرف البشرية جمعاء كم عانيتم وكنتم تعانون نتيجة نقص الوسائل والقدرات الحديثة التي ننعم بها، ونحن لا نترك لأجيالنا القادمة سوى تاريخ المجازر والحروب، والاعتداءات المباشرة وغير المباشرة، بل والسري والعلني منها، والمغطى بأشكال التعاون والصبر وأعمال التعاون!. يا أجدادنا الطيبين يا بناة آثارنا العظيمة الخالدة في بلادنا وبلاد الآخرين..
وهكذا تكون النصيحة الدائمة والأبدية في هذا الموضوع أن نقول وباختصار شديد لكل من يسرق من آثارنا، ليضعها في أماكنه التي يحتلها ويقول في المستقبل أنها آثارهم وإن هذه الأراضي أراضيهم، نقول لهم: إن قطعة الآثار مثل الهوية الشخصية في هذا العالم!. أينما وجدت أو توجد فهي لنا، لأصحابها، لشعبها وشعوبها، ولن ينفعكم في المستقبل أي إدعاء أو تزوير!. فآثارنا تدل علينا.. نعم إن آثارنا تدل علينا، وعلى ملكيتنا المطلقة والأبدية لها، وكذلك آثار الإنسانية! كل عام وآثارنا وآثار الإنسانية بألف خير! بألف ألف خير!.