شام كردي:الأغنية السورية تسير نحو الهاوية
دفعها حبها للفن لطرق بابه عدة مرات، ورغم جمال صوتها وطلتها لم يفتح لها الباب إلا متأخراً، فغنت للحب والوطن وكذلك لعمالقة الطرب العربي، ومؤخراً أحيت ذكرى الراحلة ربا الجمال في أمسية طربية على مسرح الحمراء، كما حل صوتها ضيفاً في منازلنا عبر شارات المسلسلات السورية، فأخذنا إحساسها إلى مساحات من الفرح والأمل وإلى الشام.. إنها “شام كردي” المطربة الجميلة التي ترفض أن تغني إلا بحب وإتقان وحرفية، ويليق صوتها بأكبر المحافل الموسيقية وأرقاها، وللوقوف على تجربتها الفنية والحياتية التقتها “البعث” وكان الحوار التالي:
< كيف تقدم شام كردي نفسها للجمهور، وإلى أي مدى تتطابق شخصية شام المطربة مع شام الإنسانة؟.
<< باختصار أقول أنا مطربة تهوى الذوق الراقي ذا المعنى، لأكون امتداداً لمطربينا الكبار الذي تربينا على أصواتهم، أما التطابق بين شام المطربة وشام الإنسانة فهما تجتمعان في التعبير عما يختلج في قلب ونفس كل إنسان فينا من حب وألم وعشق ومعانٍ، بما فيها حب الوطن، لذا أستطيع القول أن شام المطربة لا تنفصل إطلاقاً عن شام الإنسانة.
عدم الاهتمام بالمواهب
< تم اكتشاف موهبتك متأخرة، ومع ذلك استطعت تحقيق الحضور على الساحة الفنية من خلال المقومات التي تملكينها من صوت ولون غنائي على صعوبته أجدت فيه. بداية ما السبب في تأخر ظهورك الفني رغم ما تملكين من معطيات؟ هل هي أسباب ذاتية أم حالة تغييب؟.
<< أنا لم أظهر من العدم، لكن سبب تأخر ظهوري الفني يعود لعدم الاهتمام بالمواهب الشابة، والعلاقات والمحسوبيات، وعدم وجود شركات فنية تموّل وتدعم الفنان السوري، بالإضافة إلى شعوري باليأس والاستسلام من الفن ومن القائمين عليه، لذا استطيع القول أن هناك حالة من التغييب مما أسلمني كما قلت لك، لليأس والإحباط، فمحاولاتي لدخول الفن بدأت منذ عام 1998 من خلال برنامج نادي الهواة على أثير إذاعة دمشق، ومن برنامج أحلى صوت في إذاعة صوت الشباب، بعدها سجلت مجموعة أغانيات لصالح دائرة الموسيقا لعدة ملحنين وشعراء سوريين، ولأن طريق الفن صعب جداً كانت علاقتي معه تتراوح بين مد وجزر، فقد ابتعدت عن الفن لأكثر من مرة وأخيراً وبعد يأسي الطويل، قررت الانضمام لفرق جماعية، منها فرقة “تهليلة” التي شاركت معها بعدة أمسيات في دار الأوبرا ومجمع دمر الثقافي، لكن صاحب اليد البيضاء الذي وقف لجانبي وآمن بي هو المايسترو نزيه أسعد حيث قام بترشيحي لأوبريت “بالحب نعمرها” الذي عُرفت من خلاله، وتتالت بعدها الأعمال الوطنية ومن ثم قدمت شارة مسلسل “نساء من هذا الزمن” بالإضافة إلى أمسيات طربية عديدة.
لماذا ربا الجمال
< ليست المرة الأولى التي تكرّمين فيها الراحلة ربا الجمال بأمسية، فقد قدمت في الأوبرا منذ سنة أمسية مشابهة، لماذا ربا الجمال تحديداً علماً أنه لدينا أصوات طربية عديدة تستحق التكريم؟.
<< سبب تكريمي لها هو شعوري أنها أكثر فنانة سورية لم تكرم لا في حياتها ولا مماتها، وأنا بقناعتي هي فنانة استثنائية وكان علينا أن نقدّرها حق قدرها، خاصة أنها كادت تتفوق على “أم كلثوم” لو أنها لاقت الدعم الذي تستحق، والمطربة الجمال من أقوى الأصوات النسائية في العالم العربي، لذلك ألرى أن إحياء ذكراها من خلال تقديم أغنياتها في أمسيات طربية، هو شيء من الواجب والتقدير تجاه فنانة رغم تاريخها الفني القصير إلا أنها تركت بصمة فنية طربية تستحق الوقوف عندها، أما سبب إحياء ذكراها للمرة الثانية فهو لفسح المجال لكل من لم يستطيع حضور الأمسية في دار الأوبرا لحضورها في صالة الحمراء، ومسيرتي في تكريم المطربين السوريين مستمرة، ولن تقف عند ربا الجمال، بل ستستمر وقريباً سأقدم حفلة للراحلة فايزة أحمد في دار الأوبرا، وسأطلق أغنيتي الأولى فيها وهي أيضا طربية لأنني أسعى للحفاظ على رونق الأغنية وخاصة الطربية منها.
شارات المسلسلات
< قدمت شارة مسلسل “نساء من هذا الزمن” ما الإضافة التي يقدمها غناء الشارة للمغني؟.
<< الترويج الإعلامي للفنان من خلال العرض المستمر للشارة الدرامية في البداية والنهاية تعرف بالفنان، خاصة أن المسلسلات السورية تحل ضيفاً على كل المنازل السورية والعربية على حد سواء.
< وكيف تنظرين للأغنية السورية الآن؟.
<< الأغنية السورية للأسف تسير نحو الهاوية، خاصة في خضم هذه الفقاعات الغنائية التي تدعمها معظم المحطات دون التفكير بمغزى الأغنية أو لحنها أو حتى في تصويرها كفيديو كليب، وللأسف أصبح من الشائع أن الأغنية السورية هي فقط الشعبية مع احترامي لكل من غنى اللون الشعبي، حيث هناك ألوان وأنواع من الغناء كثيرة في سورية، فنحن تربينا على اللون الطربي أيضاً وليس فقط الشعبي، والسبب في فشل الأغنية العربية بشكل عام، والسورية بشكل خاص، متكامل بين الكلمة واللحن والمطرب والترويج الإعلامي وهو السبب الرئيس لفكرة الجمهور “عاوز كده”.
دور الفن
< برأيك ما الدور الذي يلعبه الفن في المجتمع وتحديداً في هذه الظروف العصيبة التي نعيشها؟.
<< الفن سلاح ذو حدين، من الممكن أن يستخدم بطريقة إيجابية أو سلبية فدور الفن خطير جداً ودقيق، خاصة في الأغنية لأنها تصل لكل بيت وكل فرد في مجتمعنا الصغير قبل الكبير، لذلك يجب على الإعلام أن يكون دقيقاً في انتقاء أي عمل فني لأن له دوراً كبير الأثر في كلتا الحالتين السلبية أو الايجابية على حد سواء.
لوردا فوزي