ثقافة

“الجيش والإعلام” شراكة حقيقية في إدارة الأزمة السورية

شراكة حقيقية يعيشها جيشنا السوري وإعلامنا الوطني منذ فترة تجاوزت الخمس سنوات، في معركة أثبتت فيها الكلمة أنها رديف حقيقي للبندقية، في مواجهة هجمة تستهدف تفتيت البنيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومن يتابع إعلامنا الوطني سيرى القفزات النوعية التي تحققت على صعيد مواكبته الحدث ونقل الواقع، ومواكبة الانجازات التي يحققها جيشنا على أرض المعركة في هذا الإطار تندرج الندوة التي أقيمت في ثقافي كفر سوسة تحت عنوان “ثنائية الجيش والإعلام في إدارة الأزمة السورية” والتي شارك فيها كل من الزميل الإعلامي عمر المقداد والباحث تركي الحسن.
وفضّل المقداد الابتعاد عن الجانب الأكاديمي المتعلق بالإعلام، واختار أن يقدم وقائع حية من خبرته العملية وطريقة عمله على أرض الواقع خلال السنوات الخمس، بهدف الوصول إلى تكوين رأي حقيقي يقدم توصيفاً دقيقاً لأداء الإعلام، وإلى أي درجة كان موفقاً في أداء دوره إلى جانب جيشنا على أرض المعركة. ومن الأمثلة التي استحضرها تفجير الميدان والمجازر التي ارتكبت في أكثر من مكان، والتي سعى فيها الإعلام الغربي لتشويه الحقائق وتقديم روايات كاذبة تستهدف الدولة السورية، وفي جانب آخر كان الشريط الإخباري في بعض المحطات كالجزيرة والعربية بمثابة أمر عمليات للمجموعات الإرهابية لتنفذ المجازر وأعمال التفجير التي استهدفت الأبرياء.
وبالوقوف عند إعلامنا الوطني رأى المقداد ضرورة التفريق بين الإعلام الحكومي والإعلام الخاص، خصوصاً فيما يتعلق بسرعة تعاطيه مع الحدث واتخاذ القرار  معتبراً أنه لا يجوز أن نقارن بين محطة من محطاتنا الوطنية ومحطة خاصة كالعربية أو الجزيرة، لأن المقارنة الصحيحة حينها ستكون بين إحدى تلك المحطات ومحطة خاصة لدينا. ولم يغفل المقداد أثر العقوبات التي طالت الإعلام السوري كحرمانه من التجهيزات والتقنيات لمنعه من تقديم حقيقة ما يجري على الأرض السورية، واعتبر أن ما يجري إعلامياً ضد سورية كان مخططاً له منذ العام  1993 وكل ما قيل عن حرية وثورة، لم يكن سوى كذباً، وما جرى من فبركة وتزوير للحقائق كان مخالفاً لحقيقة ما يجري على الأرض السورية. هذا الواقع قابله المزيد من الثقة بإعلامنا الوطني من قبل المواطن السوري، فقد تمكن الإعلام الوطني بإمكاناته المتواضعة والمعنويات المرتفعة للعاملين فيه من خلال محطاته وصحفه ومساعدة الإعلام الصديق، من مواجهة محطات إعلامية كبيرة. وتساءل المقداد إذا نجح إعلامنا في مهمته؟ لتأتي الإجابة عبر أسئلة تتعلق باستهداف محطاتنا الإعلامية بالتفجيرات الإرهابية، وحجبها عن الأقمار الصناعية واستهداف الكوادر الإعلامية، وكل ذلك ليس إلا مؤشر واضح على أن إعلامنا قد نجح حقاً في تحقيق مهمته  بأن يكون أحد عناصر إدارة الأزمة.

ثلاثية الصمود
بدوره أكد الباحث تركي الحسن  أن أكثر من 70 بالمئة من الحرب التي استهدفت سورية كانت إعلامية بالدرجة الأولى، وقد شكلت قاعدة حاولت ضرب البنية الثقافية والفكرية. ورأى الحسن أن العوامل الخارجية كانت السبب فيما يحدث في سورية، ولم يغفل وجود بعض نقاط الضعف داخلياً، والتي توجد في جميع البلدان سواء في بنيتها السياسية أو الاجتماعية، وعرض الحسن ثلاثة اتجاهات في محاولة الإجابة عن سؤال حول المسؤول عن العسكرة، تمثل الاتجاه الأول حول مسؤولية الجيش، ومحاولة هؤلاء سوق الحجج والبراهين لتحميل جيشنا وقيادتنا المسؤولية في الحرب التي تشنها العديد من الدول علينا، في حين يرى الفريق الثاني أن المعارضة هي المسؤولة، أما الفريق الثالث فهو من يسمي نفسه بالحيادي وينتظر من سينتصر، وهنا عاد الحسن إلى بداية الأحداث وكيف جرت في درعا مؤكداً أن العسكرة كان مخططاً لها أن تذهب لمجلس الأمن منذ البداية، وهو ما تكشّف لاحقاً من خروج المجموعات الإرهابية المدعومة من الخارج، وتحت مسميات عدة. واعتبر الحسن أن تلك المجموعات لا تختلف عن بعضها إلا بالتسمية فقط فجميعها تؤمن بالنهج الفكري الواحد في تكفير المجتمع بجميع طوائفه، فهي فصائل عبارة عن مجموعة وحوش لادين ولاشريعة لها، مؤكداً الحسن أن المسار السياسي الذي يتحقق على أرض الواقع كان بفضل دماء شهدائنا وبطولات جيشنا وصمود شعبنا خلف القيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد.
جلال نديم صالح