ثقافة

نادي الروائي نبيه الحسن في حمص أحد روافد الحركة الثقافية في زمن الحرب

اختار الرابع عشر من شباط يوم عيد الحب زمناً لانطلاق ملتقاه الروائي، هي أكثر من ثلاث سنوات سخرها الروائي والقاص نبيه اسكندر الحسن ابن مدينة حمص الصامدة في وجه الإرهاب، ربما لخلق حالة ثقافية وجمالية، تؤكد على استمرار الحياة  رغم أزيز الرصاص الذي أراد اجتثاث كل ما هو جميل. وبالتأكيد هذه الغيرية على الوطن والحالة الثقافية فيه، ليست غريبة عن مبدع كالحسن صاحب الاسم اللامع  في مجال القصة والرواية والكثير من المقالات النقدية، التي نشرها في الصحف المحلية والعربية لزمن طويل.

بداية معرفتي بنشاط هذا النادي كانت مصادفة عبر صفحات التواصل الاجتماعي التي ربما كانت المنبر الأهم والأسرع حالياً في ظل ما نعيشه ليأتي لاحقاً تواصلي مع الروائي الحسن في حديث موجز عن هذا المشروع. وعن سؤالي حول فكرة المشروع كيف ولدت وإلى أين تتجه في ظل ما نعيشه أجابني الحسن بلغته الجميلة التي تحمل بين طياتها شيئاً من أسلوبه الروائي قائلاً:  بدأت في الكتابة والنشر منذ منتصف الثمانينيات في الصحف المحلية والعربية. وفي تلك الأيام كان الإنسان يتمنى أن يرى اسمه على صفحات الجريدة ولو كان ذلك (نعي فاضل) وحين لم يعد هناك دور للمؤسسات الثقافية بسبب الأحداث المؤسفة التي حلت على الأم سورية، وحل الرصاص والسرقة وتقطيع الأوصال مكان لغة الكلام دفعني واجبي الوطني دون منة أن افعل شيئاً، وكانت فكرة تأسيس “النادي الروائي” في مدينة حمص، وكان انطلاقه في 14 شباط عام 2013 حيث صادف عيد الحب، كرمى لعيون سورية التي علمتنا معنى الحب. ويتابع الحسن: جئنا تحت قذائف الهاون والسيارات المفخخة لنقدم من خلال النادي أبجدية جديدة، ونخطَ أحرفاً من نور. الفكرة ولدت مع أديب جوال طاف في أزقة المدينة وما زال يطوف في المدن، يغوص في عمق الأعماق ليخرج الدرر من الأصداف، يحلم وينداح الحلم لعلَه يتعرف إلى الأقلام المبدعة ليشكلوا بستاناً من اللوز والرَمان المحلي يسوّر الوطن، ولغة النادي قداسة جاءت في اليوم الصعب، بومض نجمة الصبح في غرة السماء، لم يأت في زمن الولائم والولادة في عيد الحب، وما أحوجنا للحب والارتقاء على البغضاء  في زمن سفك الدماء والضحايا الأبرياء، زمن وقوف البعض في الخط الرمادي زمن الفرز بين من أحب سورية حتى النخاع ومن هرب إلى الخارج، لذا لن يُصادر، ولن يصير رسماً عابراً، بل سيبقى في تجاعيد أدمغة الشرفاء من الأدباء، لم يكن ولن يكون مركزاً للهزار ولا لأصحاب النفوس المريضة ولا للهمز والغمز، ولا مكاناً للهو وقتل الوقت والضياع، وإنَما مطر وبرق ورعود بعد شقاء الأرض، برق يحرق أهل النفاق وكلَ من يصطاد في المياه الآسنة، مطر يسقي الأزاهير لينثر  عبقها على ربى سورية كلها.
ورغم أن مقر النادي في مدينة حمص، إلا أن نشاطه يجول في أكثر من محافظة وهو يحمل هم الوطن الأكبر فقد كان له نشاطات في المراكز الثقافية في بانياس وصافيتا وحماة، وهناك نشاطات عديدة  في المدارس والاتحاد النسائي والاهتمام الأكبر بالأقلام الواعدة. وختم الحسن قائلاً: نحن نعتبر أنفسنا رافداً من روافد وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب، وعدد المشاركين في النادي متفاوت أحياناً يربو عن المئة لكن أقل عدد 40 شخصاً تقريباً.
جلال نديم صالح