الجمال يقاوم وينتصر في معرض يوم القدس

ينشط الشباب الفلسطيني ثقافيا في ظل  حضور المناسبات للمؤسسة الرسمية الفلسطينية، التي تعيش انقسامات سياسية وجغرافية بين الداخل والشتات، في مخيمات اللجوء الفلسطيني الموزعة في بعض الدول العربية، مما ينعكس سلبا على الأداء الوطني الذي يناضل في سبيل حق العودة وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، هذا الحلم الفلسطيني الذي يدنو وسيصبح واقعا، من خلال النضال اليومي والدؤوب بكافة الأدوات الممكنة والمشروعة لهذا الشعب، وقد شهدت ساحات العمل الفلسطيني أدوات جديدة ابتكرها الفلسطينيون من خلال العمل الثقافي، الذي يستقطب مؤيدي القضية الفلسطينية على الساحة الدولية ويوسع من دائرة تأثيرهم في الرأي العام الدولي، ويدحض مزاعم المحتل العنصرية، فقد شهدت عواصم عربية ودولية منذ فترة معارض فنية وأنشطة ثقافية في أكثر من عاصمة عربية ودولية صديقة، كانت أقرب للمهرجان الثقافي السياسي حمل عنوان: “على طريق القدس”، ففي دمشق افتتح منذ فترة في صالة محمد الوهيبي للفنون الجميلة معرض لأكثر من عشرين فناناً فلسطينياً اشترك معهم العديد من الفنانين السوريين المميزين، وقد أنجز بعضهم عملاً بانورامياً مؤلفا من مجموعة لوحات متتالية، حيث رسم كل فنان مساحة محددة ستكون جزءاً من لوحة بانورامية كبيرة تصل إلى 20 متراً.
واليوم في صالة لؤي كيالي للفنون، يقيم اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين بالتعاون مع فرع دمشق لاتحاد الفنانين التشكيليين في سورية، معرضاً تشكيلياً بمناسبة يوم القدس العالمي، وقد قامت اللجنة التحضيرية بتأمين كل مستلزمات هذه الاحتفالية باتجاهاتها الإبداعية المتنوعة من أدب في اتحاد الكتاب العرب، وجماهيرية في مسيرة يوم الجمعة والندوة الخاصة بيوم القدس..
وبالعودة للمعرض التشكيلي فقد صرح الفنان عبد المعطي أبو زيد رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين لـ “البعث”:
“تبقى القدس جوهرة الصراع العربي الإسرائيلي، لما تمثله من رمزية سياسية وحضارية ودينية وإنسانية، ولتبقى جذوة النضال والمقاومة مستمرة تحرص كل الفعاليات الفلسطينية الشعبية والنقابية والأهلية وقوى الفصائل الفلسطينية على المشاركة في إحياء هذا اليوم العالمي، والفنانون التشكيليون الفلسطينيون في خندق المقاومة بأدواتهم وألوانهم، يؤكدون على قدرة الفنون والجمال على التأثير وخلق حالة نضالية موازية للبندقية، ومواكبة تضحيات وصمود أهلنا في الأرض المحتلة وفي القدس، خاصة التي يواجه أهلها سياسة التهويد والاستيطان”.
وأشاد الفنان أبو زيد بما أنجزه الفنانون في هذا المعرض، خاصة اللوحة البانورامية التي ستعرض صباحاً في مقدمة مسيرة يوم الجمعة الجماهيرية، والتي ستنطلق من أمام الجامع الأموي بدمشق. وكما أسلفنا قبلاً، اللوحة بطول 20 متراً وعرض 140 سم مرسومة على القماش نفذها عدد من الفنانين بشكل جماعي، بحيث تم رسم كل جزء منها على حدة، ومن ثم تم تجميعها ووصلها وعرضها في صالة الرواق العربي “صالة الفنان لؤي كيالي”. وتمثل اللوحة في جوانبها ملامح من إصرار الشعب الفلسطيني على الصمود والمقاومة، وتأكيد حقه في العودة وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وعن المستوى الفني للمعرض وغاية اللوحة أكد أبو زيد أن هذه الاحتفالية الفنية بيوم القدس هي أبعد من احتفالية سياسية مثلما كان يجري في الأعوام السابقة، إلا أن تواجد اتحاد الفنانين التشكيليين في هذا المعرض خير رسالة على أهمية الثقافة المقاومة تعزيزاً للموقف السياسي المقاوم، خاصة في هذه الظروف التي تشهد هجمات ومؤامرات تسعى للنيل من عزيمة الموقف المقاوم، من خلال الإرهاب والنيل من سورية وصمودها، وما يرسمه الفنان الفلسطيني هو خطوة في طريق الجمال تقاوم وتنتصر.

أكسم طلاع